رام الله الإخباري
اقترح علماء صينيون إطلاق أكثر من 20 صاروخا في الفضاء، وذلك بغية تحويل مسار كويكب بينو الذي يهدد باصطدام كارثي محتمل قد ينهي الحياة على كوكب الأرض.
الخطر الكامن في كويكب بينو
كويكب "بينو" (Bennu) هو عبارة عن صخرة فضائية تزن 85.5 مليون طن، تقع على مسافة 7.5 ملايين كيلومتر عن الأرض، ويقدر العلماء أنه يمكن أن يصطدم بالأرض في الفترة الزمنية ما بين 2175 و2199.
وتقدر الطاقة الحركية لتأثير بينو على الأرض بـ1200 ميغا طن، وهي أكبر بـ80 ألف مرة من طاقة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما. ولك أن تعلم أن الطاقة الحركية للصخرة الفضائية التي قضت على الديناصورات قد قدرت بحوالي 100 مليون ميغا طن.
ويصنف كويكب بينو من النوع "بي" (B)، مما يعني أنه يحتوي على كميات عالية من الكربون، وربما يحتوي على العديد من الجزيئات البدائية المشابهة لتلك التي كانت موجودة على الأرض مع ظهور الحياة عليها.
وقد أرسلت وكالة ناسا المركبة الفضائية "أوسايرس-ركس" (Osiris-Rex) لجمع عينات من كويكب بينو. وبالفعل وصلت السفينة الفضائية إلى بينو عام 2020، وطافت حول الكويكب، كما أنها قامت بجمع القطع السائبة من سطحه بوساطة ذراع يبلغ طولها 3 أمتار، ويتوقع أن تعود أوسايرس-ركس إلى الأرض مع حلول عام 2023.
23 صاروخ "لونغ مارش 5"
بحسب الدراسة الحديثة التي نشرت في 24 يونيو/حزيران الجاري في دورية "إيكاروس" (ICARUS)، يرى الباحثون في مركز علوم الفضاء الوطني الصيني أن 23 صاروخا من طراز "لونغ مارش 5" (Long March 5)، والتي يزن كل منها 992 طنا، ستكون كافية لحرف كويكب بينو عن مساره الحالي بما يقدر بـ 9 آلاف كيلومتر، أي ما يعادل 1.4 مرة من نصف قطر الأرض.
ووفق تقرير نشر على موقع "لايف ساينس" (Live Science) فقد قال مينجتاو لي، مهندس علوم الفضاء بالمركز الوطني لعلوم الفضاء في بكين والمؤلف الرئيسي في الدراسة الجديدة: "تشكل الكويكبات تهديدا كبيرا لجميع أشكال الحياة على الأرض"، وأضاف "إن تحويل مسار كويكب عن المسار المحتمل للاصطدام هو أمر بالغ الأهمية للتخفيف من الخطر المحتمل".
توافق صيني أميركي
وما يقترحه علماء الصين في دراستهم المذكورة آنفا يشبه اقتراحا قدمته وكالة ناسا. وقد نصت خطة ناسا المعروفة اختصارا باسم "هامر" (HAMMER)، على إرسال أسطول من المركبات الفضائية يبلغ ارتفاعه 9 أمتار، مع مدامك صدم مدمرة لإبعاد الكويكب عن مساره.
وتشير عمليات المحاكاة التي أجرتها ناسا إلى أن تحويل مسار الكويكب بينو يتطلب 34-53 ضربة من مركبة هامر الفضائية، التي سيتم إطلاقها قبل 10 سنوات من التاريخ المقدر لاصطدام بينو بالأرض.
أما صواريخ "لونغ مارش 5" الصينية فتعتبر حصيلة عمل برنامج الفضاء الصيني، وقد استكملت معظم عمليات التسليم إلى محطة الفضاء الصينية، وأطلقت مجسات صينية إلى المريخ والقمر.
وقد أثيرت شكوك ومخاوف عديدة حول كفاءة هذه النوعية من الصواريخ في الماضي، وذلك بسبب عودتها غير المنضبطة إلى الأرض. حيث سقط الجزء الذي يبلغ وزنه 22 طنا من صاروخ "لونغ مارش 5" على الأرض في مايو/أيار الماضي محترقا في البحر بالقرب من شبه الجزيرة العربية، كما يعتقد أن شظايا صاروخ من النوع نفسه قد سقطت في مايو/أيار 2020 وتحطمت فوق قريتين في ساحل العاج.
الجزيرة + لايف ساينس