"حصن صهيون".. قصة الوكر الاسرائيلي المدفون أسفل تل أبيب

حصن صهيون

رام الله الإخباري

تطرقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، مؤخرا، إلى قصة الوكر المدجج بالتكنولوجيا المحفور أسفل تل أبيب، المعروف باسم "حصن صهيون"، فيما تساءلت الصحيفة عن السبب الذي جعل هذا الحصن فاشلا أمام صواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة خلال العدوان الأخير.

ووفقا للصحيفة، فإن هذا الحصن، يعد موقعا لقيادة الجيش الإسرائيلي في أعماق الأرض تحت مقره في قلب تل أبيب.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أنه تم تصميم هذا الحصن الذي استغرق 10 سنوات، لقيادة نوع الحروب الجوية عالية التقنية التي حلَّت محل الغزوات البرية التي تُخاض بالدبابات وكتائب المشاة.

وأشارت إلى أن الحصن محمي من كل التهديدات، حتى الهجمات النووية، فيما يحتوي على قدر كافي من الطاقة والغذاء والماء للعمل داخله لفترات طويلة.

وتؤكد الصحيفة على أن جيش الاحتلال أشرف على آلاف الهجمات في قطاع غزة من داخل حصن صهيون، والتي كان معظمها من الجو، بالإضافة إلى هجمات من البحر والبر.

وأوضحت أن مركز القيادة في حصن صهيون يعتمد بشكل كبير على المعلومات الاستخبارية، وتجميع المعلومات من الوكالات المختلفة في قاعدة بيانات واحدة وترجمتها إلى مصطلحات عملياتية.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن الناس يقاسون في حصن صهيون بعدد الأهداف المُعتمَدَة، مثل مستودعات وأنفاق وأسلحة يمكن للجيش الإسرائيلي مهاجمتها.

في المقابل، أجمع غالبية المحللين الإسرائيليين على "فشل" جيش الاحتلال في حرب غزة الأخيرة، مرجعين ذلك إلى الأداء السيئ للموساد والمخابرات العسكرية في توفير معلومات دقيقة عن استعدادات حماس العسكرية.

وترى الصحيفة أن الشاهد على فشل إسرائيل الاستخباراتي هو أن الجيش الإسرائيلي فوجئ بقدرات الصواريخ لدى المقاومة الفلسطينية، حتى إنه لم يكن يعلم أن "حماس" لديها صاروخ يمكن أن يصل إلى منطقة إيلات حتى يتم استخدامه، حسبما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن خبيري الصواريخ عوزي روبين، وتال إنبار.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال نيتسان ألون، مدير العمليات السابق للجيش الإسرائيلي، قوله إنه يدرك أنَّ البقاء على مسافة من ساحة المعركة ومعاملة الناس على أنهم "أهداف" يمكن أن يخلق حالة لا مبالاة بحياة البشر.

ويظهر الواقع أن جزءاً كبيراً من القصف الإسرائيلي على قطاع غزة كان بلا جدوى عسكرية، بل كان أحياناً تنفيساً عن الغضب، رغم كل التكنولوجيا المتوفرة داخل حص صهيون.

وكان طيار حربي إسرائيلي، قد كشف أن تدمير الأبراج السكنية خلال العدوان على قطاع غزة كان طريقاً للتنفيس عن إحباط الجيش، بعد فشله في وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على المدن المُحتلة، والذي شكّل ضغطاً على جيش الاحتلال وحكومته.

ووفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية، فإنه خلال الأوقات العادية، يعمل ما بين 300 و400 جندي على مدار الساعة في حصن صهيون.

وأضافت الصحيفة: "تشير نجاة محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى إنجازات المقاومة الفلسطينية في مواجهة عدو أكثر تقدماً بكثير، فالرجل معروف عنه تجنبه استخدام أي أجهزة إلكترونية تمكن إسرائيل من رصده.

وتابعت الصحيفة الأمريكية: "المقاومة الفلسطينية اعتمدت على مزيج من الأدوات لإضعاف قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على رصدها منها النظام الأمني الصارم، والحرص في استخدام الأجهزة الإلكترونية أو تجنبها، وعمليات تمويه، وإخفاء، ونظام أمني صارم لمحاولة تقليل الاختراقات".

عربي بوست