رام الله الإخباري
أجمع خبراء أمنيون ومحللون عسكريون على أن حوامات "كواد كابتر" الإسرائيلية المسيرة التي حلقت في سماء القطاع فجر الجمعة، تهدف بشكل كبير لإعادة تأهيل بنك الأهداف الإسرائيلي الفارغ بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع.
ويرى المختصون في أحاديث منفصلة لوكالة "الأناضول" التركية أن "الكواد كابتر" مازالت تشكل مصدر تهديد لغزة ومقاومتها، حيث أن فشل "إسرائيل" الاستخباراتي ميدانيا جعلها تستخدم تلك الحوامات.
وحلقت طائرات مُسيرة ذات إضاءة خافتة، فجر الجمعة، فوق أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح شرق غزة، ومخيم الشاطئ وحيي تل الهوى والرمال غرب المدينة، ومخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا وحي الكرامة، شمالي القطاع.
ويستخدم الجيش الاسرائيلي طائرة "كواد كابتر" المسيرة، صغيرة الحجم في تنفيذ عمليات استخبارية، حيث كثف من استخدامها في غزة خلال الفترة الماضية، في ظل إمكانيتها في القيام بمهام عسكرية، كإطلاق النار وحمل قنابل، واحتوائها على أدوات تنصت دقيقة جداً.
وبحسب الخبير بالشؤون الأمنية محمد أبو هربيد، فإن "إسرائيل" لم تكن ترغب من تسيير مجموعة الطائرات، لتنفيذ أهداف لها علاقة باغتيال أو وصول مباشر لشخصيات في المقاومة، إنما بهدف إعادة تأهيل بنك الأهداف لديها الذي استنزف خلال المواجهة الأخيرة.
وأوضح أبو هربيد أن هذه الطائرات كانت تسعى لرصد دقيق لتحركات المقاومة، مبينا أن المقاومة تسعى للاستفادة من دخول هذه الطائرات لغزة بشكل مباشر، للتعرف على أماكن تحركها وطبيعة الأهداف التي تركز على رصدها.
وأشار إلى أن هذه الطائرات تمتاز بالكثير من المميزات مثل قدرتها على الوصول لأهداف في أماكن ضيقة من الصعب جداً الوصول لها من خلال الطائرات العادية.
أما المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، فيحذر من تهديد هذه الطائرات المُسيرة لأهالي قطاع غزة ومقاومتها، مبينا أن انتشارها في سماء القطاع في ساعات الفجر، يأتي في إطار إرباك المقاومة الفلسطينية وإدخال حالة من الرعب لدى قطاع غزة.
وتوقع أبو زبيدة أن تقوم تلك الحوامات بعمليات أمنية داخل القطاع لتسخين الأوضاع الميدانية، لعرقلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نجاح الحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وفي ذات السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف، أن الهدف من تلك الحوامات هو جمع المعلومات عن المقاومة الفلسطينية في غزة، وتحديث بنك أهداف جديد بعد العدوان على القطاع.
وأوضح الصواف أن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في جمع المعلومات على مدار الأعوام السابقة ميدانيا جعل الاحتلال يلجأ لتلك الحوامات كوسيلة جديدة للبحث عن المقاومة وكمائنها الصاروخية.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ في العاشر من مايو/أيار الماضي عدوانا شرسا على قطاع غزة استمرت 11 يوماً وانتهت بوقف لإطلاق النار فجر 21 مايو/أيار الماضي، أسفر عن سقوط 290 شهيدا، بينهم 69 طفلا و40 سيدة و17 مسنا، وأكثر من 8900 مصاب.
الأناضول