قدم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اعتذاراً عن الإهانة التي تسببت بها تصريحات سابقة له حول الإسلام، وذلك في تقرير انتقد الثلاثاء حزب المحافظين بشأن طريقة معالجته شكاوى تتعلق بالخوف من الإسلام.
وأجريت مقابلة مع جونسون من أجل التقرير بتكليف من الحزب رداً على انتقادات لكيفية تعامله مع ممارسات التمييز والشكاوى. وأعد البروفيسور سواران سينغ التقرير بصورة مستقلة، وكان يشغل منصب مفوض للجنة المساواة وحقوق الإنسان.
وأشار التقرير إلى أمثلة عدة تشير إلى جونسون، بما في ذلك عمود في صحيفة عام 2018، أشار فيه إلى النساء اللواتي يرتدين البرقع بأنهن "يتجولن في الأرجاء ويبدين كصناديق البريد"، وشبههن بلصوص البنوك.
وقال جونسون إن المقال هو دفاع ليبرالي عن حق المرأة المسلمة في اختيار ما ترتديه.
ونقل التقرير عن جونسون قوله: "أدرك تماماً أن هناك أموراً صرحت بها وحملت على محمل الإهانة، وأن الناس ينتظرون من رجل في موقعي أن يضع الأمور في نصابها، لكنك تحتاج في الصحافة للاستفادة من اللغة بحرية. وبالتأكيد أنا آسف على أي إهانة فُهمت (من تصريحاتي)".
وتابع: "(السؤال هو) هل لي أن أستخدم اليوم التعبيرات المنطوية على إهانة من كتاباتي في الماضي؟ الآن وأنا رئيس للوزراء، لن أفعل ذلك".
وخلص سينغ إلى أن الحزب لم يكن نشطاً بما فيه الكفاية فيما يتعلق بمجابهة التمييز العنصري، كما أن إجراءاته المتعلقة بالشكاوى هي بحاجة إلى إصلاح شامل، ونظام العقوبات لديه بالنسبة لمن يخالفون القواعد غير واضح.
ويعاني حزب المحافظين "رهاب الإسلام" (الإسلاموفوبيا)، وهي مشكلة راسخة لديه على المستوى المحلي أو الفردي، وفق ما أفاد تقرير مستقل عن التمييز داخل الحزب الثلاثاء.
وذكر التقرير "لا تزال المشاعر المعادية للمسلمين مشكلة داخل الحزب. إنها تضر بالحزب وتحرمه من شريحة كبيرة من المجتمع".
تقرير بريطاني: حزب المحافظين يعاني "الإسلاموفوبيا"
ودرس التقرير ما مجموعه 1418 شكوى حول التمييز تم تقديمها للمحافظين بين عامي 2015 و2020، بينها 727 حادثة يتعلق ثلثاها بالمسلمين.
وسُجلت هذه المشاعر المعادية للمسلمين على المستوى المحلي أو الفردي، بحسب الوثيقة التي تشير مع ذلك إلى أنها لم ترصد "عنصرية مؤسساتية" في التعامل مع الشكاوى.
وحسب موقع "سكاي نيوز" البريطاني، فقد نُشرت مراجعة سينغ بعد عامين تقريباً من التزام جميع المرشحين الخمسة في مسابقة قيادة حزب المحافظين لعام 2019، بما في ذلك الفائز النهائي بوريس جونسون، بإجراء تحقيق مستقل في مزاعم الإسلاموفوبيا داخل الحزب.
ووصفت جمعية (هوب نوت هيت) أو (أمل لا كراهية) المناهضة للعنصرية اعتذار جونسون بأنه "كلام معسول". وقال نيك لوليس، المدير التنفيذي للجمعية، إن "الكلمات التي استخدمها رئيس الوزراء اليوم ليست كافية وبعيدة تماماً عن احتمال اتخاذ إجراء حازم وحاسم".