يديعوت : "اسرائيل " تفقد السيطرة على جو بايدن

نتنياهو وبايدن

رام الله الإخباري

نشر موقع واي نت العبري (الموقع الإخباري لصحيفة يديعوت أحرونوت)، مساء اليوم السبت، تقريرًا مطولًا استعرض فيه التوجهات الأميركية الجديدة برئاسة جو بايدن، في حين تفقد إسرائيل قدرتها في التأثير على تلك القرارات كما كان في شهر العسل بفترة عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وبحسب الموقع، فإن إسرائيل تسمع عن هذه التغيرات لكن منذ مرور 10 أسابيع فقط على تولي بايدن رئاسة الإدارة الأميركية كالرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، يتضح أكثر أن تل أبيب أصبحت أقل تأثيرًا، وأن شهر العسل الذي كان مع ترامب قد انتهى بالفعل.

وأشار التقرير إلى آخر قرارات الولايات المتحدة برفع العقوبات عن كبار الشخصيات في المحكمة الجنائية الدولية بعد شهر من إعلان فتحها تحقيق ضد إسرائيل في جرائم حرب ارتكبتها ضد الفلسطينيين، وهي خطوة مخالفة لموقف إسرائيل التي طلبت من إدارة بايدن المساعدة ضد المحكمة في لاهاي.

ووفقًا للتقرير، فإن واشنطن لم تفاجئ أبدًا تل أبيب، وأشارت لقرارها في محادثة جرت بين وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ونظيره الإسرائيلي غابي أشكنازي، مشيرًا إلى أن المسؤول الأميركي أكد بشكل واضح أن بلاده تعارض بشدة قرارات الجنائية الدولية بشأن القضية الفلسطينية وأفغانستان، وأنه ليس سلطة قضائية، فيما طلب أشكنازي موقفًا علنيًا من الإدارة الأميركية بشأن ذلك، والتي رأى وزير الخارجية الأميركية أن هذه الخلافات يمكن حلها من خلال مخاطبة جميع الأطراف وليس من خلال عقوبات تفرض على المحكمة.

ويشير التقرير إلى أن هناك جدلًا في إسرائيل حول كيفية النظر إلى هذه الخطوة، على الرغم من أن الأميركيين يوجهون رسالة بأنهم يعارضون التحقيق ضد تل أبيب، إلا أنهم يرون في إلغاء العقوبات رسالة معاكسة، وفي المقابل هناك من يرى أن الخطوة الأميركية مهمة ومفيدة من خلال مجرد رفع العقوبات يمكن أن يكون هناك خيار للتأثير على المحكمة ووقف التحقيق، وفتح صفحة جديدة بين الإدارة الأميركية والمدعي العام الجديد للمحكمة كريم خان والذي سيتولى منصبه في يونيو/ حزيران المقبل.

ويضاف إلى ذلك احتمال أن واشنطن ترى بأن نهج الحوار سيساعد في منع التحقيق، وقد تكون خطوة أولية للضغط على الفلسطينيين للمطالبة بوقف التوجه للمحكمة الدولية، وسيكون بذلك من السهل على المدعي إصدار تقرار بتعليق التحقيق.

ويقول التقرير "القرار الأميركي لا يأتي من فراغ، إنه جزء من سياسة إدارة بايدن الجديدة التي تفضل اتباع نهج دبلوماسية متعددة الأطراف، وهو ما يتناقض مع نهج إدارة ترامب"، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تأمل في أن تتمسك إدارة ترامب على الأقل بالعقوبات الحالية ضد المدعية العامة الحالية فاتو بنسودا، لكن ذلك لم يحدث.

وبحسب الموقع، فإن القرار بشأن لاهاي ليس هو الوحيد الذي يمكن أن يُنظر إليه على أنه مشكلة بالنسبة لإسرائيل، مشيرًا إلى إلى التقارير التي تتحدث عن الخطوات المتسارعة من أجل فتح مفاوضات جديد مع إيران للعودة للاتفاق النووي والاجتماع الدولي الذي سيعقد يوم الثلاثاء في فيينا.

ولفت الموقع، إلى أن الأميركيون سابقًا كانوا يطلعون إسرائيل على ما يجري بشأن الملف النووي الإيراني، مشيرًا إلى أنه تم الحديث عن ذلك خلال الاتصال بين بلينكن وأشكنازي، حيث سأل الأخير نظيره فيما إذا كانت المحادثات مع الإيرانيين ستكون مرضية، إلا أن بلينكن قال إنه ليس لديهم آمال كبيرة وليس من الواضح على الإطلاق فيما إذا كان هناك شريك على الجانب الآخر (إيران)، فيما عرض أشكنازي موقفه بأن خيار رفع العقوبات هو الأقل فائدة لإسرائيل، ولكن إذا كان هذا هو الاتجاه فستطلب حكومته ضمانات أمنية.

ويشير الموقع إلى أن هناك تغيير مهم آخر في سياسة الولايات المتحدة يتعلق بتحويل الأموال إلى الفلسطينيين بعد الإعلان عن تحويل 15 مليون دولار لمواجهة كورونا، وتبين أن عمليًا سيجري تحويل قرابة 100 مليون دولار عبر وكالة المعونة الأميركية، وهو أمر لم يفاجئ إسرائيل وتحدثت مسبقًا عن هذه الخطوة وأبدت تحفظاتها، وتم مناقشة ذلك خلال الاتصال بين بلينكن وأشكنازي.

ووفقًا للتقرير، فإن إسرائيل تدعم مساعدة الفلسطينيين في كل ما يتعلق بمكافحة كورونا والمشاريع المدنية بتحويل الأموال بشكل مباشر عبر وكالة المعونة الأميركية، لكنها قلق من عدم وجود سيطرة كافية على تحويل الأموال ومخاوف حول وصولها للأسرى الفلسطينيين وعوائل الشهداء والجمعيات الخيرية التي لا يعرف من يقف ورائها.

وتتخوف إسرائيل من تجديد المساعدات الأميركية للأونروا والتي توقفت في عهد ترامب، في حين أن الآراء منقسمة في الولايات المتحدة حول تجديد هذه المساعدات، بحسب التقرير ذاته، الذي أشار إلى تعرير مكتب حقوق الإنسان التابع للخارجية الأميركية الأراضي الفلسطينية بأنها محتلة.

وأشار إلى أن قضية أخرى أثيرت في الاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية الأميركي والإسرائيلي حول الانتخابات الفلسطينية في القدس الشرقية، حيث لم تصوغ إسرائيل بعد موقفًا بشأن السماح بإجرائها لأن الحكومة لم تنعقد حتى الآن، ومع ذلك فإن إسرائيل ترى أن الفلسطينيين بمفردهم سيتعثرون وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبحث بنفسه عن طريقة لإلغاء الانتخابات وإلقاء اللوم على إسرائيل كالعادة. وفق زعم التقرير.

ويتفهم الأميركيون ثمن الانتخابات في السلطة ويعلمون أن هناك تخوفًا من صعود حماس والعناصر المسلحة، ما يمكن أن يخلق فوضى ستقوض الاستقرار الأمني ​​في المنطقة ويلحق الضرر بالحوار بين إسرائيل والفلسطينيين. بحسب التقرير.

ويشير الموقع إلى أن هذه المحادثة الرابعة بين بلينكن وأشكنازي، والعلاقة بينهما دافئة وهناك خطاب ذو شفافية رغم وجود خلافات بالآراء، لكن موقف إسرائيل مسموع طوال الوقت، ولكن الطرفان يتفقان على عدم الاتفاق، فمشكلة إسرائيل أنها لا تتكلم لغة الديمقراطيين، لغة القيم والحوار، وتتحدث بلغة التهديدات والعقوبات، كما يقول التقرير.

ويختم "القاسم المشترك بين كل مظاهر التغيير في السياسة الأميركية واحد: هذه نهاية شهر العسل الذي كان بين إسرائيل وإدارة ترامب، في واشنطن يرغبون باستمرار الحوار مع إسرائيل، والاستماع إلى مواقفها، مع الحرص على عدم مفاجأتها، ولكن ليس في عجلة من أمرها لقبول مواقفها، لكن الأمريكيون يعارضون سياسة العقوبات ويعتقدون أنها ليست الحل، وهكذا الأمر مع إيران، وكذلك مع لاهاي وكذلك مع الفلسطينيين، تفضل الولايات المتحدة بقيادة بايدن نهجًا جديدًا: فهي تمنح الجانب الآخر الجزرة، في انتظار رده الإيجابي، ويتضح من كل هذا أن إسرائيل فقدت قدرتها على التأثير على واشنطن".

صحيفة القدس