ترك الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، المحافظين المتشددين يتساءلون ما إذا كان سيتواجه مع الرئيس، جو بايدن، في السباق المقبل إلى البيت الأبيض.، وذلك خلال كلمة ألقاها للمرّة الأولى منذ خروجه من البيت الأبيض، في إطار "مؤتمر العمل السياسي المحافظ"، الملتقى السنوي للمحافظين الأميركيّين الذي افتُتح في أورلاندو، يزم الجمعة الماضي.
ويتردّد السؤال نفسه سواء بين حلفائه أو معارضيه، حول ما إذا سيُعلن الملياردير، البالغ 74 عاماً، أنّه سيترشّح للرئاسة مجدّداً في 2024. وقال ترامب إنه "بمساعدتكم سنستعيد مجلس النوّاب، وسنفوز بمجلس الشيوخ، وبعد ذلك سيعود رئيس جمهوري منتصراً إلى البيت الأبيض، وأتساءل من سيكون؟".
وقال ترامب عن الديمقراطيّين "في الواقع، أنتم تعلمون أنّهم خسروا" الانتخابات، مروّجاً من جديد للادّعاءات بأنّه حُرم من ولاية رئاسيّة ثانية بسبب حصول عمليّات تزوير. وأضاف "لكن من يدري، من يدري؟ ربما أقرّر أن أهزمهم للمرّة الثالثة".
وبعدما حُرم من استخدام تويتر ووسائل تواصل اجتماعي أخرى، بقي ترامب بعيداً عن الأنظار في مقرّ إقامته في مارالاغو في فلوريدا. وعندما خرج ترامب إلى المنصّة، لاقى حفاوةً بالغة من مؤيّديه الذين لم تضع سوى قلّة منهم كمامات، رغم انتشار فيروس كورونا.
وقال ترامب عن حركته الشعبويّة إن "الرحلة المذهلة التي بدأناها معاً ... لم تنته بعد. وفي النهاية سنفوز". ووضع ترامب حدّاً للشائعات حول عزمه على إنشاء حزب سياسي جديد، قائلاً "لن أطلِق حزباً جديداً. لدينا الحزب الجمهوري. سوف يتّحد ويكون أقوى من أيّ وقت مضى".
وكما كان متوقّعاً، انتقد ترامب بايدن، قائلاً إنّ الديمقراطي أنهى للتوّ "الشهر الأوّل الأكثر كارثيّة" لأيّ رئيس جديد في السلطة.
ووصف ترامب في خطابه المتشائم، أميركا بأنّها أرض مقسّمة، مشدّداً على أنّ "أمننا وازدهارنا وهوّيتنا كأميركيّين على المحكّ". كما شنّ هجوماً على المهاجرين، منتقداً سياسات بايدن في مجال تغيّر المناخ والطاقة ونزاهة الانتخابات.
وقال ترامب لمؤيّديه في الخطاب الذي استمرّ تسعين دقيقة، "نحن في صراع من أجل بقاء أميركا كما نعرفها. هذا صراع. هذا صراع رهيب ومريع ومؤلم ... في النهاية، نحن نفوز دائماً".
وشنّ الرئيس السابق هجوماً على بعض الجمهوريّين الذين شعر بأنّهم خانوه. وقد سمّى بالاسم الجمهوريين العشرة الذين صوّتوا لعزله في مجلس النوّاب، والجمهوريّين السبعة الذين صوّتوا بلا جدوى لإدانته في مجلس الشيوخ.
وظهر ترامب أمام حضور من المناصرين له الذين لا يزالون يرفعون أعلاماً ويضعون قبّعات ويحملون أغراضاً عليها اسم ترامب، فيما توسّط المؤتمر تمثال ذهبي له.
لكنّ الحزب الجمهوري يعاني انقسامات كبرى منذ الهجوم العنيف الذي شنّه أنصار لترامب على مبنى الكونغرس في واشنطن.
وبعد أربع سنوات أمضاها ترامب في البيت الأبيض، خسر الجمهوريّون السيطرة على مجلسَي الكونغرس وعلى البيت الأبيض. كما أنّ الرئيس السابق يحمل إلى الأبد وصمة آليّتَي عزل فُتحتا في حقّه، اتّهِم في إطار الثانية بالتحريض على الفتنة على خلفيّة اقتحام الكابيتول.