موقع مدينه رام الله الاخباري :
خلال حصة تدريبات عسكرية في منطقة صناعية بمدينة غزة يرفض أحد القادة العسكريين لكتائب الناصر صلاح الدين ما يرَوج من أن تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا ب\"داعش\" ينشط في غزة. أبو سياف أحد زعماء المجموعة الإسلامية يصرح ل DW أن المقاومه الفلسطينيه لن تسمح على الإطلاق بنمو فرع ل \"داعش\" في غزة أو ترسيخه هناك، ويضيف قائلا: \"نحن لسنا خائفين من \"داعش\" لأن غزة لن تسمح بظهور هذا التنظيم، وعلى الصعيد الداخلي فإن الفصائل المسلحة لن تقبل أيضا بذلك. سوف نتدخل في هذه الحالة\".
رغم أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تسيطر على غزة منذ 2007 فإن عدة جماعات مسلحة من مختلف الأطياف السياسية التابعة لإسلاميين أوقوميين أوعلمانيين أويساريين تنشط في المنطقة، خصوصا في فترات الحرب مع إسرائيل، مثل حرب غزة في الصيف الماضي والتي دامت 51 يوما. لكن هناك إشارات على الأرض توحي بأن التنظيم وضع قدما له في غزة على ما يبدو.
اختطافات وتهديدات
منذ انتهاء حرب غزة ظهرت في الإعلام عدة تقارير ل\"داعش\". وفي بداية فبراير الماضي قامت مجموعة تدعي أنها تابعة للتنظيم بخطف الصحفي الفلسطيني محمد عمر والاعتداء عليه وعلى اثنين آخرين قبل أن يتم الإفراج عنهم في وقت لاحق.
وقبلها بأسبوعين تجمع ناشطون سلفيون أمام المركز الثقافي الفرنسي في غزة للتظاهر تضامنا مع \"داعش\" ومع هجمات شارلي إيبدو في باريس التي نسبت إليه.
وفي ديسمبر ظهر منشوران يفترض أنهما للتنظيم، أحدهما يهدد النساء اللواتي لا يرتدين الملابس بطريقة يعتبرها التنظيم ملائمة. بينما يتوعد المنشور الثاني كُتابا وشعراء من أبناء المدينة بسبب مواقفهم الملحدة المفترضة، ويدعو المنشور هؤلاء إلى \"التراجع عن ردتهم ودخول الإسلام من جديد\".
\">
كتائب الناصر صلاح الدين إحدى الجماعات المسلحة في غزة.
وفي بداية هذا العام ظهر فيديو على موقع يوتيوب لمجموعة مقاتلين ملثمين يعلنون فيه ولاءهم لتنظيم \"داعش\". قبل ذلك بحوالي سنة وتحديدا في فبراير 2014 أصدرمجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس، وهي جماعة سلفية في غزة، بيانا يعلن فيه أنه ملتزم ب\"مساعدة تنظيم داعش وتعزيز صفوفه\".
حرب غير دينية
\"لا نقاتل في حرب دينية هنا في غزة، فحربنا هي من أجل تحرير أراضينا المحتلة\" يقول أبو سياف، متوقعا بأن الجماعات الموالية ل\"داعش\" لن تكسب شعبية كبيرة بين المواطنين في غزة.
لكن هناك من يحبذ عدم الخوض في الحديث عن إمكانية انتشار \"داعش\" في القطاع. أبو خالد مثلا، قائد في كتائب الدفاع الوطني الجناح المسلح للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ذات المرجعية اليسارية، يدعي بأن تنظيم داعش مدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن \"المقاومة الفلسطينية لا تتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى. وفي المقابل ليست فلسطين أرضا خصبة بالنسبة لجماعات مثل \"داعش\". فالمقاومة موحدة على الأرض وعدونا هو الاحتلال الإسرائيلي ولا عداوة بيننا.\"
منذ وصول حماس للسلطة في غزة سنة 2007 اتخذت الحركة إجراءات صارمة ضد الجماعات المسلحة الأخرى وحدت من قدرتها على التصرف باستقلالية، توضح بينديتا بيرتي، المحللة الأمنية في معهد دراسات الأمن الوطني في تل أبيب. وتضيف بيرتي بأن الجماعات السلفية وإن تم \"تقييدها بشكل كبير في غزة، إلا أن الانتصارات السريعة التي حققها \"داعش\" ومجموعات مشابهة في الشرق الأوسط أدت بشكل ما إلى انتعاش بعض الخلايا السلفية الجهادية التي كانت سابقا موجودة على الأرض في غزة.\"
\">