بعزيمة قوية، وبكلمات تكاد لا تخلو من رباطة الجأش، خطّت الأسيرة الفلسطينية شذا الطويل، خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي رسالة إلى أهلها، تطمئنهم على أحوالها وتشاركهم أحوالها في السجن.
وبدأت الطويل، رسالتها من سجن الدامون الإسرائيلي، التي أوصلتها عبر الأسيرة المحررة ميس أبو غوش المفرج عنها قبل أيام بقولها: "سننبت من جروحنا ربيعا كأننا لم نذق بالأمس مُرًا".
وأضافت الطويل: "يا أبي كبرت في أحضانك واحد وعشرون عامًا ونيف؛ لم أعرف منك إلا الصلابة والقوة؛ كل ما أنا عليه الآن هو أنت؛ دمت لي الأب والصديق والحبيب والمعلم؛ أنا فخورة جدًا بكونك أبي أنا؛ أعدك أني سأكون بأفضل حال وأتم صحة فقط إذا كنت أنت كذلك".
وتابعت: "أمي؛ بعد سماع صوتك للمرة الأولى في يوم الخميس 19-11-2020؛ تهافتت عليّ الفتيات من كل الغرف؛ من يعرفنني ومن لا يعرفنني؛ لتهنئتي بصلابة امي وقوتها؛ شكرًا لك يا أمي؛ لقد كنت أفضل شيء حصل منذ أيام؛ لقد حام طيفك طيلة السبعة عشر يومًا السابقة حولي ليذكرني أنه مهما طالت تلك الأيام هناك ستنتهي؛ أحبك كثيرًا يا امي واشتقت لك أكثر".
وأردفت الطويل في رسالتها: "في مرحلة ما، سواء في السبعة عشر يومًا الأولى أم هنا ؛ كان عليّ أن أصنع زمني الخاص؛ أن أحاول قطعه قبل أن يقطعني هو؛ يتجلى الزمان هنا من حولي عدوًا خفيًا؛ وأنا أحاول ألا اجعله يتغلب علي حالي، حال 37 أسيرة أخرى، أتغافل عليه حتى أخرج كما أتيت، لا أحمل من هنا شيئا إلا نفسي ؛ أنا وجدت نفسي بفقدها؛ أنا الآن أصنع حاضري ومستقبلي مع أن التجربة لا تزال غضة".
ودعت الطويل عائلتها بأن تكون جميعها بخير، معتبرة أن هذا أهم شيء بالنسبة لها.
وختمت رسالتها بالقول: "محبتي وسلامي لكم جميعًا ويكفيني أن تعتنوا بأنفسكم وأعتذر عن أي عبء أو ألم سببته لكم، أعدكم أنني سأعوضكم عن كل ذلك، أحبكم جميعًا، وأتمنى أن تكونوا بخير أحبائي، حيفا، جبل الكرمل، الدامون، قسم 3، غرفة 3".