أرمينيا: لا حل دبلوماسي لقضية قره باغ لفترة طويلة قادمة

thumbs_b_c_bf626af284f52887e53ca799dcc6d3f1

رام الله الاخباري:

أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، في خطاب له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه من المستبعد الحديث عن حل دبلوماسي لقضية قرة باغ، وقال: "علينا الإقرار بأن لا حل دبلوماسي لقضية قره باغ، الآن ولفترة طويلة قادمة".

وتزامن إعلان باشينيان، مع تواصل المباحثات بين وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان في موسكو، وسط جهودٍ دولية لم تفلح في تطبيق هدنة طويلة الأمد بين البلدين.

وأسفرت المعارك بين أرمينيا وأذربيجان عن قرابة الألف قتيل، وفق حصيلة غير نهائية لعدد القتلى التي خلفتها المعارك الدائرة هناك منذ أربعة أسابيع.

وأكد باشينيان أن البلدان لم يتوصلا إلى أي اتفاق يُذكر، مشيراً إلى عدم جدوى المباحثات المستمرة بين البلدين، وقال إن ما يراه الأرمن مقبولاً يكون غير مقبول لدى الطرف الآخر، ونفى أي حل دبلوماسي خلال الفترة الحالية.

وطالب جميع مسؤولي المدن والمقاطعات والقرى والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والتجارية بتنظيم وحدات متطوعين من أجل القتال بجانب الانفصاليين في ناغورني قره باغ ضد أذربيجان.

وأكد باشينيان أن وضع الانفصاليين خطير جداً، وبحاجة لتشكيل وحدات متطوعين لتحقيق إما النصر أو الهزيمة على حد وصفه. فيما تأتي تصريحات باشينيان عقب خرق هدنتين إنسانيتين متتاليتين خلال أكتوبر الجاري.

في وقت سابق، وصف رئيس أذربيجان الهام علييف، خصومه بــ"الكلاب" أو "الحيوانات المتوحشة"، وسط انتصارات ميدانية حققتها البلاد، فيما أعلن رفضه لأي مفاوضات قبل انسحاب الانفصاليين.

وتشير الوقائع على الأرض إلى استمرار المعارك بين البلدين، والتي بدأت منذ السابع والعشرين من سبتمبر الماضي، وكان لأذربيجان النصيب الأكبر من الانتصارات، حيث تمكنت القوات الأذربيجانية خلال الأسابيع الأخيرة من السيطرة على أراضي كانت خارج سيطرة باكو منذ الحرب التي اندلعت في التسعينيات، عقب تفكك الاتحاد السوفياتي، والتي خلّفت أكثر من ثلاثين ألف قتيل، وأدت إلى إعلان انفصال قره باغ الذي تسكنه غالبية من الأرمن، والذي يتم التنازع بشأنه حتى اليوم.

وندد مستشار الرئيس الأذربيجاني، حكمت حجييف، بخطاب باشينيان، الذي اعتبره "يؤجج التصعيد مجدداً"،

وعلى الرغم من التكتم على حصيلة الخسائر في "باكو" الأذربيجانية إلا أن حجييف أكد أن المعركة حصدت عشرة آلاف قتيل حتى الآن، منوهاً إلى أن أذربيجان تلقي بآخر مواردها.

في الوقت الذي تؤكد فيه أذربيجان أن أي حل يجب أن يشمل عودة الإقليم المنفصل إليها على أن يتم منحه درجة من الاستقلالية، يدعو باشينيان إلى استقلال ناغورني قره باغ، ويهدد بأن يعترف بها بشكل أحادي.

ومنذ التسعينات تشتعل المعارك بين أرمينيا وأذربيجان، وعلى الرغم من تدخل روسيا والولايات المتحدة وفرنسا كوسطاء تاريخيين لحل النزاع حول ناغورني قره باغ، إلا أن كافة الجهود الدولية باءت بالفشل ولم تتمكن من التوصل إلى أي اتفاق يرضي طرفي النزاع.

ويعرب المجتمع الدولي عن قلقة من وقوع أزمة إنسانية، ويخشى تدويل النزاع. ففي الوقت الذي تدعم أنقرة باكو، فإن أرمينيا التي تقدّم الدعم المادي والعسكري للانفصاليين، مرتبطة بتحالف عسكري مع روسيا.

ويجرى توجيه اتهامات بحق أنقرة بأنها تقوم بإرسال مقاتلين سوريين يؤيدونها للمشاركة في المعارك الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان، حيث اتهم الرئيس الأرميني ارمين سركيسيان، أنقرة بدعم أذربيجان سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً على نطاق واسع، وذلك خلال زيارة له إلى مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل الأربعاء الماضي، وتركيا عضو فيه.

بدوره، دعا أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ، الطرفين إلى "ضبط النفس، احترام وقف إطلاق النار ووقف التصعيد".

من جانبه، أكد المبعوث الأذربيجاني لدى الأمم المتحدة في جنيف فاقيف صديكوف، أمام الصحافيين، أن بلاده ستضع حداً للمعارك في حال انسحاب أرمينيا، وقال: "يجب أن نكون واقعيين: لن ننتظر ثلاثين عاماً أخرى لكي يحصل ذلك".

وكانت أذربيجان التي تتمتع بعائدات نفطية مهمة، قد وقعت عدة عقود تسليح في السنوات الأخيرة مع روسيا وتركيا واسرائيل.