رام الله الاخباري:
أظهر استطلاع للرأي أن أصوات الناخبين اليهود الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيذهب معظمها لصالح المرشح الديمقراطي جون بايدن.
وأوضح الاستطلاع الذي أجرته المنظمة اليهودية الأميركية الكبيرة، "اللجنة اليهودية الأميركية" أن ما نسبته 75% من أصوات الناخبين اليهود ستكون لصالح مرشح الحزب الديمقراطي بايدن، في الوقت الذي سيصوت فيه 22% لصالح الرئيس دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري.
ويكشف الاستطلاع الذي صدر اليوم الاثنين، أن بايدن عمل على توسيع مساحة دعمه بين الناخبين اليهود لتصل إلى 75%، بعد أن كانت متدنية في استطلاع الشهر الماضي، وهو ما يشير إلى تراجع شعبية ترامب بين الناخبين اليهود رغم دعمه لـ"إسرائيل" كان أهم أوجهه توسيع تعريفه لمعاداة السامية لتشمل أي انتقاد لـ"إسرائيل" تقريبًا.
والاستطلاع الذي قامت بإجرائه شركة أبحاث (SSRS) عبر الهاتف معتمدةً على مجموعة من المناهج الاستطلاعية، كشف أن تردد الرئيس ترامب في إدانة العنصريين البيض في المناظرة التي أجراها مع بايدن في 29 سبتمبر الماضي، كان سببًا في تراجع شعبيته لدى الناخبين اليهود.
وبينت الشركة، أن نسبة هامش الخطأ في الاستطلاع بلغت 4.2 %، وأن نتائجه لم تقتصر على استطلاع واحد بل على عدة استطلاعات تم اجرائها في الفترة الواقعة ما بين 9 أيلول و 4 تشرين الأول الجاري على عينة انتخابية بلغت 1334 يهوديًا أميركيًا رأى منهم 75% أن بايدن سيكون أكثر فعالية في محاربة العنصرية ضد اليهود.
ونجح المرشح الديمقراطي بالتركيز على سياسات الرئيس ترامب في التعصب والعنصرية في خلال حملته الانتخابية، عازيًا اتخاذه قرار منافسة ترامب لفشل الاخير في إدانة المسيرة المميتة لتفوق العرق الأبيض في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا في عام 2017.
وفي ذات السياق، أظهر استطلاع آخر نفذته "اللجنة اليهودية الأميركية إي.جاي.سي- AJC"، تفوق المرشح بايدن على نظيره ترامب في رؤيته للقضايا الساخنة، مثل:" التعامل مع جائحة فيروس كورونا ، بنسبة 78% إلى 19% ؛ مكافحة الإرهاب 71% -26%؛ وتوحيد البلاد 79% -15%.
كما ظهرت شعبية ترامب ضعيفًا بين الناخبين اليهود، في قضايا حاول أن يظهر فيها دعمه اللامحدود لإسرائيل مثل التعامل مع إيران ، 71%-27%؛ التعامل مع الجريمة ، 72% -24%، وتعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية ، 54% -42%، وهو ما أثار حفيظة واحتجاج ترامب.
ويعد قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع عام 2015 بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا مع إيران، عام 2018،
أحد الركائز الأساسية للحملة الانتخابية لترامب في صفوف الأميركيين اليهود، إضافة إلى قراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة ، وقطع التمويل عن الفلسطينيين ، واعترافه بسيادة تل أبيب على الجولان السوري المحتل.
كما اعتمد ترامب في مخاطبته لليهود الناخبين، على خطة السلام "صفقة القرن" التي تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بأجزاء من الضفة الغربية المحتلة"، واتفاقات التطبيع بين دولتي الإمارات والبحرين.
وفي مؤشر آخر على عدم قابلية ترامب في الأوساط اليهودية الأمريكية، كشف الاستطلاع عن 16% من الناخبين اليهود لصالح ترامب في انتخابات عام 2016 ، في الوقت الذي أظهرت فيه استطلاعات الرأي عندئذ بأن 24% من الناخبين اليهود سيصوتون لصالحه.
ووفقًا للاستطلاع ، فإن أهم قضيتين بالنسبة لليهود الأمريكيين هي الوباء والرعاية الصحية، بنسبة 26% و 17% على الترتيب، فيما كانت السياسة الخارجية لواشنطن في
أدنى سلم الأولويات بالنسبة لهم من بين ستة قضايا بنسبة 5%، والقضايا الأخرى التي طُلب من المشاركين تصنيفها كانت الاقتصاد في المرتبة الثالثة ، 13% ؛ العلاقات العرقية في المرتبة الرابعة 12% والجريمة في المرتبة الخامسة 6%.
وكان الرئيس التنفيذي "للجنة اليهودية الأميركية" ديفيد هاريس، كشف في تصريح سابق لصحيفة "جيويش تلغراف إيجنسي"ـ عن سعيه لتحقيق الإجماع بين الأوساط اليهودية الأميركية، مبينًا أن الهوة بين اليهود الأميركيين من جهة والإسرائيليين الذين يؤيدون ترامب من جهة أخرى آخذ في الاتساع على صعيد عددًا من القضايا ، بما في ذلك "دعم حل الدولتين" لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.