رام الله الاخباري :
أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن قيادة حماس ستعقد اجتماعاً خاصاً بشأن التفاهات التي تم التوصل لها مع حركة فتح، وذلك لدراستها واتخاذ
القرار بشأنها، وسبل استكمال الحوار على المستوى الوطني في المسارات كافة، فيما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية أن الانتخابات التي تم التوافق عليها في الحوارات الجارية ستجرى في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية وقطاع غزة.
وقال عريقات خلال لقاء مع قناصل وسفراء وممثلي الاتحاد الاوروبي، في مدينة أريحا، أمس الجمعة، إن المطلوب الآن هو دعم ومساندة الحوار الإيجابي والبناء، من أجل الوصول إلى الانتخابات العامة الفلسطينية الحرة والنزيهة، بمراقبة دولية.
وأطلع عريقات ممثلي الاتحاد الاوروبي على آخر المستجدات، خاصة المتعلقة بالحوار الفلسطيني الداخلي، مؤكدا أن الديمقراطية قادرة على دحر الاحتلال والطغيان، وتجسيد استقلال دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.
وأكد اسماعيل هنية في بيان صحفي، أمس الجمعة، أن حركة حماس تولي أهمية كبيرة لمسار الحوار الوطني، مشيراً إلى أن هذه الحوارات تُعبر عن إرادة وتوجه وقرار، وذلك استشعارا بالخطر المشترك الذي يتهدد القضية الفلسطينية، وقناعة راسخة بتكريس مبدأ الشراكة في بناء المؤسسات الفلسطينية الناظمة لشعبنا في الداخل والخارج في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة في الضفة وغزة، وعبر القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية.
وشدد على أن التفاهم مع حركة "فتح" يأتي لتمهيد الطريق أمام الحوار الوطني الشامل، الذي يشكل الإطار الجامع لمخرجات الحوار ومآلاته النهائية في الملفات المركزية، والتي ستعرض للاعتماد في اجتماع خاص للأمناء العامين للفصائل.
وأضاف "إن التفاهم الإيجابي الذي تم في تركيا مستند في محاوره الأساسية لاتفاقيات القاهرة التي تم توقيعها في فترات سابقة، وخاصة الاتفاق الشامل 2011".
وأشاد بالجهد الذي بذله وفدا الحركتين في الحوار، وما قاما به من اتصالات مكثفة منذ وقت ليس بالقصير، بما يعكس توجهات وجدية قيادة الحركتين.
وقال: لقد أولت حركة حماس تحقيق الوحدة الوطنية اهتماما استثنائيا، خاصة وأن "القاعدة السياسية للحوار الجاري انطلقت من الموقف الفلسطيني الموحد برفض صفقة القرن وخطة الضم ومسار التطبيع، وسبل مواجهة هذه التحديات الخطيرة ميدانيا وسياسيا في إطار بناء جبهة فلسطينية موحدة تتصدى للتهديدات الاستراتيجية التي تحيط بقضيتنا الفلسطينية، وتستهدف ركائزها الأساسية المتمثلة في القدس والأرض واللاجئين".
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، في لقاء تلفزيوني تعقيبًا على حوارات حركتي حماس وفتح في إسطنبول، بأنه تم خلال ثلاثة أيام من الحوار وضع الأسس التي يمكن البناء عليها، أو خارطة الطريق للوصول إلى شراكة فلسطينية كاملة وحقيقية، تضم مختلف مكونات شعبنا الفلسطيني.
وأشار بدران إلى أن هذه اللقاءات، مبنية على الحدث المهم الذي تم في لقاء الأمناء العامين، وما تلاه وما سبقه من اجتماعات ثنائية وجماعية بيننا وبين مختلف الفصائل، مشدداً على أن "اللبنة الأساسية في مواجهة التحديات والصخرة التي يمكن أن تتحطم عليها كل المؤامرات هي وحدة شعبنا الفلسطيني".
وقال: "نحن بإذن الله ذاهبون بهذا الطريق، كي نخاطب العالم كله والاحتلال قبل ذلك، أن القرار الفلسطيني قرار موحد، ولا يمكن لأي طرف فلسطيني أن يتساوق مع محاولات تصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف: "شعبنا الفلسطيني ومعه كل القوى وكل القيادات الوطنية لا يمكن أن يرفع الراية البيضاء، ونحن أصحاب الحق، وليس متاحا لأي جهة كانت أن تتحدث باسمنا ولا أن تتلاعب بحق شعبنا الفلسطيني المكفول والمعروف عبر سنوات صراعنا".
وأكد بدران أنه "لم يعد هناك متسع لاستمرار الخلافات بيننا وبين الأخوة في حركة فتح".
وتابع: "عندما نتنازل في حواراتنا، لا أسميها تنازلات، بل هذه استحقاقات من أجل شبعنا وهذا يزيد رصيدنا، ولا نمن به على شعبنا بل هو واجب".
وقال بدران: "نحن في حركة حماس كنا وما زلنا وسنبقى ومستعدين أن نقدم كل ما يلزم من طرفنا من أجل الوصول إلى تطبيق حقيقي لما تم الاتفاق عليه للوصل إلى شراكة حقيقية في فترة قريبة جدا، لتكون مفاجأة لكل العالم أن شعبنا الفلسطيني قادر على المبادرة في العمل السياسي والوحدوي وأيضا في مواجهة الاحتلال"، مشيراً إلى أن الضامن لتحقيق الوحدة هو وجود قرار واستعداد ونوايا طيبة بين الطرفين، وشعبنا الفلسطيني القادر على أن يحكم كل الأطراف بما تقدمه من خطوات كانت إيجابية أو سلبية.