رام الله الاخباري:
في قصة تكاد تكون أقرب للخيال، سلط تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية، الضوء على قضية الشاب التونسي الجنسية فلسطيني الأصل أيمن بن هادية.
وبدأت قصة الشاب بن هادية قبل نحو 38 عاماً إبان مجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ووصوله إلى تونس وحمله وثيقة تونسية وعيشه في كنف أسرة لم تكن عائلته.
واضطر بن هادية إلى البحث عن جنسيته الحقيقية بعد وفاة السيدة التي رعته في بيتها، وكانت تقوم بمقام والدته وهي السيدة سميرة بن عبدالسلام بالإضافة إلى والده البديل أيضاً عبدالقادر بن هادية.
وحسب الوكالة الفلسطينية، فإن أيمن عثر على وثيقة سبق أن تسلمها الرجل والسيدة اللذان قاما بتربيته تكشف أنهما تونسيان وليسا فلسطينيين وأنه فلسطيني وليس تونسياً وقد أصيب أيمن بن هادية بالصدمة جراء هذه الحقيقة.
واضطر أيمن إلى البحث عن حقيقته، الأمر الذي دفعه لاكتشاف أن الأسرة التي تربى في كنفها قد تبنته من منظمة التحرير بعد استشهاد والديه الفلسطينيين في مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وجماعات مسلحة متعاون معه عام 1982 وراح ضحيتها أكثر من 3500 فلسطينياً.
وفي السياق، روى عبد القادر الذي كان يعمل مديراً في معهد الثقافة التونسي وتربطه علاقة قوية بمنظمة التحرير آنذاك لأيمن حقيقة ما جرى، وكيف عثر عليه مقاتلو المنظمة إبان المجزرة، بعد أن خبأته أمه عائشة داخل قدر لطهي الطعام بينما كان عمره ثلاثة أشهر، ومعه أوراقه الثبوتية، خوفاً من أن يتم قتله.
وحسب التقرير، نقل أيمن بعد ذلك إلى مقر منظمة التحرير في العاصمة السورية "دمشق" مع باقي الأطفال الذين استشهدت عائلاتهم في المجزرة، حيث بقي هناك ثلاثة أشهر قبل أن يأتي أبويه التونسيان ويطلبا من المنظمة تبنيه.
وحسب تقرير الوكالة، فقد حصل الزوجان على الأوراق والوثائق اللازمة من مكتب منظمة التحرير، حيث تم عمل الإجراءات اللازمة بواسطة وزارة الخارجية التونسية لتسهيل دخول أيمن للبلاد، ليصبح بعدها مواطناً تونسياً.
أيمن بدوره، استنأنف رحلة البحث عن أسرته الفلسطينية وسافر للبنان ثم قام بزيارة قبري والديه الحقيقيين بعد أن سأل عن مكانهما فوجدهما مدفونين في مخيم شاتيلا في مقبرة جماعية.
وقال أيمن: "بكيت بشدة أمام قبري والدي، وأواصل البحث عن جذور عائلتي واكتشفت أن والدي الحقيقي اسمه عبدالرحمن وهاجر من غزة ثم للأردن ثم سوريا واستقر في لبنان، وتزوج بعائشة وأنجبني منها ولي أخت أخرى".
ويسعى أيمن للوصول إلى أخته في قطاع غزة والتي أعاقت القيود والحصار الوصول إليها، حيث أنها تسكن في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وهي أم لخمسة أبناء وأربعة بنات.