رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
تتواصل تداعيات أزمة سد النهضة وتأثيراته على زيادة فرص التوتر بين مصر والسودان من جهة وأثيوبيا من جهة أخرى، حيث تواصل الأخرى الترويج لحلول دبلوماسية في حين تواصل في الوقت ذاته عدداً من الإجراءات المتعلقة بملء السد.
واتفقت الدول الثلاثة على استمرار المفاوضات بينهما، إلا أن هذه المفاوضات لا تبدو مثمرة في ظل تمسك جميع الأطراف بمواقفها، وإصرار أثيوبيا على المضي في ملء سد النهضة، فيما تتعالى الأصوات داخل مصر باللجوء لجميع الخيارات بما فيها الحرب العسكرية في حال أقدمت أثيوبيا على الإضرار بالمصالح المائية لمصر.
وقال كبير الاقتصاديين بمركز سميث للبحوث وتصنيفات الائتمان المالي سكوت ماكدونالد ، إن "اكتمال بناء السد سيمنح إثيوبيا نفوذا كبيرا على دول المصب وقد يعزز من قدرتها في التأثير في عموم القارة الأفريقية، وإن سد النهضة سيغير قواعد اللعبة في أفريقيا، وستكون له على الأرجح تبعات على المشهد الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة".
وأضاف في مقالة بعنوان "استعدوا للحرب على نهر النيل" نشرتها مجلة "ناشونال انترست" الأمريكية: أن "أثيوبيا تعاني أصلا من معدلات فقر عالية واحتمالات تأثر قطاعاتها الاقتصادية الرئيسية -الزراعة والمياه والسياحة والغابات- بظاهرة التغير المناخي، أضف إلى ذلك أن التنوع الطبوغرافي لإثيوبيا ومعاناة شرائح كبيرة من سكانها من التهميش يزيد الطين بلة".
وتابع: "من هذا المنطلق فإن سد النهضة يمنحها بنية تحتية هي في أمس الحاجة إليها حتى يتسنى لها التصدي لمشاكلها العديدة، بدءا من زيادة عدد السكان وليس انتهاء بالسعي لتوليد طاقة كهربائية منتظمة".
وأشار إلى يلعب دوراً بارزاً في إمداد مصر بمياه الشرب وري المحاصيل الزراعية، مضيفا: أن "النيل يعتبر موردا حيويا لمصر، لأن الزراعة تستحوذ على أكثر 14% من الناتج القومي الإجمالي، وهي أكبر قطاع توظيف في البلاد إذ يعمل بها ما يزيد على 31.2% من جملة السكان"، حيث تخشى القاهرة من الآثار المترتبة على توقف وصول المياه إليها، في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعاني منها.
ولفت إلى أن إقدام مصر وإثيوبيا على خوض عمليات عسكرية ضد بعضهما يمثل تحديا كبيرا، حيث تقع العديد من الأطراف الحليفة لهما في معرض التجاذبات بين الطرفين من أجل فرض إرادة أحدهما على الآخر أو الضغط لتحقيق مكاسب سياسية أكبر.
وقال الكاتب: إن "إثيوبيا تبدو على وشك الفراغ من ملء خزان السد، مما سيرفع وتيرة التوتر في المنطقة وربما سيقود إلى التعجيل بمناورات جيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى تسعى لكسب نفوذ في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وإنه ما لم يتم التوصل إلى نوع من الاتفاق في نهاية المطاف، ستزيد القضية من جذوة التوترات وستؤدي إلى تعكير صفو العلاقات بين مصر وإثيوبيا".
وأضاف: "كما أنها قد تتسبب في تفاقم المشاكل البيئية في منطقة لا يوجد فيها مجال للخطأ، حيث أن أي نقص كبير في تدفق مياه النيل قد يفضي بالفعل إلى الموت على ضفاف النيل".
الجزيرة نت