الامارات تبدأ اول جلسات محاكمة الداعية "وسيم يوسف "

محاكمة وسيم يوسف

رام الله الإخباري

رام الله الاخباري : 

بدأت الثلاثاء 3 مارس/آذار 2020، أولى جلسات محاكمة الداعية الإماراتي، وسيم يوسف، في محكمة الجنايات بإمارة أبو ظبي، وتم تأجيل القضية إلى جلسة في 18 مارس/آذار الجاري، حيث وجهت له المحكمة إدانات، في حال أُثبتت فإنه سيواجه السجن وغرامة مالية كبيرة لو تمت إدانته.

تفاصيل أكثر: صحيفة “البيان” الإماراتية نشرت تفاصيل عما جرى في محاكمة يوسف، وقالت إن النيابة أسندت للداعية اتهامات بـ “نشر معلومات للترويج لبرامج وأفكار من شأنها نشر الكراهية والعنصرية في المجتمع، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي”.

المحكمة طالبت بمحاكمة يوسف وفقاً للمواد 1، و24، و41، من قانون جرائم تقنية المعلومات، وبينما قدّم المدعي بالحق المدني لهيئة المحكمة وكالة خاصة منه إلى عدة محاميين للدفاع والمرافعة ضد يوسف، قرر الأخير أمام هيئة المحكمة بأنه لم يوكل محامياً للدفاع عنه.

تشير الصحيفة إلى أنه خلال الجلسة، سألت المحكمة المتهم ما إذا كان يرغب في طلب تأجيل القضية لتوكيل محامٍ للدفاع عنه من عدمه، إلا أن الأخير رفض وأكد رغبته

في الدفاع عن نفسه، فأخبرته هيئة المحكمة بأنه “في حال تمسك بالدفاع عن نفسه وبعدم توكيل محامٍ، سيتم حجز القضية للحكم، فأصر المتهم على رأيه، وأبدى موافقته على حجز القضية للحكم”.

ماذا قال يوسف؟ دافع الداعية عن نفسه أمام المحكمة بطرح أسئلة عليها قائلاً: “أين التهم؟”، لكنه تعرض إلى توبيخ من القاضي الذي لفت نظره بأنه “متواجد للإجابة لا لطرح الأسئلة، مع مطالبته بالنظر إلى المنصة عند الحديث لكونه في المحكمة لا في برنامج تلفزيوني”.

نفى يوسف ارتكاب التُهم الموجهة إليه، وقال إن “برنامجه الذي يتحدث من خلاله هو برنامج عالمي وليس برنامجاً يقتصر على المستوى المحلي، وأنه لم يقصد أبداً إثارة الكراهية أو الفتنة أو العنصرية”.

كان يوسف قد أثار ردود فعل غاضبة بتشكيكه في كتاب “صحيح البخاري” الذي يحوي أحاديث عن الرسول محمد، بعدما نشر فيديو في العام 2019 لعالم الحديث ناصر

الدين الألباني، يضعّف فيه بعض الأحاديث الواردة في “صحيح البخاري”، ويقول الألباني في الفيديو إن “ما دون كتاب الله، هو من كتابة البشر”.

دافع يوسف خلال المحكمة عن حديثه عن “صحيح البخاري”، وقال: “كان القصد منه رفع مقام القرآن الكريم عن أي كتاب آخر”، كما قرر بأن لفظ الظلاميين الذي استخدمه في تغريداته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، “كان يقصد به تنظيم داعش، وتنظيم الإخوان المسلمين”، وفق تعبيره. 

في نهاية المُحاكمة، كررت هيئة المحكمة على المتهم تخييره ما بين التأجيل لتوكيل محامٍ للدفاع عنه، أو حجز القضية للحكم، فتمسك يوسف برغبته في حجز القضية للحكم، فيما طلبت النيابة من هيئة المحكمة أجلاً لها للمرافعة، كما طلبت هيئة الدفاع عن المدعي بالحق المدني، السماح لها بتقديم مذكرة ومستندات تثبت التهمة الموجهة للشاكي.

عقوبة محتملة ليوسف: في حال ثبت إدانة يوسف فإنه سيواجه السجن، وفقاً لما ينص عليه قانون الجرائم الإلكترونية الإماراتي:

تنص المادة 24 التي يُحاكم يوسف بموجبها على: يعاقب بالسجن المؤقت والغرامة التي لا تقل عن خمسمائة ألف درهم، ولا تجاوز مليون درهم، كل من أنشأ أو أدار موقعاً

إلكترونياً أو أشرف عليه أو نشر معلومات على شبكة معلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات للترويج أو التحبيذ لأي برامج أو أفكار من شأنها إثارة الفتنة أو الكراهية أو العنصرية أو الطائفية أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلم الاجتماعي أو الإخلال بالنظام العام أو الآداب العامة.

المادة 41: مع عدم الإخلال بحقوق الغير حسني النية يحكم في جميع الأحوال بمصادرة الأجهزة أو البرامج أو الوسائل المستخدمة في ارتكاب أي من الجرائم المنصوص

عليها في هذا المرسوم بقانون أو الأموال المتحصلة منها، أو بمحو المعلومات أو البيانات أو إعدامها، كما يحكم بإغلاق المحل أو الموقع الذي يرتكب فيه أي من هذه الجرائم، وذلك إما إغلاقاً كلياً أو للمدة التي تقدرها المحكمة.

عودة للوراء: خلال بداية شهر فبراير/شباط 2020، أصدرت السلطات الإماراتية قراراً يقضي بإعفاء الداعية يوسف من إمامة وخطابة مسجد زايد الكبير في العاصمة أبوظبي.

جاء قرار الإعفاء، بعد جدل أثاره نشر يوسف مقطع فيديو يشكو فيه من معاملة بعض الشباب الإماراتيين له، وإيذائهم له ولعائلته بتعليقاتهم.

سقوط مفاجئ: لم يكن وسيم يوسف، البالغ من العمر 38 عاماً، معروفاً قبل سنواتٍ قليلة، لكنه تصدّر المشهد الديني في الخليج منذ عام 2012 بالتزامن مع ثورات “الربيع العربي”.

يوسف ليس إماراتي الأصل؛ بل هو مواطنٌ أردني ينحدر من مدينة إربد، مُنح الجنسية الإماراتية في عام 2014، بعد أشهر من شغل إمامته لجامع الشيخ زايد في العاصمة أبوظبي، أكبر وأهم جوامع العاصمة.

حصل وسيم على بكالوريوس الشريعة من جامعة البلقاء بالأردن، ثم درس الماجستير في تفسير القرآن في 2009، واشتُهر بتفسير الأحلام، وألَّف كُتباً قدم فيها نصائح زوجية، وألقى كثيراً من المحاضرات الاجتماعية في العاصمة الأردنية عمّان.

يُرجع وسيم يوسف الفضل للمكانة التي يحظى بها في الإمارات إلى أنه كان من أوائل المشايخ المهاجمين لثورات “الربيع العربي”، في وقتٍ كانت فيه أغلبية الدعاة يؤيدون الخروج على الحكام والحركات الثورية.

كما اعتبر رجل الدين الثلاثيني أن موقفه المضاد لجماعة الإخوان المسلمين في مصر صنع له شعبية كبيرة لحد امتلاء المسجد الصغير الذي كان يخطب فيه حينها بالمصلين، قبل صلاة الجمعة بساعتين؛ لسماع ما يقول. 

كما كان لوسيم دور واضح في الأزمة الخليجية، إذ اتهم قطر باحتضان الإرهاب، وادّعى أنها تفتح أبوابها لكل المهاجمين لدول الخليج. وسبق أن هاجم رجل الدين الإماراتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مغرداً تحت وسم “نعم لردع تميم وأعوانه”، واصفاً قطر بالبؤرة السرطانية.

 

عربي بوست