رام الله الاخباري :
لأول مرة بعد سنوات من انتهاء معارك تحرير المدن العراقية من سطوة "داعش" الإرهابي، كشفت الحكومة أعداد الشكاوى الواصلة لها من ذوي الضحايا المدنيين الذين قتلوا وجرحوا إثر ضربات كان ينفذها طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
تلقت الحكومة العراقية، من خلال جهاتها المعنية، شكاوى من مئات المدنيين، ضد التحالف الدولي، لتسببه بمقتل المئات من المواطنيين، وإصابة آخرين، بالإضافة إلى تدمير بيوتهم.
كشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، علي البياتي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الخميس، عن حصيلة شكاوى مسجلة لدى الحكومة الاتحادية، ضد التحالف الدولي ضد الإرهاب، من ذوي ضحايا تم استهدافهم في قصف للتحالف خلال العمليات العسكرية للقضاء على "داعش" الإرهابي.
وأوضح البياتي، أن 926 شكوى من ذوي الضحايا مسجلة لدى الحكومة العراقية، من محافظات: نينوى، وكركوك، والأنبار، شمال، وغربي البلاد، مبينا أن نصف العدد المذكور هم قتلى، والآخر إصابات مختلفة.
وشدد البياتي، مطالبا الحكومة العراقية، أن تعمل على إقامة دعاوى ضد التحالف الدولي، عن الشكاوى التي وصلت إليها من ذوي الضحايا، لأن التحالف غير مخول من قبل مجلس الأمن.
وأضاف، على الحكومة العراقية، أن تعمل على محاسبة التحالف الدولي، وتعوض الضحايا، لأن القصف الذي طالهم من التحالف، هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربع التي تحتم على الجهات المتحاربة تجنب استهداف المدنيين، وضرورة حمايتهم.
ونوه البياتي، إلى اعتراف التحالف الدولي، قبل عدة أيام، إنه خلال سنوات الحرب ضد "داعش" سقط ما يقارب 1370 مدنيا في العراق، وسوريا في حين تقارير دولية محايدة تؤكد سقوط 11800 قتيل فقط في العراق وسوريا و أكثر من 8000 جريح.
وعن موقف الحكومة حيال الشكاوى المقدمة إليها من قبل ذوي الضحايا، أخبرنا عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، مختتما حديثه، أنها اكتفت بذكر عدد الشكاوى، ولم تتخذ حتى الآن أي موقف أو تحرك يحاسب التحالف الدولي عن سقوط الضحايا المدنيين.
وشارك التحالف الدولي، الذي تشكل في أيلول/ سبتمبر عام 2014، بتنفيذ ضربات جوية عديدة داخل المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، في محافظات: نينوى، كركوك، وصلاح الدين، والأنبار"، طيلة السنوات ما بعد تشكيله إلى أواخر 2017.
وأعلن العراق في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا)، بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتل نحو ثلث البلاد معلنا إقامة ما أسماها "الخلافة الإسلامية".