رام الله الإخباري
رام الله الإخباري:
قال ضابط سابق بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن حركة حماس غير متشجعة على إبرام تهدئة بعيدة المدى مع إسرائيل في قطاع غزة.
وأضاف الضابط أن الحركة التي تسيطر على غزة في حالة انتظار لما قد تسفر عنه التطورات السياسية والحزبية في إسرائيل، ولذلك فقد رفضت المقترحات التي عرضت عليها في القاهرة للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل في هذه المرحلة.
وقال "تواصل مصر والأمم المتحدة جهودهما لمنح التفاهمات القائمة مزيدا من الاستقرار والثبات في قطاع غزة، إلى أن تشكل حكومة إسرائيلية جديدة"
الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، يوني بن مناحيم نشر مقال له قال فيه "أن حركة حماس لن توافق على أي اتفاق تهدئة مع إسرائيل من شأنه أن يحد من حرية عمل الحركة، وهكذا يبدو أن حماس ليست في عجلة من أمرها للتوصل إلى هذا الاتفاق طويل الأجل مع إسرائيل."
واعتبر مناحيم أن قيادة حركة حماس تفضل في هذه المرحلة الانتظار إلى حين اتضاح صورة مآلات المشهد السياسي والحزبي في إسرائيل بعد الانتخابات المقبلة، قبل اتخاذ القرار الاستراتيجي الخاصة باتفاق التهدئة طويل الأجل، لأنها تريد انتظار إعلان نتائج الانتخابات الإسرائيلية.
وزعم قائلا "حماس لديها خشية من صعود حزب أزرق- أبيض للسلطة في إسرائيل، لأن الأمر في هذه الحالة قد يأخذ أبعادا سيئة على صعيد وضع الحركة في القطاع،
فرؤساء الحزب من الجنرالات يتحدثون عن عملية عسكرية واسعة في القطاع، واستئصال البنية التحتية لحماس، وليس عن تهدئة طويلة الأجل هناك"
واعتبر أن الأمر الأهم بنظر حماس هو استمرار سيطرتها على القطاع، لأنها تعتبره إنجازا تاريخيا، تمثل بإقامة كيان سياسي عسكري مستقل على طول الساحل الفلسطيني
في قطاع غزة، ولا يبدو أن الحركة مستعدة للتنازل عن هذا الإنجاز، رغم أن القطاع يقع تحت حصار إسرائيلي متواصل، لكن حماس نجحت بإقامة سلطة مستقلة، ولديها التوجه بمد سيطرتها على الضفة الغربية.
وأشار الخبير "سياسة التهدئة بعيدة المدى التي ترنو إليها إسرائيل تخدم سياسة "فرق تسد" لاستمرار انفصال الضفة الغربية عن قطاع غزة، وتمنح إسرائيل هدوءا أمنيا في الجبهة الجنوبية، وتستطيع بعد التوصل إليها التفرغ لمواجهة التهديد الإيراني في الجبهة الشمالية، وتوسيع رقعة الاستيطان في الضفة الغربية".
وأضاف "حماس لن توافق على نزع سلاحها تحت أي ظرف، مع أن اتفاق وقف إطلاق النار بعيد المدى قد يعني ضمنيا السماح للحركة بمواصلة تعاظمها العسكري التسلحي، لكن المطلوب من إسرائيل قبل الذهاب لأي اتفاق بعيد المدى، أن تفكك البنية العسكرية التسلحية لحماس في القطاع، وهو ما من شأنه تثبيت تهدئة بعيدة المدى في فترة لاحقة، مصحوبة بمشاريع اقتصادية".
وتابع مناحيم "الإعلان عن انتخابات إسرائيلية في آذار/ مارس، قد يمنح حماس فرصة تجاهل الضغوط المصرية بالتوصل إلى تهدئة بعيدة المدى، فحماس هي حماس لن تتغير، ولن تتراجع عن تطلعاتها بالقضاء على إسرائيل".
عربي 21