رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
كشفت وزارة البيئة اللبنانية، اليوم الأربعاء، أن مهمتها تقتصر على التحذير، وهي ما قامت به في بيان رسمي - قبل ساعات من الكارثة - وجهته للمواطنين والشرطة والجيش والدفاع المدني، حذرت خلاله من موجة الحرائق المندلعة حاليا، وذلك ردا على اتهامها بالتقاعس والتقصير.
ويعاني لبنان منذ يوم الاثنين الماضي، من كارثة حقيقية على وقع الحرائق المشتعلة التي قضت على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وأعداد هائلة من المنازل، وخلفت قتلى وجرحى وخسائر اقتصادية فادحة.
وبدأت الحرائق التي اجتاحت لبنان منذ يوم الاثنين بالانحسار بعدما أدت إلى مقتل شخص على الأقل وأتت على مساحات شاسعة من غابات البلاد مما دفع بيروت إلى نشر خراطيم المياه وطلب المساعدة من جيرانها.
وساهم هطول الأمطار ليلا في إخماد بعض الحرائق لكن ظل القليل مشتعلا حسب تصريحات مدير عام الدفاع المدني ريمون خطار، لوسائل إعلام، إذ قال إن "الحرائق خفيفة الآن وتحت السيطرة".
ولم تعرف بعد أسباب الحرائق التي أتت على مساحات مزروعة بالأشجار جنوب بيروت وغابات الصنوبر في الشمال على الرغم من أن بعض المسؤولين ألقوا باللائمة على موجة الحر التي ضربت البلاد في الأيام القليلة الماضية.
وأكد سعد إلياس، المستشار الإعلامي لوزير البيئة اللبناني، أن مهمة وزارته هي التوعية والوقاية من خطر الحرائق، وليست سلطة تنفيذية على الأرض، فالدفاع المدني ليس تابعًا لوزارة البيئة، بل لوزارة الداخلية، وموضوع الطوافات التي تخمد الحرائق تابعة لقيادة الجيش ووزارة الدفاع".
ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن إلياس قوله: "دور الوزارة الأساسي التوعية من الأخطار، مثل خطر الحرائق، وهي ما قامت به بالفعل، لهذا لم يكن الموضوع مفاجئًا للقائمين على وزارة البيئة".
وأضاف: "في الثاني من سبتمبر/ أيلول الماضي، نظمت وزارة البيئة مؤتمرًا موسعًا للبلديات، لتشجيعها على المشاركة في الحملة الوطنية لتنظيف الأحراج حماية من الحرائق التي بدأت موسمها بالفعل".
ومضى قائلًا: "كانت وزارة البيئة تدرك أن موسم 2019 شهد أمطارا غزيرة في لبنان، وهي تتسبب في نمو حشائش أكبر في الأحراج، ومن هنا دعت الوزارة البلديات لاتخاذ إجراءات لازمة".
وأوضح أن "الوزير نزل بنفسه لمنطقتي سحمر ويحمر، خلال الحملة الوطنية التي كان مقرر لها يوم الأحد، الموافق 8 سبتمبر/ أيلول الماضي، ووجه بتنظيف الأحراج".
وأشار إلى أن الوزارة دعت في مؤتمرها 117 بلدية المناطق الأكثر تهديدًا وتعرضًا للحرائق، لم يحضر سوى 50 رئيسًا أو ممثلًا فقط للبلدية، وهذا يفيد بتقصير البلديات في القيام بواجباتها".
ولم يخف إلياس أن وزارة البيئة، وفور صدور تقرير مصلحة الأرصاد الجوية عن موجة حر في لبنان، ونشاط الرياح الملحوظ، أصدرت بيانًا عاجلًا قبل ليلة واحدة من بدء الحرائق، تناشد فيه المواطنين والبلديات ووزارة الداخلية والدفاع والدفاع المدني باتخاذ أقصى الاحتياطات، وعدم إشعال أي نار تفاديًا لامتداد النيران.
واستدرك "البيان صدر قبل ساعات من اندلاع الحرائق، لكن هناك أمور تحصل في بعض الأوقات فوق إرادة المسؤولين".
كما نقلت وكالة "سبوتنيك" عن الناشط اللبناني، عماد بزي، قوله إن "الحرائق المخيفة التي شهدها لبنان مؤخرًا، يرجع لعدة أسباب أهمها غياب الوعي البيئي، ودرجات الحرارة المرتفعة".
وأضاف أن "الحرائق اللبنانية زادت في ظل عدم توظيف حراس للأحراج لدواع طائفية، بجانب غياب القدرة اللوجيستية للدولة اللبنانية للسيطرة على الحرائق".
أما رياض عيسى، الناشط المدني، فقال إن "لبنان عاش أيام صعبة في ظل الحرائق المندلعة، والآن تم السيطرة على أكثر من 95% منها، وجار تبريد ما تبقى منها".
وأضاف أن "المجتمع المدني قام بدور فعال في مواجهة تلك الأزمة، الشعب اللبناني كله ساهم كل حسب إمكانياته، سكان محليين، ودفاع مدني، وقوى الأمن، والجيش الذي استخدمت طائراته لإطفاء تلك الحرائق".
ونقلت الوكالة الروسية عن عماد عكوش، الخبير المالي والاقتصادي اللبناني، قوله إن "حرائق لبنان خلفت خسائر مادية فادحة، حيث قضت على آلاف الأشجار المعمرة، والتي يصعب تعويضها في المدى المنظور، ولو حاولت الحكومة اللبنانية، سوف تكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات".
وأضاف، أن: "للحرائق خسائر أخرى معنوية كبيرة على الشعب اللبناني، كونها تزيد من فضيحة الطبقة الحاكمة، والتي تستعد لهذه الكوارث الطبيعية".
وتابع "منطقة الشوف هي منطقة بيئية وسياحية بامتياز، فهي بيئة خضراء يأتي إليها السياح من كل العالم، حتى اللبنانيون عندما يريدون التنزه في الطبيعة يلجأون إليها، وبالتالي خسارتها بالتأكيد سوف تؤثر على السياحة البيئية في هذه المنطقة، وبالتالي على لبنان بشكل عام".
واستعان لبنان بطائرات من دول المنطقة لإخماد سلسلة حرائق مستمرة منذ يومين، التهمت مساحات حرجية واسعة وحاصرت مدنيين في منازلهم.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن أربع طائرات بتقنيات متطورة وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قادمة من اليونان والأردن للمساعدة في عمليات الإطفاء.
وأرسلت قبرص طائرتين شاركتا مع طوافات للجيش اللبناني في عمليات إخماد الحرائق، وفق بيان للجيش.
سبوتنيك