رام الله الإخباري
رام الله الاخباري:
في سابقة بتاريخ الشبكة الأشهر على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أغلقت الشبكة حساب الشاب الفلسطيني محمود نشوان، أكثر من 44 مرة، رغم أنه كان يراسلهم في كل مرة لكن دون رد.
ويؤكد نشوان أنه في المرة الـ44 للاغلاق، قام بإرسال هويته وبياناته جميعها لهم، ليأتيه بعد ساعة الرد النهائي أنه ممنوع من إنشاء حساب عبر الشبكة" نهائيا.
ونقل موقع "دنيا الوطن" عن الشاب نشوان قوله، إن "سياسة فيسبوك، تنص على أنه إذا أردت أن يعود حسابك، يجب أن تكون البيانات المُسجلة عبر الحساب، هي نفسها
البيانات الموجودة على بطاقة الاثبات الشخصية الخاصة بك، لذلك في كل مرة يُغلق فيها الحساب، أُرسل بياناتي الحقيقية، ويُفترض أن يعود بعدها الحساب، لكنه لا يعود".
ويوضح أن آخر رسالة وصلته من "فيسبوك" تفيد بأن حسابه الرئيسي تعطل بسبب التعدي على حريات الآخرين، وأنه غير مسموح له بإنشاء حسابات أخرى، وغير مسموح له باستخدام (فيسبوك) مرة أخرى.
ويعتقد نشوان أن ما حدث كان بسبب آخر نشاط لـ"جيش الهبد الإلكتروني"، بعدما تم مهاجمة منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، مشيرا إلى أنه وصله يومها الكثير من البلاغات، ومن بعدها توقف حسابه.
ولفت إلى أن تعليقه لملادينوف كانت تنص على أنه يُفترض به أن يكون مبعوثاً للسلام، لكنه يدعم إسرائيل وغير مُنصف بحق الفلسطينيين، أي بدون إساءة أو شتائم، مجرد وصف للحالة الحقيقية، متسائلا أين الانتهاك لمعايير "فيسبوك"؟
ويوضح الشاب الفلسطيني أنه لم يستسلم للأمر الواقع، وقام بشراء جوال جديد لحل المُشكلة، برقم جديد، بعد حظر الجوال القديم من (الآي بي)، ولكن دون جدوى، فقد اكتشف أن الحظر على صورته، فكلما نشرها يُغلق الحساب ويُحظر بعد دقيقتين فقط.
ويضيف نشوان: "حاولت الدخول بأسماء مُستعارة، ولكن المشكلة أن (الآي بي) نفسه تحدد لدى إدارة فيسبوك، فأنشأت حساباً باسم ابني، فطلبوا بطاقة إثبات الشخصية في مرحلة تسجيل الدخول الأول للحساب".
وتابع: "حين كنا "نهبد" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان التعليق الذي أضعه على صفحته، يلقى تفاعلاً كبيراً، فآخر تعليق حصد 850 تفاعلاً، ومايزيد عن 500 رد، ووصلني آنذاك أكثر من 50 رسالة تهديد تتهمني بالإرهاب ودعم القتل، وكل ذلك لأنني قلت إن ترامب يدعم قتل الفلسطينيين، عدا عن البلاغات الداخلية والتعميم أنني شخص أتبع تنظيم الدولة".
واعتبر نشوان أن فيسبوك تتعامل مع الفلسطينيين بعنصرية، منوها إلى أن كمية الحظر في الفترة الأخيرة التي طالت إعلاميين ونشطاء وشخصيات فلسطينية، دليل أن هناك مُحاربة للمحتوى الفلسطيني.
وقرر محمود نشوان مُقاضاة "الفيسبوك" للدفاع عن حقه في التعبير عن الرأي، خاصة أن حسابه الذي أغلقوه أول مرة كان يحتوي 155 ألف مُتابع.
من جانبه، أكد الإعلامي والمختص ومدرب الإعلام الاجتماعي علي بخيت، أن ما حدث مع محمود نشوان ليس أمرا شخصيا، إنما خوارزميات معينة تعمل عليها "فيسبوك".
وقال بخيت: "هناك مُصطلحات أصبح فيسبوك مؤخراً يمنع تداولها، مثل أسماء التنظيمات، أسماء الشخصيات، وأعتقد أن النشطاء يستخدمون هذه المصطلحات سواء على صفحاتهم الشخصية أو الإخبارية، وأحياناً يتم إغلاق صفحة شخص لا يتداول هذه المُصطلحات، لكنه يكون "أدمن" على صفحة ما تتداولها".
وأشار إلى أن فيسبوك ليس شخصاً يُتابع كل شيء، بل هي خوارزميات إلكترونية، معتقدا أن الرسالة التي وصلت للناشط محمود، كانت آلية.
ولفت بخيت إلى أنه من الطبيعي أن تتعرض حسابات جيش الهبد الإلكتروني للبلاغات والإساءة، وأحياناً الإغلاق، فالمجموعة قائمة على خاصية نسخ التعليق ولصقه، في أكثر من صفحة وأكثر من منشور، و(فيسبوك) يتعامل مع الشخص على أنه "سبام"، أي أنه شيء آلي، أو فيروس، فخوارزمية (فيسبوك) يأتيها إنذار أن هذا الشخص يُعلق بشكل كبير، ونفس التعليق.
وأكد بخيت أن فيسبوك لا يدعم حق الفلسطينيين في كشف الحقيقة، نظرا لأن فكرتها تقوم على مدى الاستفادة المادية من الدولة، فهل هو مستفيد من الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين؟ بالطبع من الإسرائيليين من حيث إعلانات ممولة.
وتابع: "نحن مجرد مُستخدم فقط، كما أن هناك مكاتب في تل أبيب لـفيسبوك، ونتنياهو قام بزيارة مقرهم سابقاً، فمن الطبيعي أن يتم مُحاربة المحتوى الفلسطيني الفاضح لسياسة الاحتلال، بناءً على اتفاقيات بين الطرفين، ولا تكون واضحة، بل تحت مُسمى (محاربة الإرهاب)".
يذكر أن جيش الهبد الإلكتروني، هي حملة أنشأها مجموعة شبابية واعية لكشف التزييف الإسرائيلي للقضايا الفلسطينية منذ النكبة عام 48 وحتى اللحظة، ولاقت رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي وبين النشطاء بعدة لغات.
دنيا الوطن