رام الله الاخباري:
نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن قناة إسرائيلية تفاصيل جديدة عن عملية اختطاف ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية قبل خمسة أعوام، وأدت إلى اندلاع حرب غزة الأخيرة في صيف عام 2014.
وأكد يوآف ليمور الخبير العسكري الإسرائيلي في حديثه للبرنامج التلفزيوني، أن "آلاف الجنود والمستوطنين شاركوا في عمليات البحث والتقصي في محاولة للعثور عليهم، حتى واصلوا 18 يوما في عمليات البحث حتى عثر على جثث الثلاثة تقريبا بمحض الصدفة قريبا من منطقة حلحول جنوب مدينة الخليل.
وأشار إلى أنه "في يوم الخميس الموافق 12 حزيران/ يونيو 2014 وصل الخاطفون مروان القواسمي وعامر أبو عيشة إلى مفترق غوش عتصيون في سيارتهما، وقد كانا
في ذات المكان في الليلة السابقة، لكنهما لم يجدا هدفا للاختطاف، حيث عادا إلى البيت، وحاولا مجددا في اليوم التالي، فتمكنا من اختطاف الثلاثة: أيال يفراخ وغلعاد شاعر ونفتالي فرنكل، عبر إبلاغهم أنهم سيأخذونهم للمكان الذي يقصدونه".
وبين أن "الثلاثة جلسوا بالمقعد الخلفي من السيارة، فورا بعد أن تحركت السيارة استدار الخاطفان، ومعهما مسدسات يدوية، حتى اتصل أحد المخطوفين بالشرطة على الرقم المجاني، وأبلغهم أننا مخطوفون، لكن الشرطة ظنت لفترة طويلة أن المكالمة عبثية بغرض التسلية، لأن نسبة كبيرة من هذه الاتصالات ليست جدية، وبعد ساعة من الغياب بدأ ذووهم بالسؤال عنهم، لأنهم تأخروا في الوصول إلى البيت، ولم يردوا على الاتصالات".
من جانبه، كشف الجنرال تامير ييدعي القائد السابق لفرقة الضفة الغربية، وقائد الجبهة الداخلية اليوم، أنه "في ساعات الصباح الأولى دخلت المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في فرضية الاختطاف، وتركزت عمليات البحث في وادي بيت كحيل، ومن تصاوير كاميرات الشوارع العامة وبيانات الاتصالات اتضح لنا أنه في هذه المنطقة توقف الخاطفون بعض الوقت، بغرض البحث عن مكان لدفن المختطفين المقتولين".
وأضاف أننا "فتشنا كل بيت، حفرنا في كل متر، فرضية العمل لدينا أن المخطوفين كانوا أحياء، لكن الشعور الداخلي لدينا كان مختلفا، حتى أن الشاباك كان بحاجة لمعجزة للعثور عليهم أحياء".
وفي ذات السياق، أكد الضابط آساف ياريف مسؤول الضفة الغربية والقدس في "الشاباك" ومسؤول جمع المعلومات خلال تلك الحقبة، أن "حماس في الخليل لديها عرف أمني وعسكري بأنها لا تبقي مخطوفين إسرائيليين أحياء".
وأضاف ياريف "بعد قرابة يوم كامل لم نعثر على طرف خيط إلا بعد وصول معلومات أمنية بأن القواسمي وأبو عيشة استقلا سيارة معاً، حيث داهمت قوات الأمن منزلهما دون العثور عليهما، وجميع محاولات إلقاء القبض عليهما باءت بالفشل".
وتابع "مع مرور عدة ساعات تأكد الشاباك أنهما الخاطفان، دون توفر معلومات عن مكانهما، وما وضع المختطفين، حينها قرر الشاباك والجيش إطلاق اسم "عودة الإخوة" على عملية البحث عن المستوطنين المختطفين، وتركز العمل الأمني في الحصول على معلومات مادية ميدانية حسية، بجانب عمليات التقصي، وتحليل كل طرف خيط يصل إليها".
وذكر أنه "لم يتحقق أي اختراق، ولم يجر الخاطفان اتصالات لإطلاق سراح المخطوفين، لكن القلق الحقيقي كان أن يصل الجيش للخاطفين، وقتلهم دون معرفة مصير المخطوفين، وبعد 16 يوما على الاختطاف بتاريخ 28 حزيران/ يونيو عثر أحد عناصر الشاباك على نظارة أحد المخطوفين في منطقة تم تفتيشها عشرات المرات سابقا، وعلى بعد عدة أمتار عثر أحدهم على قلم، وبقع من الدماء، مما قرب فرص الوصول للمختطفين".
وأشار إلى "أنه في يوم 30 حزيران/ يونيو تم العثور على الجثث الثلاث قرب الخليل، حيث كانت هناك بئر مياه تبين أنها فارغة، لكن هاني القراعين قصاص الأثر رأى كومة من الشوك الجاف، كأن أحدا ما وضعها بيده، وفوقها كومة من الحجارة، حفروها قليلاً، حتى عثروا على جزء من جثة".
وقال إنه "بعد العثور على الجثث الثلاث بدأت عملية الاعتقالات للمئات من عناصر حماس في الضفة الغربية، وعلى رأسها جميع قيادة الحركة، والعديد من محرري صفقة التبادل، فيما ردت حماس بإطلاق القذائف الصاروخية من غزة، وردت عليها إسرائيل، حتى اندلعت الحرب الشاملة، واستمرت خمسين يوما، قتل فيها أكثر من سبعين إسرائيليا وألفي فلسطيني".
بدوره، يقول أريك باربينغ مسؤول قسم السايبر في الشاباك، إن الجيش نفذ 40 اعتقالا نوعيا قريبا منهما، حتى مدرس الرياضيات الذي درسهما بالمدرسة، ورغم مئات الاعتقالات فلم نعثر على طرف خيط، لأنهما لم يرتكبا أي خطأ، انقطعا عن العالم الخارجي، وكأن الأرض ابتلعتهما، لم يتحدثا عبر الهاتف، لم يستخدما حاسوبا، لم يرسلا رسائل إس إم أس، ولم يتصرفا بما قد يوصل إليهما".
وأضاف أنه "في التحقيقات الأمنية مع المعتقلين، ومنهم حسام القواسمة صاحب الأرض التي دفن فيها الثلاثة تبين أن العملية خططت لاختطاف مستوطن واحد، وإبرام صفقة تبادل مقابل إطلاق سراحه، لكن حين صعد الثلاثة معا للسيارة تقرر قتلهم".
وبحسب ما نقله موقع عربي 21، فإنه تابع إن "عمليات البحث والتحري استمرت أسابيع طويلة، حتى وصلتنا معلومة في 22 أيلول/ سبتمبر أن الاثنين مختبئان في منجرة بالخليل، هناك حصل اشتباك عنيف استخدم فيه الجيش مختلف أنواع الأسلحة حتى قتلا".