رام الله الإخباري
توقّع أستاذ الاقتصاد في الجامعة العربية الأمريكية نصر عبد الكريم، أن يشهد الدولار الأمريكي استقرارا أو سيرتفع أمام الشيكل الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة.
وقال عبد الكريم إن التوقعات ترجح ألا يستمر انخفاض سعر صرف الدولار مقابل الشيقل، خاصة وأن التأثيرات والضغوطات التي طالت الدولار قد تم احتسابها وقد أوشكت على الانتهاء.
وأوضح أن الأسواق العالمية شهدت خلال الأسابيع السابقة، حالة من الترقب والتوقع حول قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة على الدولار بربع نقطة مئوية إلى نطاق (2-2.5%) او عدم خفضها، وفقا لحديثه لموقع "وطن".
وأضاف ان انخفاض سعر صرف الدولار جاء بناء على توقعات "أسواق العملات والمال بسبب حالة الترقب ازاء أسعار الفائدة، وبالتالي فأن سعر صرف الدولار انخفض بشكل مسبق بسبب الترقب والتوقع بشأن قرار الفيدرالي.
وتابع عبد الكريم أن السبب وراء هبوط صرف الدولار كذلك، يعود الى اعتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن قوة الدولار لم تساعده كثيرا في تعزيز الصادرات الأمريكية أو خفض نسبة الاستيراد من الخارج، وعليه فهو يريد الدولار "ضعيفا" كي يحقق أهدافه بتنشيط الاقتصاد والفوز بالمعركة التجارية مع العالم وتحديدا مع نده الاقتصادي الصين.
وحول سبب الارتفاع السابق في أسعار الفائدة قال عبد الكريم في حديثه لوطن: "بعد عام 2008 بدأت رحلة هبوط سعر الفائدة على الدولار لتصل (الصفر)، ومن ثم بدات بالارتفاع تدريجيا مع تنامي الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير مقارنة بباقي الدول، حتى الوصول إلى سعر الفائدة الأساسي 2.25 و 2.50 بالمئة".
وأضاف: "ترامب يريد أن يرى اقتصاداً آمناً ومحفزاً يسجل من خلاله بعض الإنجازات تمهيدا للانتخابات القادمة، فهو يود خوض معركة اقتصادية، ويقلل العجز التجاري، ليصبح الاقتصاد أكثر تنافسية أمام الصين".
وتابع "الاقتصاد الإسرائيلي للأسف يظهر مؤشرات قوية سواء على صعيد التجارة أو الصادرات أو حتى الموازنة، وهذه القوة قد أكسبت الشيكل قوة أمام العملات الأخرى وليس الدولار فقط، وقد برزت هذه القوة بعد عام 2008".
يذكر أنه بعد عام 2008 ظهر تنافسا قويا ما بين الاقتصاد الأمريكي والإسرائيلي، حيث كان البنك المركزي الإسرائيلي يتدخل بشكل فوري في إضعاف عملة الشيقل وتعزيز الدولار، من خلال شراء الدولار الذي كان يصل يوميا الى شراء البنك المركزي الاسرائيلي لـ 100 مليون دولار يوميا، ما ادى الى تراكم الاحتياطي من الدولار ليصبح هو الأكبر في تاريخه حيث وصل الى 140 مليار دولار".
وفي ذات السياق، قال نصر عبد الكريم: "الذي غاب الآن في الاقتصاد الإسرائيلي هو تدخل البنك المركزي الإسرائيلي لإضعاف الشيكل من أجل تعزيز صادرات اسرائيل إلى الخارج".
وحول تأثير انخفاض الدولار مقابل الشيكل على السوق الفلسطينية، أكد عبد الكريم أن التأثير هامشي، لتعدد العملات المتداولة في الأراضي الفلسطينية حيث لا مخاطر لتقلبات سعر صرف العملات، إلا أن التأثير قد يظهر في عمليات استيراد البضائع من الخارج والتي تتم بعملة الدولار".
وشدد عبد الكريم بأن التأثير منخفض جداً على السوق الفلسطينية، حيث أن حجم الصادرات الفلسطينية ليست كبيرة، والواردات لا تستجيب لتغير أسعار صرف الدولار.
يذكر أن سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيكل، انخفض أمس الأربعاء إلى أدنى مستوياته منذ (19) شهراً، ثم تصاعد اليوم الخميس، بشكل طفيف، بعد أن قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس الاربعاء خفض أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية للمرة الأولى منذ عام 2008.
وأعلن مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) أمس الاربعاء إنه قلّص أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية، ربع نقطة مئوية، للمرة الأولى منذ تشرين أول/اكتوبرل 2008، إلى نطاق من 2% إلى 2.25%.
وطن