رام الله الإخباري
أعلن مسؤول فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة السورية ياسر الخميس، عن عثور فريقه على حوالي 200 جثة، يعتقد أن بينهم ضحايا لتنظيم داعش، داخل مقبرة جماعية، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء.
وأوضح الخميس أن المقبرة تضم عشرات الحفر وفي كل منها خمس جثث، حيث تم العثور على جثث خمسة أشخاص بزي برتقالي وهو ما كان التنظيم يجبر رهائنه على ارتدائه.
ومن جانبه أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان العثور على العدد ذاته من الجثث داخل المقبرة.
يشار إلى أنه خلال يونيو الماضي عثر الفريق على مقبرة جماعية جديدة في قرية «الفخيخة» تضم رفات ما يصل إلى 3500 جثة، يعتقد أن تكون مجهولة الهوية وتعد الأكبر والأقدم، والتي بقيت شاهدة على تركة تنظيم «داعش» بعد حكم المنطقة قرابة ثلاث سنوات ونصف السنة متتالية بين يناير 2014 وأكتوبر 2017.
وفي موقع المقبرة قام أعضاء الفريق - وهم حفارون - بتغطية أنوفهم وأفواههم بقطعة قماش طبية واقية، بسبب الروائح الكريهة والحشرات المنتشرة في المكان، يلبسون خوذاً برتقالية اللون ولباساً موحداً لونه أزرق داكن، ووسط أشواك جافة عالية وسنابل قمح ذهبية يقوم عمال الفريق بنبش قبر فردي غطي بكتلة إسمنت، وعلى عمق قدمين انتشلوا جثة متحللة لم يتبق منها سوى هيكل عظمي ملفوفة بقطعة قماش رمادية رطبة، قبل وضعها في أكياس بيضاء وزرقاء مخصصة للجثث.
وعقب مرور عام وعشرة أشهر على هزيمة تنظيم «داعش» في الرقة، لا يزال إحصاء الجثث وإخراجها مستمراً مع انتشالها من «مقابر جماعية» أو من تحت الأنقاض والكتل الإسمنتية جراء المعارك العنيفة التي دارت داخل المدينة، التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا قبل طردهم في أكتوبر 2017.
ومنذ تحرير مدينة الرقة إثر هجوم بري واسع نفذته «قوات سوريا الديمقراطية» العربية - الكردية، وبدعم من تحالف دولي ضمّ 79 دولة تقودها الولايات المتحدة الأميركية، كُشف عن تسع مقابر جماعية داخل مدينة الرقة الواقعة شمال سوريا، بما فيها مقبرة «البانورما» التي أخرج منها أكثر من 900 جثة منها، وانتهت الفِرق من العمل منها بداية العام الحالي.
أما مقبرة الفخيخة فبدأ العمل فيها بـ9 يناير الماضي، وصرح الخميس لـ"الشرق الأوسط"، بأن الفريق فوجئ بالعدد الكبير للجثث المدفونة بهذه المقبرة، حيث تم انتشال أكثر من 750 جثة بالقسم الأول فقط، وتم التعرف على 51 جثة سُلمت إلى ذويهم أصولاً بعد مطابقة المواصفات والتحاليل الطبية.
ومنذ بداية شهر يناير 2018، يقوم الفريق بالعمل والبحث عن المقابر الجماعية في مدينة الرقة وضواحيها، ويتألف الفريق من عمال حفر ومحام وطبيبين شرعيين ومكتب توثيق وإحصاء ومكتب إعلام، ومن بين تسع مقابر جماعية انتشل الفريق 4550 جثة تم التعرف على 900 جثة سُلمت إلى ذويهم أصولاً، وهناك أربع مقابر جماعية ثانية ستعمل عليها الفرق خلال النصف الثاني من العام الحالي، والمقابر المتبقية هي: مقبرة «السحل» و«معيزيله» و«المنصورة» و«الحمرات»، التي تنتظر الكشف عنها ويرجح أن تكون للأشخاص الذين نفذت بحقهم إعدامات ميدانية.
ويسعى الفريق لتحديد هوية كل جثة رغم إمكاناته المتواضعة،
ويتابع الخميس المتحدر من مدينة الرقة ليقول: «لدينا طبيب شرعي يسحب ثلاث عينات من كل جثة، تحفظ في غرفة مخصصة مزودة بسجل يوثق حالة الجثة وطريقة قتله ومكان دفنها»، مشيراً إلى أن فريق «الاستجابة الأولية» الذي يقوده قام بإنشاء خريطة دقيقة، وهي عبارة عن رسوم هندسية تشير الأسهم والنقاط والتواريخ إلى أماكن الجثث، وقيد كل جثة وعينتها وسجلها، لمساعدة الأهالي للتعرف عليها وإعادة دفنها.
الحرة