رام الله الإخباري
أكد كاتب ومختص في العلوم السياسية الدولية، اليوم الثلاثاء، أن الضغط الأمريكي الكبير على إيران، أعطت طهران حافزا قويا لأن تكون قوة نووية، بعد أن كانت لا تنوي ذلك خلال الفترة الماضية، قبيل انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو جون جيه ميرشايمر، فإن استراتيجية البيت الأبيض المتمثلة في "أقصى ضغط" على إيران، تأتي بنتائج عكسية بأكثر الطرق خطورة.
وكانت وكالة الإنباء الإيرانية الرسمية قد أعلنت، الاثنين، أن البلاد قد تجاوزت حدود اليورانيوم المخصب المفروضة عليه بموجب الاتفاقيات الدولية لعام 2015.
ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز التي نشر فيها ميرشايمر مقالته، فإنه لا يوجد أي دليل على أن إيران من المحتمل أن تستسلم للمطالب الأميركية، مبينة أن السجل التاريخي يشهد بأن القوى العظمى لا يمكنها فرض عقوبة كبيرة على خصومها من خلال الحصار والعقوبات وحملات القصف، ونادرا ما تتسبب العقوبة في استسلام الدول المستهدفة.
وأضافت المقالة "قد تسببت العقوبات الأميركية في مقتل أكثر من مئة ألف عراقي في التسعينيات، لكن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ظل صامدا. والقومية سلاح قوي يجعل الشعوب المبتلاة متكاتفة بدلا من الانتفاض للمطالبة باستسلام قادتهم للعدو، كما أن الدول تحجم عن الاستسلام للضغط القسري لأنه قد يغري قوى أقوى لتصعيد مطالبها".
وتابع "طهران لا تظهر اهتماما بأنه يمكن تخويفها، والحقيقة هي أن إيران قد أظهرت بالفعل أنها لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يموت شعبها ويدمَّر مجتمعها".
وتوقع ميرشايمر أن يشن الإيرانيون المزيد من الهجمات السرية ضد الناقلات والمنشآت النفطية في الخليج العربي، وأن يستخدموا وكلاء لمهاجمة القوات والمنشآت الأميركية خلال الفترة المقبلة.
وتابع "وفي المقابل، من المحتمل أن يرد ترامب ويصعّد الضغط بهدف "إعادة إرساء الردع" مع طهران وإجبارها على الإذعان، لكن هذه التدابير ستكون لها نتيجة معاكسة حيث إن الجانبين الآن عالقان في دوامة تصاعدية تقليدية، وستضاعف إيران وتيرتها مما يعني أنها ستتحرك لبناء ترسانتها النووية".
ووفقا للكاتب، فقد كان لدى الإيرانيين سبب وجيه لحيازة أسلحة نووية قبل زمن طويل من الأزمة الحالية، وهناك أدلة قوية على أنهم فعلوا ذلك في أوائل الألفية الثالثة.
ولفت إلى أن قضية أن تكون إيران قوة نووية باتت أكثر إلحاحا اليوم، لأنها تواجه الآن تهديدا وجوديا من الولايات المتحدة.
وتابعت الصحيفة أن سياسة ترامب حاصرت الولايات المتحدة في زاوية ولم تترك أي مجال دبلوماسي واضح في الأفق. ولأسباب واضحة لا يثق الزعماء الإيرانيون في ترامب وهم يدركون بالتأكيد أنه قد ينسحب في النهاية من أي صفقة يبرمونها معه.
نيويورك تايمز