أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، على أن التصريحات الصادرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال المؤتمر الصحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في ألاسكا باليابان اليوم السبت، غير مشجعة وتشير إلى أن إدارة ترامب لم تعي درس فشل مؤتمر "المنامة".
وأضاف أبو ردينة في تصريح صحفي اليوم، أن الفشل الذريع الذي مني به مؤتمر البحرين رغم سياسة العقاب والتهديد التي استخدمتها الإدارة الأمريكية مع جميع من شارك به، يجب أن تشكل رسالة واضحة له ولإدارته بأن سياسة الإملاءات والتهديد والوعيد لم تعد تجدي نفعًا مع الشعب الفلسطيني وقيادته.
وأوضح أن ترامب يعتمد على فريق منحاز بشكل كلي للاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي لا يمكن له تقديم حلولًا يمكن أن تؤدي إلى تحقيق السلام الدائم والعادل، مؤكدًا على أن موقف القيادة الفلسطينية مستندة إلى قرارات الشرعية الدولية والحفاظ على حقوق شعبنا وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين.
كما وأكد على أن الحقوق الفلسطينية لا تباع ولا تشترى ولا يمكن لأي من كان حول العالم إجبار الفلسطينيين على التنازل عن حقوقهم مهما كانت التحديات والمغريات، مشيرًا إلى أن تحقيق السلام واضح يجب أن يستند على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لا على أوهام اقتصادية تستبدل الأرض مقابل السلام بالازدهار مقابل السلام.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال خلال تصريح صحفي اليوم على هامش قمة العشرين الاقتصادي، إلى أن بلاده قطعت المساعدات عن الفلسطينيين للضغط عليهم من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، مضيفًا أنه يعتقد بأن الفلسطينيين يريدون إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل وهو أحد أصعب الأمور على الإطلاق.
وانطلقت أعمال قمة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، صباح أمس الجمعة، بمُشاركة 37 دولة ومنظمة عالمية، وتتواصل حتى اليوم السبت.
يُذكر أنّ الإدارة الأمريكية أوقفت مساهمتها في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، بالكامل، في أغسطس 2018، بعد أن كانت أكبر المساهمين في موازنة المؤسسة الأممية، التي تُقدّر بـ1.2 مليار دولار، وتخدم نحو 5.4 مليون لاجئي فلسطيني، في 5 مناطق، داخل الأراضي المحتلة وفي دول الشتات.
وسبق القرار الأمريكي قرارٌ آخر قلّصت بموجبه دعم الوكالة بنسبة كبيرة في يناير 2018. وتسببت هذه الإجراءات بعجز مالي حاد عانت منه الوكالة منذ مطلع العام الماضي، تأثرت فيه الخدمات التي تقدمها المؤسسة للاجئين، في مقدّمتها برنامج التوظيف، وهو أكبر القطاعات التي طالتها الأزمة.
وتذرّعت الولايات المتحدة في حينه بأنّ سبب التقليص هو أن وكالة الأمم المتحدة لا تُساعد في حلّ "الصراع"، بل تُفاقمه من خلال استدامة أزمة اللاجئين الفلسطينيين، فضلًا عن اتهامات للوكالة بالانحياز ضدّ "إسرائيل".كما أوقفت واشنطن، في مطلع شهر فبراير 2019، عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة وقطاع غزة.
وانعقد نهاية الأسبوع الماضي، في العاصمة البحرينية المنامة، مؤتمرٌ دوليّ، تحت غطاء "اقتصاديّ"، شهد إطلاق الخطة الأمريكية المزعومة للسلام في المنطقة، والمسماة صفقة القرن، الهادفة لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني، وإعدام حلمه بإقامة دولة على كامل تراب أرضه، والإجهاز على ثوابته المقدسة، وفي مقدّمتها حق عودة اللاجئين لأراضيهم التي هُجروا منها بقوّة السلاح والإرهاب والمجازر عام 1948.
واتهم مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر الشعب الفلسطيني بهدر عقود من الزمن في الصراع، وقال "الفلسطينيين أكثر شعب تلقى المساعدات في التاريخ لكنه أُهدرها
في التسلّح والعنف والفساد"، متجاهلًا تمامًا الجرائم الصهيونية، من استيطانٍ وسرقة أرض وسفك دماء وطمس للحقائق والتاريخ والهوية، ومُتناسيًا معها أن الفلسطينيين ولأجل هذا كلّه اختاروا المقاومة، لإعادة حقوقهم وأرضهم المسلوبة ونيل الحرية. معتبرًا أنّ "ما يجري (فرصة القرن)، من أجل خلق فرص للشعب الفلسطيني".