معاريف تحذر: توتر الأوضاع في القدس سيشعل المنطقة

111

من المتوقع، أن يقود توتر الأوضاع في مدينة القدس إلى إشعال المنطقة، نظراً لازدياد حالة التوتر الميداني بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الحرم المقدسي، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.

وأفاد الخبير الأمني يوسي ميلمان في مقال نشره بصحيفة معاريف اليوم الثلاثاء، بأن "ما حصل في الأيام الأخيرة يذكرنا من جديد بأن مسالة الحرم القدسي حساسة ومتفجرة، في الوقت الذي لا تبدي فيه الحكومة الإسرائيلية الدور المأمول منها؛ لأن من يحدد السياسة العامة للدولة شخص واحد ما زال منشغلاً في الانتخابات أكثر من أي ملف آخر".

وقال إن "الحرم القدسي ما زال يعدّ صاعقا ذا فتيل قصير، وقد اندلعت أحداث الأيام الأخيرة في توقيت إشكالي غير متوقع بسبب أجندة العام، فنحن في العشر الأواخر من رمضان، والفلسطينيون أحيوا يوم القدس العالمي للمسلمين، واليهود أحيوا يوم القدس الخاص بهم، وهي مناسبات تذكرنا بأن حبل الصاعق يقصر يوما بعد يوم".

وأضاف: "سبب التوتر بالحرم القدسي أن الشرطة بعد التشاور مع جهاز الأمن العام الشاباك سمحت لليهود باقتحامه، مع أنها في سنوات ماضية منعتهم بشهر رمضان، خاصة في أيامه العشر الأخيرة، لكنها هذا العام ورغم الأحداث المزدحمة سمحت لهم، لأنها في حال منعتهم فإن مزاعم اليمين الإسرائيلي بشأن السيادة اليهودية على القدس الموحدة ستتضرر، ويغضب ذلك المنظمات اليهودية المتحضرة لإقامة هيكل سليمان".

وشدد على أننا "نعيش حقبة انتخابات حامية، ما رفع من مستوى التوتر والاحتكاك بين الجانبين، مع أن الخلافات بين الشرطة والشاباك في مسألة السماح لليهود بدخول الحرم أو منعهم كبيرة وواسعة، فالشاباك لا يفضل المخاطرة بإفساح المجال أمامهم لاقتحام الحرم؛ لأنه مسئول عن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، ورؤيته التقييمية للحدث وتبعاته أوسع من الشرطة، سواء بنظرته لحماس في غزة أو العلاقة مع الأردن". بحسب عربي 21

وتابع: "الشرطة الإسرائيلية يقتصر دورها على حفظ الأمن في القدس فقط، وربما تغامر بالذهاب بعيدا في أخذ نسبة من المخاطرة، وحصل هذا التباين سابقا في مسألة البوابات الإلكترونية والكاميرات، وجاءت النتائج قاسية عقب اندلاع مواجهات ساخنة في الحرم أعقبها توتر في العلاقة مع الأردن، دفعت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتراجع عن قراره".

ولفت إلى أن "خلاف الجهازين بالنسبة لتقييم الأوضاع في القدس عائد لانخراطهما في الشؤون السياسية الداخلية لإسرائيل، فالشرطة تابعة كليا لوزير الأمن الداخلي الليكودي غلعاد أردان، فيما يبدو الشاباك محصنا من أي اعتبارات حزبية، وتقييماته مهنية بحتة، لكن من الواضح أن الشاباك خضع مؤخرا لتسوية ما مع الشرطة باشتراط بقاء اليهود لعدة ساعات فقط في الحرم القدسي".

وعبّر قائلاً: إن "هذه الساعات القليلة تخللها اقتحام قرابة ألف يهودي للحرم، وهكذا اندلعت الاشتباكات مع الفلسطينيين، وكان يمكن لهذه الأحداث أن تتسع وتزداد سخونة لو تم استخدام وسائل أكثر خشونة لفض الاحتكاكات بين الفلسطينيين واليهود، لكنها مناسبة لتذكيرنا بأن مسألة الحرم القدسي كم هي حساسة وساخنة".

يشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية أمّنت الأحد الماضي، اقتحام 1179 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى، واعتقلت 6 مصلين فلسطينيين، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية.

فيما أثارت الخطوة توترًا في المسجد والبلدة القديمة، سيما أنها المرة الأولى التي تقدم فيها سلطات الاحتلال على هذه الخطوة في الأيام الأخيرة لشهر رمضان.