إسرائيل ستغتال قادة المنظومة الصاروخية لحماس في الجولة المقبلة

خبير: حماس تسعى لإيجاد ميزان قوى ردعي شبيه بما لدى كوريا الشمالية

09156218810221735850183840233815

رام الله الإخباري

توقع المحلل السياسي الفلسطيني والخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر، أن تغتال إسرائيل القادة الميدانيين المسؤولين عن المنظومة الصاروخية لحركة حماس، في حال اندلاع مواجهة عسكرية قادمة.

وقال أبو عامر في في مقال نشره، الأربعاء، إن إسرائيل ستسعى إلى استهداف القادة الميدانيين المسؤولين عن صواريخ حماس، بالإضافة إلى ضرب القذائف نفسها وتدميرها، ومخازن التسليح والمصانع العاملة في إنتاجها، بما يتطلب معلومات أمنية واستخبارية موثقة ودقيقة".

ولفت إلى أن "تنامي القدرات الصاروخية لحماس، كما اتضح في الجولة العدوانية الإسرائيلية الأخيرة، يزيد من تخوفات الإسرائيليين بأن تنجح الحركة من تطوير معداتها القتالية، بحيث تنتج طائرات مسيرة متفجرة، وربما تسعى حماس لإيجاد ميزان قوى ردعي شبيه بما لدى كوريا الشمالية في مواجهة الولايات المتحدة، مع فارق النموذجين، ولكن في هذه الحالة سيصبح وضع إسرائيل أكثر سوءاً ومرارة".

وأشار أبو عامر إلى أن جولة التصعيد الأخيرة بين "إسرائيل" وفصائل المقاومة الفلسطينية شهدت تطوراً في قدرات حماس الصاروخية، مبينا أن هذا التطور أثار التساؤل لدى الإسرائيليين عن مدى صحة تقديرات أجهزتهم الأمنية لهذه القدرات الصاروخية، وكيفية حصول حماس عليها وهي محاصرة منذ سنوات في ظروف صعبة.

وأضاف "كشفت جولة التصعيد الإسرائيلي الأخيرة ضد قطاع غزة عن المزيد من القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وعلى الرغم من أن الجولة لم تزد عن 36 ساعة، لكنها فتحت أعين الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي على حيازة الفصائل الفلسطينية، لاسيما حماس، للمزيد من المعدات والوسائل القتالية التي اتضح لاحقاً أنها طوّرتها خلال الشهور والسنوات الماضية".

ونوّه أبو عامر إلى تواصل "التحذيرات الإسرائيلية من إنتاج حماس لمنظومات تقنية عسكرية قادرة على إطلاق مئات الصواريخ، بكبسة زر واحدة، تشلُّ أجزاء واسعة من إسرائيل، بما فيها مطار بن غوريون، وهي من النوع الثقيل، تصيب أهدافها بدقة وجودة فائقة، وتشكل تحديًا لمنظومة القبة الحديدية، زاعمة أن حماس تمتلك 15 ألف صاروخ، بمدى وأحجام مختلفة، وألف صاروخ بعيد المدى يصل إلى مدينتَي حيفا وتل أبيب".

وتابع "يمكن النظر بكثير من التفحص إلى هذه الادعاءات الإسرائيلية، ومحاولة إخضاعها للتقييم الميداني، ومدى مطابقتها للواقع الماثل في قطاع غزة، إذ عاش كاتب السطور ساعات العدوان الإسرائيلي على غزة يومَي 3 و4 مايو/أيار، واتضح له بصورة أكثر من ذي قبل أننا أمام تطور نوعي وكمي للقدرات الصاروخية التي تحوزها المقاومة الفلسطينية عموماً، وحماس خصوصاً".

وشدد المحلل أبو عامر على أن التطور المفاجئ قد يكون من بين الأسباب غير المعلنة التي دفعت الجيش الإسرائيلي للضغط على المستوى السياسي الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، والتوصل إلى تهدئة مع حماس، على اعتبار أن "توسيع بقعة الزيت" من خلال القذائف الصاروخية الفلسطينية يعني أن تشمل أجزاء إضافية من إسرائيل، بما في ذلك منطقة غوش دان وتل أبيب في وسط الدولة، فكيف وهي تتحضر لاستقبال مهرجان الأغنية الأوروبية "اليورفيجن".

وأكد على أنه وفور انتهاء العدوان شكّل تنامي القدرات الصاروخية لدى حماس فرصة لصدور دعوات إسرائيلية، بضرورة عدم انتظار اندلاع جولة المواجهة القادمة مع حماس حتى يبادر الجيش الإسرائيلي للمس بقدراتها الصاروخية، من خلال إجرائه فحوصاً ميدانية، وإعداد بنك أهداف مهمته الأساسية توجيه ضربات قاسية لمنظومات القذائف الصاروخية، وتطويرها، ومستودعات التخزين، وصولاً إلى الخلايا الميدانية التي تقوم بهذه الإطلاقات".

وقال "صحيح أن جولة التصعيد الأخيرة في غزة كانت قصيرة، ولم تتجاوز اليومين، لكن إسرائيل تعلمت منها دروساً كثيرة، بخاصة فيما يتعلق بالقدرات الصاروخية للمنظمات الفلسطينية، في ظل القفزات النوعية التي حققتها في هذا المجال منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة صيف 2014".

ولفت أبو عامر إلى أن "القبة الحديدية التي تملكها إسرائيل لم تشكّل ردّاً تكنولوجيّاً ناجعاً في مواجهة القذائف الصاروخية الفلسطينية، ما قد يتطلب من إسرائيل ألا تكتفي بالجانب الدفاعي في مواجهة هذه التهديدات، والمبادرة إلى استهداف القدرات العسكرية التي تهدد الإسرائيليين، كما هو الحال مع معالجة تهديد الأنفاق على حدود قطاع غزة، سواء باللجوء إلى تفجيرها في كل فرصة تكون سانحة، أو المبادرة إلى إقامة جدار حدودي وعائق مادي تحت-أرضي، وإنفاق موازنات مالية باهظة من أجله".

وأضاف "يرى الإسرائيليون أن التعامل "بالمفرّق" مع تهديد صواريخ حماس سيعود عليهم مستقبلاً بنتائج وخيمة، فالترتيبات قصيرة المدى عبر وقف إطلاق النار توفر هدوءاً مطلوباً على حدود إسرائيل الجنوبية، لكنها تسفر مع مرور الوقت عن نتائج فتاكة، تماماً مثل القرض البنكي الذي نحصل عليه بسعر فائدة مخفض، صحيح أنه يخفف عن أحدنا أزمة مالية مؤقتة، لكنه قد يكون خطيراً عند الاستحقاق، وهكذا الوضع في الحياة السياسية".

وشدد على أن حماس استفادت كثيراً في السنوات الأخيرة من مصادر عدة لتطوير قدراتها الصاروخية، ومنها: قنوات التهريب وإيصال الصواريخ المتطورة والفعالة والفتاكة، بحيث أن الحركة وجناحها العسكري بذلت جهوداً مضنية وحثيثة لوضع يدها على العديد من هذه المنظومات الصاروخية من خارج الحدود، "كما وظفت الحركة علاقتها بإيران وحزب الله في تأهيل كوادرها وتدريب وحداتها الصاروخية على الاستخدام الأكفأ لها، بحيث يحقق أكبر قدر من الخسائر الإسرائيلية".

ولفت إلى أنه لا يجب أن نغفل الجانب الذاتي في مراكمة القدرات الصاروخية لحماس، "فبعد أن ساهمت الإجراءات الإسرائيلية والمصرية في تقطيع شرايين تهريب الأسلحة باتجاه قطاع غزة، وبعد أن بات خروج كوادر حماس متعذراً خارج القطاع بسبب القيود المصرية على سفرهم، فقد ركزت الحركة جهدها باتجاه تفعيل كوادرها المحليين على وصل الليل بالنهار لإنتاج أفضل منظومات صاروخية في حدود الإمكانيات المتواضعة المتاحة، انطلاقاً من فرضية الحاجة أمّ الاختراع".

وتابع أبو عامر "طالما أن الجولة الأخيرة التي لم تتجاوز 36 ساعة، شهدت سقوط سبعمئة قذيفة صاروخية، فهذا يعني أن أي جولة تصعيد مقبلة، قد تبدأ من هذا الرقم، بحيث قد تكون الكميات والنوعيات لهذه القذائف مضاعفة، ولا تكتفي بالمعدلات الراهنة، مع الأخذ بعين الاعتبار التبعات السياسية المتوقعة على مثل هذا الانتقال الكبير في استخدام هذا السلاح الفتاك".

وأضاف "هذا يعني اتساع رقعة الأضرار الإسرائيلية من هذه القذائف، وزيادة المساحات الجغرافية التي قد تصلها، بحيث لا تتوقف عند ما تسمى مستوطنات غلاف غزة، بل قد تتجاوزها إلى مدن مركزية في قلب الكيان الإسرائيلي، ومنها: أسدود والمجدل وبئر السبع، وصولاً إلى تل أبيب، مع العلم أن هذه المدن تضم مقدرات ومرافق اقتصادية وبنية تحتية كبيرة وهائلة كمحطات طاقة ومصانع وموانئ، تجعل من استهدافها نقلة نوعية في المواجهة بين حماس وإسرائيل".

صفا