إضراب شامل في السودان بعد تعثر المباحثات مع المجلس العسكري

اضراب شامل في السودان

عم الإضراب الشامل القطاعين العام والخاص في السودان، بناء على دعوة أطلقتها قوى الحرية والتغيير، بعد تعثر المباحثات مع المجلس العسكري في السودان.

وأكدت القوى السودانية عدم وجود أي مقترحات جديدة من المجلس العسكري السوداني، الذي اتهم بدوره قوى المعارضة بمحاولة احتكار كعكة السلطة في السودان، عقب إسقاط نظام البشير.

وقال القيادي في قوى الحرية والتغيير وجدي صالح، إن "الدخول في إضراب شامل وعصيان مدني مفتوح في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي مع المجلس العسكري بات

قريبا، وأن الأخير يعتبر نفسه الضامن للثورة، في حين أن الضامن هو الشعب السوداني والقانون".

وأضاف صالح، أنه "لا وجود لمشكلة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري أو أشخاص هذا المجلس".

وعلى طريق الإضراب بدأ عاملون في هيئة السكك الحديدية وقفات احتجاجية في مدن الخرطوم وعطبرة (شمال) ومدني (وسط) وكوستي (جنوب)، بحسب تجمع المهنيين السودانيين أبرز مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير.

ونشر التجمع في صفحته على فيسبوك صورا لوقفات احتجاجية لعشرات العاملين في تلك المدن وهم يرفعون شعارات تطالب بمدنية السلطة، كما نفذ عاملون في مطار الخرطوم وقفة احتجاجية، بحسب بيان لحزب البعث.

كما أعلنت اللجنة التمهيدية لنادي القضاة في السودان الدخول في الإضراب الذي دعت له قوى إعلان الحرية والتغيير يومي الثلاثاء والأربعاء، مؤكدة أن الإضراب سيتم من داخل المحاكم بحضور القضاة إلى مواقعهم والانصراف منها في المواعيد الرسمية دون ممارسة أي أعمال قضائية أو إدارية.

وقالت اللجنة في بيان لها، إنه "من الضروري تنفيذ الإضراب في كافة المحاكم التابعة للأجهزة القضائية الثلاثة بولاية الخرطوم وجميع الأجهزة القضائية بولايات السودان".

كما بدأ عمال وحرفيون في المنطقة الصناعية كوبر شمالي الخرطوم بوقفة احتجاجية ورفعوا شعارات تطالب بتسليم السلطة للمدنيين وتؤيد الإضراب العام، وهي المطالب ذاتها، التي دعت تنظيمات مهنية السودانيين إلى المشاركة في الإضراب من أجل تحقيقها، بحسب الأناضول.

وفي السياق ذاته، قرر حزب المؤتمر والحركة الشعبية (قطاع الشمال) في بيان مشترك دعمهما خيار الإضراب العام، مشيران إلى أنه "لا سبيل أمامنا سوى التصعيد الجماهيري والمشاركة الفاعلة في الإضراب حتى الإطاحة بالعسكر وقيام الحكم المدني الديمقراطي".

ونظم ناشطون سودانيون مظاهرات في مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم تدعو لإنجاح الإضراب الذي دعا إليه تحالف قوى الحرية والتغيير المعارض.

ورفع المتظاهرون في شارع محمد نجيب بحي العمارات شعارات مؤيدة لهذه الخطوة، ودعوا المجلس العسكري إلى تسليم السلطة للمدنيين، كما وزعت مجموعات منهم

منشورات تحض على الاستجابة للإضراب، معتبرين هذه الخطوة تصحيحا لمسار الثورة، على حد قولهم.

من جانبه، قال نائب رئيس المجلس العسكري في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إن "المجلس لا يغلق باب التفاوض، ولكن يجب تمثيل كل مكونات الشعب في الحوار"، مشدداً على أنه ليس هناك من يحظى بقاعدة شعبية أكثر من المجلس، حسب تعبيره.

وأضاف حميدتي خلال كلمة ألقاها أمام جهاز الشرطة السوداني أن شعارات قوى الحرية والتغيير غشتهم، وأن نياتهم الحقيقية ظهرت، على حد تعبيره، وأن عليها أن

تشارك مثل بقية الشعب وإلا فلتفعل ما شاءت أن تفعل فالمجلس لا يخشى شيئا، على حد قوله.

من جهته، انتقد مجدي عكاشة القيادي في حزب المؤتمر السوداني وهو أحد مكونات تحالف إعلان الحرية والتغيير، التصريحات التي جاءت على لسان حميدتي، وقال إنها تؤدي إلى إرباك كامل في المشهد على حد تعبيره.