أعرب وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، عن خشية إسرائيل من تحول حماس لكوريا شمالية جديدة في ظل التطور الكبير في السلاح الذي تستخدمه إسرائيل على مدار السنوات الماضية.
وقال الوزير الإسرائيلي الأسبق، دانيئيل فريدمان، "ربما تسعى حماس لإيجاد ميزان قوى ردعي شبيه بما لدى كوريا الشمالية في مواجهة الولايات المتحدة، وإن لدى إسرائيل تخوف من أن تنجح حماس بتطوير معداتها القتالية، بحيث تنتج طائرات مسيرة متفجرة".
وأضاف في مقالة نشرها عبر موقع صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، أن "الترتيبات قصيرة المدى توفر هدوء مؤقتاً، لكنها تسفر مع مرور الوقت عن نتائج فتاكة "، متابعاً: أن "الاتفاقات التي نبرمها مع حماس بعد كل جولة تصعيد عنيفة، تعطينا فترة هدوء قصيرة بانتظار انفجار المواجهة القادمة التي تكون أخطر من سابقتها".
وقال فريدمان، "آن الأوان لبحث إبرام اتفاق طويل الأمد مع حماس بعد أن دفعت إسرائيل طوال السنوات العشر الماضية أثمانا مقابل الخضوع لها، وأحد أسبابها اختلال ميزان القوى لصالح حماس وسوء حظ إسرائيل"، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، قال الوزير الإسرائيلي الأسبق، إن "تحسين الظروف المعيشية في قطاع غزة مرهون بنزع سلاحه؛ لأن صيغة الترتيبات الأخيرة مع حماس في الشهور السابقة ثبت فشلها، في حين أن الحركة تزداد قوة، ولذلك لا معنى لأي عملية إعادة اعمار للقطاع طالما أن حماس تسيطر عليه".
وأضاف، "هناك الكثير من الأفكار التي يتم تداولها حول إعادة إعمار غزة، ومنحها ميناء، وربما مطارا وأفكارا أخرى، ليصبح لديهم ما قد يخسرونه، لكن طالما أن هذه المشاريع تنفذ وحماس تحتفظ بأسلحتها فهي تصورات سيئة وخاطئة، لأن أيديولوجية الحركة تستند على الإطاحة بإسرائيل، والقضاء عليها، وبالتالي فأي أفكار تطرح لإعادة اعمار القطاع يجب أن تشترط تجريده من سلاحه الذي تحوزه حماس".
وأشار إلى أنه عند انتخاب نتنياهو لرئاسة الحكومة في 2009، كان لدى حماس عدة مئات من القذائف الصاروخية التي تصل مدينتي بئر السبع واسدود، وبإمكان القبة الحديدية أن تحقق نجاحات كبيرة في مواجهتها، لكن من يومها وحماس وإسرائيل تستعدان بين حين وآخر للجولة القادمة التي تنتهي بالتعادل، مما يعطي لحماس انتصارا وتفوقاً، مشيراً إلى أن إسرائيل نجحت في تقليل مخاطر الأنفاق لكن في المقابل زادت مخاطر الصواريخ من قطاع غزة.
وقال فريدمان، إن "حماس ابتدعت منظومة تقنية قادرة على إطلاق العشرات، وربما المئات من الصواريخ بكبسة زر واحدة، الأمر الذي يصعب على القبة الحديدية مواجهتها بنجاح، والنتيجة أن حماس بات لديها القدرة والإمكانية لإحداث شلل كامل في أجزاء واسعة من إسرائيل، بما فيها مطار بن غوريون".