تتوقع أجهزة الأمن الإسرائيلية، اندلاع تصعيد أمني كبير في الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية، بالتزامن مع استمرار التوتر في قطاع غزة.
وقال ضابط إسرائيلي سابق في جيش الاحتلال إنه في ضوء سلسلة الهجمات المسلحة التي شهدتها الضفة الغربية مؤخرا، ومع قرب عدة تواريخ فلسطينية حساسة من
الناحية الأمنية مثل يوم الأرض وشهر رمضان ويوم النكبة، فإن أوساط أجهزة الأمن الإسرائيلية تتوقع اندلاع تصعيد أمني كبير في الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وأضاف تال ليف-رام في مقاله بصحيفة "معاريف" العبرية أن "الأجواء الأمنية في الضفة الغربية ملبدة بالغيوم، وقد يأتي حدث عابر واحد يشعل مواجهات ميدانية مع
الجيش الإسرائيلي لا يسعى إليها محمود عباس ، الذي ما زال يرفض تلقي أموال المقاصة، ما قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي للسلطة الفلسطينية، وإشعال الوضع الميداني".
ولفت ليف-رام، محرر الشؤون العسكرية بالصحيفة، إلى أن "مثل هذا التقدير يصدر كل عام من هذا الوقت، ويتم أحيانا توقع سيناريوهات أكثر خطورة، لكنها لا تقع على الأرض".
وأوضح أن "الضفة الغربية حافظت على استقرار نسبي، لكن العام الجاري قد يشهد تغيرا جوهريا كفيلا بإشعال الوضع، وفقا لتقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية".
وأكد أن "أحد الأسباب الجوهرية على احتمال اندلاع " العنف " في الضفة الغربية، ما طرأ على موازنة السلطة الفلسطينية من اقتطاع بقيمة 55% بفعل خصومات الحكومة الإسرائيلية، فالموازنة العامة للسلطة تصل قيمتها 17.5 مليار شيكل، بينها 8 مليارات أموال الضرائب التي ترسلها إسرائيل كل شهر لوزارة المالية الفلسطينية، لكن الرئيس الفلسطيني قرر هذه المرة الذهاب حتى النهاية دون أخذ أموال الضرائب".
واضاف إن "عدم الاستقرار في الضفة الغربية ليس مصلحة إسرائيلية، لكن فترة الانتخابات ليست مناسبة لتقديم تنازلات للفلسطينيين فيما يتعلق بأموال الضرائب،
والسؤال الأهم: من سيتوجع أولا. صحيح أن غزة تحتل منذ سنوات الخارطة السياسية والاهتمامات الأمنية، لكن في حال تصدع الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، فإن
الأضرار على إسرائيل ستكون بليغة وخطيرة، وستكون التحدي الأول والأخطر للحكومة الإسرائيلية الجديدة التي ستقام بعد الانتخابات القادمة".
واعتبر أن "ما يزيد من خطورة الوضع الأمني في الضفة الغربية أن العمليات انتقلت فيها من ظاهرة الهجمات الفردية بالسكاكين إلى استخدام الأسلحة النارية، ولعل الأسبوع الأخير شكل نموذجا للمخاوف الأمنية من الوضع في الضفة الغربية بعد سلسلة الإخفاقات الإسرائيلية التي رافقت العمليات الفلسطينية الماضية".
وكانت اخر العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية، تلك التي نفذها الشاب عمر أبو ليلى قرب مستوطنة "أرئيل" في سلفيت، والتي أدت لمقتل إسرائيليين اثنين وإصابة اخرين.