أعربت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن أسفها عن أي ضرر مادي أو معنوي أصاب أحد أبناء شعبنا، مطالبة الأجهزة الأمنية بإعادة الحقوق المعنوية والمادية لأي طرف وقع ظلم عليه.
واستنكرت الحركة في بيان صحفي لها اليوم الثلاثاء، كل أشكال الاعتداء على أي مواطن، مشيرة إلى أن سيادة القانون هي التي تحكم غزة، والقضاء والنيابة يعملان بلا توقف في خدمة المواطنين ومتابعة شؤونهم.
وطالبت الأجهزة الأمنية في غزة بالكشف عن الجناة الذين اعتدوا على السيد أحمد حلس عضو مركزية فتح، مؤكدين أن من اعتدى على الأخ أحمد حلس تم كشفهم واعتقالهم.
وفيما يلي نص البيان بالكامل
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان للرأي العام صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فلسطين
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الصابر البطل تابعنا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومعنا كل مخلص غيور على مصلحة الشعب والقضية والوطن، جملة من الأحداث والتطورات التي شهدها شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، أحداث عديدة ومتلاحقة تفرض على شعبنا وقواه جميعها التوحد والاصطفاف لمواجهة المؤامرات والصفقات السياسية المشبوهة، والحصار
. وفي مقدمة هذه التطورات الجرأة الصهيونية على مدينة القدس المباركة، وعلى المسجد الأقصى، حيث تمضي مخططات التقسيم الزماني والمكاني، ومواجهة أهلنا الميامين في القدس للعربدة الصهيونية بصدورهم العارية، وفي الضفة يستمر غول الاستيطان في الزحف على أرضنا والاستيلاء عليها، وتستمر عربدة المستوطنين، واعتقالات جيش الاحتلال واغتيالاته، ونشر المزيد من الحواجز الصهيونية.
ويمضي ما يسمى بمنسق شؤون المناطق في جيش الاحتلال في تثبيت سيادته الباطلة على الضفة الغربية، وفي غياب واضح للسلطة الفلسطينية التي لا تفعل شيئاً لحماية الأرض والإنسان في ضفتنا الباسلة، بل تستمر في التعاون الأمني المقيت مع سلطات الاحتلال. وفي الشتات تستمر المؤامرة على اللاجئين، تهجيراً وتوطيناً، نحو تصفية خطيرة لقضية اللاجئين، وهي القضية الشاهد على مأساة شعبنا، وحقوقه التاريخية.
أما في أراضينا المحتلة عام 48، فيواصل العدو حرب التهويد، وإجراءاته العنصرية ضد شعبنا، ويصدر تباعاً المزيد من القوانين المجحفة التي تستهدف الوجود الفلسطيني هناك. وبالتزامن تتصاعد هجمة العدو ضد أسرانا الأبطال، ويزداد القمع لأبطال شعبنا خلف القضبان الذين يواجهون هذا العدوان على حقوقهم بأمعائهم وأكفهم التي تقاوم مخرز الجلاد.
وفي قطاع غزة، قلعة المقاومة والصمود والتحدي، يستمر الحصار والمعاناة، ويستمر العدوان الصهيوني الغاشم بأشكاله المتنوعة، وتقف المقاومة سداً منيعاً أمام جبروت المحتل وطغيانه، وتستمر أيضاً العقوبات الإجرامية لرئيس السلطة المنتهية ولايته بحق غزة؛ وهي عقوبات تتساوق مع حصار الاحتلال، وتتجه معه نحو هدف واحد محدد واضح، فصل الضفة عن غزة، وكسر القاعدة الصلبة لمشروع المقاومة الذي تمثله غزة بكل مكوناتها وفصائلها وقواها الحية.
جماهير شعبنا الوفي الصامد أمام هذا المشهد المزدحم بالمؤامرات، وفي ظل استهداف عالمي تقوده الإدارة الأمريكية المتصهينة لضرب رأس القضية الفلسطينية، وتحويل "إسرائيل" إلى دولة شرعية في المنطقة تحظى بالقبول والعلاقات والتطبيع، كان الواجب أمام هذا المشهد أن تستجيب قيادة السلطة وحركة فتح لكل ما بذلته حماس وفصائل شعبنا المختلفة من جهود نحو لمّ الشمل وإنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية، وبناء المؤسسات الوطنية بناءً سليماً؛ نستطيع من خلاله مواجهة ما تتعرض له قضية شعبنا من مؤامرات. لكن للأسف، ذهبت السلطة بعيداً في منهجها القائم على الإقصاء والتفرد، وظنت أن عقوباتها الإجرامية ضد غزة وشعبها ومقاومتها قد آتت أكلها، وأن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سيثور ضد مقاومته التي تحميه
وسينتفض تحت وطأة لقمة الخبز التي تحرمه منها سلطة التنسيق الأمني في رام الله، حيث يجري استغلال حاجات المواطنين المحاصرين، وابتزاز المقطوعة رواتبهم بشكل مؤسف، وأُعدت لذلك خطة شاملة، وبدأت أجهزة الأمن في رام الله بالتواصل والتخطيط لإحداث قلاقل في غزة، وإعادة الفلتان الأمني الذي مارسوه سابقاً، وحددوا يوم الخميس 14-3-2019، يوماً لانطلاق فلتانهم ومخططهم الخبيث.
ولقد استطاع شعبنا بوعيه وحرصه إحباط هذا المخطط وإفشاله في مهده، ووقفه عند حده، فشعبنا يعي تماماً مَن الذي يحاصره، ومَن الذي يعاقبه، ومَن الذي يتآمر عليه، ويعرف تماماً حجم الكذب والتضليل الذي مورس ضد الوزارات الحكومية في غزة من ادعاءات بفرض ضرائب جديدة لا أصل لها. وعليه فإننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومع إحباط خطة الفلتان المنظم التي رعتها أجهزة التنسيق الأمني في رام الله، وخاصة جهاز المخابرات العامة الذي يتزعمه ماجد فرج، نؤكد لشعبنا ما يلي:
أولاً: نعلن لأبناء شعبنا العظيم أن حركة حماس باقية على العهد، مستمرة في طريق الجهاد والمقاومة، مهما حاول الأعداء والخصوم حرفها عن مسارها، وسنبقى نعمل بكل قوة لمقاومة المحتل حتى التحرير والعودة، وكسر الحصار عن قطاع غزة، ووقف إجراءات السلطة الانتقامية ضد غزة، ولن تلين لنا قناة –بإذن الله-، حتى نحقق أهدافنا، ونحقق لشعبنا غايته في الحرية والكرامة والعيش الكريم.
ثانياً: ندعو الفصائل الفلسطينية الوطنية صاحبة التاريخ في العمل والمقاومة والنضال إلى مزيد من العمل في مشروع المقاومة وتعزيزه وتطويره وحمايته، وإلى مزيد من الجهد نحو تحقيق وحدة وطنية حقيقية وفق الاتفاقات التي وقعت عليها فصائل شعبنا كافة في عدة محطات، خاصة اتفاق المصالحة الشامل في القاهرة عام 2011.
وتؤكد الحركة أن أحد أهداف مخطط الفلتان شق الصف الوطني، وتبديد حالة اللحمة والتوحد في غزة الذي ساء سلطة التنسيق الأمني المعزولة في المقاطعة, بينما تمكنت غزة من تصدير صورة وطنية ناصعة من خلال الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، وغرفة العمليات المشتركة، بينما هم فشلوا في إشراك أي فصيل وطني معتبر في حكومتهم المعزولة.
ثالثاً: نقدر عالياً الحرص الشديد، والوعي الكبير الذي تمتع به أبناء شعبنا، وعدم انجرارهم نحو المؤامرة، بل والعمل على إفشالها كما ظهر في المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي خرجت مساء الأحد 17-3 في مناطق غزة كافة؛ تعلن تأييدها لعملية سلفيت
وتؤكد التفافها حول مشروع المقاومة، ورفضها لكل أشكال الفلتان والفوضى والعبث بأمن غزة ومواطنيها، وتطالب برفع الحصار، ووقف عقوبات محمود عباس على غزة. وتؤكد الحركة أن الأحداث المؤسفة كانت تستهدف إفشال مليونية الأرض والعودة في الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة وكسر الحصار في 30 مارس المقبل.
رابعاً: ندعو قيادة فتح والسلطة في رام الله إلى العودة إلى الصف الوطني، فالتاريخ لن يرحم، وها هو العدو الصهيوني أمامكم، حاربوه بدلاً من حربكم الضروس على غزة وأهلها، فعار التنسيق الأمني يرافقكم، وعار التآمر على غزة يوم الجمعة 15 مارس يلاحقكم، يوم كان الطيران الصهيوني يضرب كل مواقع المقاومة
وكنتم تخططون لاستغلال تأجيل مسيرات العودة لإحداث فلتان وفوضى في قطاع غزة، العدو في السماء يقصف غزة، وأنتم على الأرض تحرقونها، قد فشلتم، والفشل
مصير كل متآمر بدّل أجندته الوطنية بأجندة عدوه الذي يحتل أرضه ويدنس مقدساته. إن حجم الكذب والتشهير الذي مارسته آلة قيادة فتح الإعلامية، وتلفزيون السلطة، والذي كشفته صور التزوير التي استدعيت من أحداث سابقة ومن دول مختلفة وإسقاطها على غزة يعكس ما تختزنه هذه القيادة من حقد دفين على غزة بكل توجهاتها.
خامساً: نقدر الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في قطاع غزة، ونحن جزء منها، نعاني ما يعانيه شعبنا، ونعلم حجم المعاناة والألم الذي تحياه الأسر والشباب والخريجون، وهي أولوية جهودنا المستمرة على مختلف الأصعدة للتخفيف عن شعبنا وتوفير متطلبات العيش الكريم له، ولن يهدأ لنا بال حتى نجبر العدو وحلفاءه على كسر الحصار الظالم عن غزة.
سادساً: نستنكر ونرفض كل أشكال الاعتداء على أي مواطن، فسيادة القانون هي التي تحكم غزة، والقضاء والنيابة يعملان بلا توقف في خدمة المواطنين ومتابعة شؤونهم. وعليه فإننا نعرب عن أسفنا عن أي ضرر مادي أو معنوي أصاب أحد أبناء شعبنا؛ ونطالب الأجهزة الأمنية بإعادة الحقوق المعنوية والمادية لأي طرف وقع ظلم عليه، علماً أننا طالبنا سابقاً بالكشف عن الجناة الذين أطلقوا النار على السيد أحمد حلس عضو مركزية فتح، وطالبنا بالكشف عن الجناة الذين اعتدوا على أحد ناطقي فتح مؤخراً، ونؤكد أن من اعتدى على الأخ أحمد حلس تم كشفهم
وهم الآن رهن الاعتقال، كما أننا ندعو إلى محاسبة من ألقى قنابل يدوية ومتفجرات على رجال الشرطة، وأي تجاوز حصل من أي طرف يجب على الجهات المختصة محاسبته. سابعاً: ندعو مؤسســـات حقوق الإنسان التي نقدرها ونحترمها إلى متابعة عملها في نصرة المواطن والذود عن حقوقه، ونذكرها بواجبها تجاه كل فلسطيني أينما وجد، وأمام كل انتهاك حيثما كان
ونؤكد حق التجمع السلمي وحرية الرأي وهي استمرار للحالة في قطاع غزة على مدار الأعوام السابقة والتي تجرع فيها شعبنا ويلات العدوان والحصار. شعبنا المرابط المجاهد الصابر نقول لكم: مستمرون في مقاومتنا، ثابتون على حقوق شعبنا، لن نعترف بالاحتلال على أرضنا، حريصون على وحدتنا الوطنية، والنصر لشعبنا، والخزي والعار للعملاء والمتآمرين. "والله غالب على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون" حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الثلاثاء 19 مارس 2019