لم يترك الاحتلال في الأيام الثلاثة الماضية، وسيلة تعسفية، إلا واستخدمها ضد مدينة سلفيت وقراها، مع تشديد الخناق على بلدة الزاوية غرب المدينة، التي يلاحق فيها الشاب عمر أبو ليلى، بزعم تنفيذه عملية "أرائيل".
المحافظة لا تنام منذ مقتل وجرح جنود الاحتلال ومستوطنيه، على عدة مفارق قريبة من مستوطنة "أرائيل" المقامة على اراضي محتلة قرب سلفيت، فطيران الاحتلال يجوب سماء المحافظة على مدار الساعة وعلى الأرض ينتشر مئات الجنود مدعمين بكلاب الأثر، وضباط المخابرات والوحدات الخاصة، في محاولة للوصول لطرف خيط يقودهم إلى شاب اسمه "عمر" وعمره (19 عاماً).
حواجز عسكرية على مداخل معظم قرى سلفيت، تمنع الأهالي من التنقل بين مناطق سكناهم ومدينتهم، وكافة مدن الضفة، استجواب على نقاط التفتيش، مداهمة عشرات البيوت وبالأخص في الزاوية، التنكيل بالمواطنين حتى وهم على عتبات بيوتهم كما حدث في كفر الديك، قرى تحولت إلى ثكنة عسكرية كما يجري في بروقين.
قريباً من انتهاكات جيش الاحتلال، يواصل المستوطنون عربدتهم على الشوارع الرئيسية الرابطة بين قرى المحافظة، فمدخل كفل حارس لا يخلو من مستوطنين متطرفين يقومون بمهاجمة مركبات المواطنين.
زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لمكان العملية واصدار قرار بهدم منزل المنفذ، وبناء 840 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "ارائيل"، رداً على ما حدث.
رئيس بلدية الزاوية، نعيم شقير، قال لـلوكالة الرسمية منذ بداية اللحظات الاولى من وقوع العملية، الاحتلال الاسرائيلي داهم البلدة أكثر من مرة واغلق مداخلها، واحتجز عدد من المواطنين لساعات طويلة، بينما اعتقل الشقيقين خضر وأحمد محمود شقير، وداهموا منزلهما مرة ثانية في ساعات الليل للتفتيش.
وأضاف: الوضع في البلدة متوتر جداً تحسباً لحدوث أي طارئ، لأن الاحتلال يدعي أن منفذ العملية من البلدة، المدارس بالأمس تعطلت والموظفين في القطاع العام حتى هذا الوقت لم يستطيعوا الوصول الى عملهم جراء الاغلاقات.
وحول صحة هوية منفذ العملية، قال شقير: حتى هذه اللحظة الحديث يدور حول هوية المنفذ من الجانب الاسرائيلي فقط.
من جهته، قال رئيس بلدية بروقين بشير سلمان: ان قوات الاحتلال تغلق مداخل القريى المؤدية الى سلفيت وقراوة بتي زيد وكفر الديك، حيث لا يسمح الاحتلال بالدخول او الخروج الى القرية، وفي حال تم السماح للمواطنين الخروج من البلدة يكون الدخول ممنوع، والتنقل بين القرى خطير للغاية، حيث ينتشر الجنود بكثافة بالقرب من المنطقة الأثرية "خربة قرقش"، ومنطقة القعدة جنوب البلدة، وهناك تفتيش مكثف لمنازل المواطنين حيث تم تفتيش غالبيتها أكثر من مرة.