أكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، في مقال للكاتب إيال زيسر، أن التقديرات تشير لفشل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم " صفقة القرن ".
وقال زيسر أستاذ دراسات الشرق في جامعة "تل أبيب" في مقاله الذي حمل عنوان: "ستلد فأرا: صفقة قرن ماض"، إن عدم قبول السلطة الفلسطينية بصفقة القرن التي "ستنتهي بلا شيء"، مشددا على ضرورة أن تستغل إسرائيل تلك الفرصة للتقدم بعلاقتها مع العالم العربي.
وأوضح، أن "الواقع في الشرق الأوسط مركب ومعقد بشكل كبير وأن الانفعال يتعاظم في منطقتنا قبيل نشر صفقة القرن؛ وكأن بوسع الخطة الأمريكية أن تجلب حلا لنزاع يعود لأكثر من مئة عام".
ونوه إلى أن "التاريخ يفيد بأن اقتراحات الحل الوسط لحل النزاع والتي سبق أن طرحها وسطاء أجانب لم تنجح، كما أن محاولات الأسرة الدولية فرض تسوية فشلت؛ بدء من مشروع التقسيم للأمم المتحدة في تشرين الثاني 1947، والذي لم يكن سوى محاولة فاشلة لفرض حل على الطرفين".
وفي المقابل، قال إن "خطوة بادر إليها وقادها طرفا النزاع وحدها نجحت في إحداث اختراق واتفاق سلام؛ واتفاق السلام بين إسرائيل وكل من مصر والأردن"، وبحسب زيسر فإن "الفرضية الأساس في الاقتراح الأمريكي؛ أنه يمكن فرض صفقة على الفلسطينيين تكون بعيدة عن تلبية توقعاتهم ومطالبهم".
وأكد أن "هذه الفرضية مغلوطة ولن تنجح في اختبار الواقع، والحقيقة أن الدول العربية ستفعل كل ما في وسعها لتحقيق اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لأنها ترى في الاتفاق مصلحة حيوية (بالنسبة لتلك الدول)"، منوها إلى أن "حكام العرب سيمارسون ضغطا شديدا على الفلسطينيين، ولكنهم لن يتجرأوا على أن يوافقوا على التنازل عنهم وباسمهم، لأنهم لا يريدون أن يسجل التاريخ هذه التنازلات على أسمائهم".
وأضاف: "لهذا السبب، فإن الكلمة الاخيرة ستكون دوما في يد الجانب الفلسطيني، وهؤلاء غير قادرين وغير راغبين في اتخاذ قرار تاريخي يؤدي إلى إنهاء النزاع".
وأعتبر أن الأمر الأول يتعلق بأن "فرضية القيادة الفلسطينية كانت ولا تزال بأن الزمن يلعب في صالحها، وأنها إذا رفضت اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستتلقى اقتراحا أفضل؛ سواء ممن سيأتي بعد ترامب أو من الاسرة الدولية؛ روسيا أو الاتحاد الأوروبي، الذين لا يترددون في ان يقولوا للفلسطينيين علنا بان عليهم أن يرفضوا اقتراحات ترامب".
وأما الأمر الثاني، هو أنه "في المعسكر الفلسطيني لا تبدو بشكل ملموس ضائقة أو يأس يدفعان القيادة نحو الاتفاق"، زاعما أنه "لا توجد بيد أمريكا ولا بأيدي حكام العرب أوراق مساومة تمكنهم من الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود ورفاقه الذين يفضلون سلطة متعذرة في رام الله على دولة ناقصة بعيدة عن الحد الأدنى من مطالبهم" وفق قوله
ورأى الخبير الإسرائيلي، أن الأمر "المشوق في أوساط الجيل الفلسطيني الشاب، أنه لا توجد أي حماس ة لرؤية دولة فلسطين ناقصة".
وفي ذات الوقت، فإن "ضعف القيادة الفلسطينية والانقسام في صفوفها، لا يسمحان باتخاذ قرارات شجاعة أو الموافقة على تقديم تنازلات"، ووفقا لزيسر رجح أن "تنضم صفقة القرن الأمريكية إلى خطط واقتراحات سابقة انتهت بلا شيء"، بحسب ما نقله موقع عربي 21.
في حين نبه أنه "من المحظور على إسرائيل أن تتخذ صورة من أعاد ترامب بخفي حنين، وعليها أن تحاول استغلال الزخم الذي يمكن للخطة الأمريكية أن تحققه للتقدم في علاقاتها مع العالم العربي"، منوها أنه "مهما يكن من أمر، فإن السلام المنشود سيتعين عليه أن ينتظر".