تواصلت المطالبات الدولية بوقف التوتر بين باكستان والهند، كما أبدى البلدان استعدادا للتهدئة، حيث دعت باكستان جارتها للحوار، وتعهدت الهند بضبط النفس.
وحذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من أن تخرج الأمور مع الهند عن السيطرة بسبب سوء الحسابات، وقال إنه يتعين على البلدين التعاون والحوار من أجل حل الخلاف بينهما.
ودعا السفير الباكستاني لدى واشنطن إدارة الرئيس دونالد ترامب للقيام بدور أكبر لتخفيف التوتر بين الهند وباكستان.
في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج إن بلادها ستواصل التصرف بمسؤولية وضبط للنفس.
وقال مراسل الجزيرة إن السلطات الهندية حاولت التخفيف من التوتر بالقول إن الضربات التي نفذتها كانت تستهدف جماعة "جيش محمد"، وليس باكستان.
مواقف دولية
وعلى الصعيد الدولي، طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -في بيان- باكستان بالتحرك ضد ما وصفها بالجماعات الإرهابية على أراضيها، وقال إنه تحدث مع وزيري خارجية الهند وباكستان، وأعرب لهما عن تشجيع واشنطن لبلديهما على ضرورة ضبط النفس، وإيلاء أهمية للاتصالات المباشرة وتجنب مزيد من الأنشطة العسكرية.
وأفاد بيان لوزارة الدفاع الأميركية بأن باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع يجري اتصالات بهدف خفض التصعيد، وأنه يتواصل مع بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون ورئيس هيئة الأركان الجنرال جوزيف دانفورد وقائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل.
من جانب آخر، أعرب مدير القسم الآسيوي الثاني في وزارة الخارجية الروسية ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف عن قلق موسكو الشديد من تبادل الضربات الجوية بين الهند وباكستان، كما أعرب عن أمله أن يهدأ التوتر بأسرع وقت ممكن.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إن ما يحدث بين نيودلهي وإسلام آباد قد يؤدي إلى عواقب خطيرة وجادة للبلدين والمنطقة، وطالبتهما -في بيان- بالالتزام بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب أي تصعيد آخر.
كما شددت على ضرورة استئناف الطرفين الاتصالات الدبلوماسية بينهما، واتخاذ "تدابير عاجلة"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي سيظل على اتصال مع كلا البلدين وسيراقب التطورات عن كثب.
بدورها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي خلال جلسة في مجلس العموم إن بلادها "قلقة للغاية" بسبب تصاعد حدة التوتر بين الهند وباكستان، ودعت الجارتين إلى ضبط النفس، كما أكدت أن مسؤولين بريطانيين على اتصال بكلا الجانبين ويدعون إلى الحوار والحلول الدبلوماسية من أجل الاستقرار الإقليمي.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريح صحفي "آمل ألا يتصاعد التوتر، داعيا باكستان للحزم في "مكافحة الإرهاب". في حين أصدرت الخارجية الألمانية بيانا يعرب عن القلق من التوتر، ويحذر من تعرض السلام والاستقرار للخطر.
وعلى صعيد متصل، عبرت الخارجية الفرنسية في بيان عن قلقها بشأن تدهور الوضع، ودعت باكستان والهند إلى تخفيف حدة التوتر.
كما دعت قطر البلدين إلى ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة، وقالت في بيان صادر عن وزارة الخارجية إنها تراقب تطورات الأحداث بكثير من القلق، وإنها "تتمنى على حكومتي البلدين أن تنهضا بالمسؤولية التي تقوم على عاتقهما كقوتين كبيرتين بما يحفظ الأمن والسلم الإقليمي والدولي ومصلحة الشعبين".
كما أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اتصالا هاتفيا مع نظيريه الباكستاني شاه محمود قريشي والهندية سوشما سواراج، وأعرب عن أسفه للتوتر، مؤكدا استعداد بلاده للتدخل من أجل حل الخلافات بین البلدين بطرق سلمية.
وفرّ آلاف من قراهم في قسمي كشمير اللذين تسيطر على كل منهما الهند وباكستان، في حين يعمل آخرون على ترميم ملاجئهم التي لم تستخدم منذ أمد بعيد، حيث يُسمع دوي إطلاق النار منذ الثلاثاء على جانبي خط المراقبة الفاصل بين القسمين الباكستاني والهندي من كشمير.
وتصاعدت التوترات بين نيودلهي وإسلام آباد منتصف الشهر الجاري عندما استهدف مسلحون دورية هندية في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، وأسفر عن مقتل 44 جنديا هنديا، وإصابة عشرين آخرين.
ثم شنت الهند غارة جوية على ما قالت إنه معسكر إرهابي في الشطر الذي تسيطر عليه باكستان من الإقليم، لترد باكستان صباح الأربعاء بإسقاط مقاتلتين هنديتين وأسر طيارين.
وبدورها، أكدت الهند خسارة إحدى مقاتلاتها وإسقاط مقاتلة باكستانية.