رام الله الإخباري
كتب الدكتورة رونيت مارزان يدرس المحاضرة في كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا في موقع israeldefense تحليلاً سياسياً عن أهداف السياسية القطرية والتركية في المنطقة وجاء في تحليلها
في الوقت الذي تسخر فيه “إسرائيل” جهودها لمواجهة الخطر الإيراني على الحدود الشمالية، وتسمح للمبعوث القطري محمد العمادي التحرك بحرية بين غزة ورام الله والقدس، تعمل كل من قطر وتركيا لتحقيق مصالحهم الخاصة.
تهدف قطر وتركيا للحلول محل السعودية ومصر في العالم العربي بشكل عام، وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص، قطر تعمل كوسيط في الصراع الداخلي
الفلسطيني، وفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتركيا كمدافعة عن الأماكن المقدسة في القدس، وفي مكة قد تكون في يوم من الأيام.
وتابعت الدكتورة مارزان في تحليها، ومن أجل أن تحقيق أهدافهما دون إثارة الشعوب العربية والشعب الفلسطيني والشعوب الغربية، أدركت الدولتان أن عليهما الابتعاد عن الإسلام المتطرف
وعن الخطاب الطائفي والخطاب البطريركي القمعي، وفي المقابل تبني خطاب حقوق الانسان، خطاب التضامن بين المسلمين والمسيحيين، وخطاب داعم لحقوق المرأة، كما أدركت كل من قطر وتركيا أن الحوار الإنساني هو الذي يعبر الثقافات والأديان.
وعن أساليب عمل قطر كتبت، قطر قامت بتوفير العديد من الأدوات لتجد لنفسها موقع في العالمين العربي والإسلامي وعلى المستوى الدولي، أولها قوة إعلامية كبيرة عبر الفضائيات ومواقع الانترنت،
وأصول وطنية عربية مسيحية من خلال عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة، وأصل ديني إسلامي من خلال يوسف القرضلوي، وأصل فلسطيني من خلال خالد مشعل، قائد حركة حماس في الخارج، وأصل سياسي اقليمي هو تركيا.
من خلال الأمبرطورية الإعلامية الجزيزة وغيرها من الفضائيات تحاول قطر تعريض الشعوب العربية، والشعب الفلسطيني لما اسمته الدكتورة مارزان “الوعي الكاذب والمهين” الذي يبيعه لهم حكامهم، ودفعهم للثورة ضدهم.
ومن خلال معاهد البحوث السياسية والإعلامية والنشاطات التي يشرف عليها عزمي بشارة، تعمل قطر على خلق جيل من المثقفين الثوريين بدلاً من المثقفين المحافظين، أو الإصلاحيين الذين ينتقدون فقط الواقع القمعي، جيل قد يتمكن من تغيير الأنظمة الحالية، ويخلص نفسه من الاعتماد على المال السعودي والغربي، وبواسطة اشليخ يوسف القرضاوي تحمي قطر نفسها من الإرهاب الإسلامي المتطرف، وتحصل على شرعية انفتاحها على العالم الغربي، ولتواجد القوات الأمريكية على أراضيها.
أما من خلال المساعدات التي تقدمها لحركة حماس فهي تخلق لنفسها موظىء قدم لتكون وسيط في من أجل تحقيق المصالحة بين حركة حماس وفتح، ووسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وتدفع بحركة حماس للابتعاد عن المقاومة الشيعية (ايران ) وارتباطها بالحلف السني، وأن تكون لطيفه مع “إسرائيل والغرب” (خطاب أخلاقي لحقوق الإنسان بدلا من الخطاب المعادي للسامية) حسب الكاتبة الإسرائيلية.
وعن المساعدات القطرية لتركيا كتبت، من خلال المساعدات المالية للحليف التركي ، تطمح عائلة آل ثاني البدوية إلى الحصول على شيء من هيبة التراث التاريخي الإسلامي لتركيا، وتعمل تركيا وقطر سوياً على زيادة وتعزيز مكانة القدس في الثقافة التركية، خاصة منذ اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة ل “إسرائيل”، ومن خلال حملات إعلامية واسعة.
وختمت الدكتورة رانيت مارزن بالقول، المسيجيون، وسكان القدس الشرقية هم أدوات في لعبة الشطرنج القطرية والتركية ، الطرفان يحاولان اللعب على كل الأطراف، والحصول على شرعية إقليمية من الغرب المسيحي، والعرب والفلسطينيين، ومن الجهة الأخرى، تحاولان تصوير الأنظمة العربية بأنها أنظمة خائنة، وتحرض الشعوب ضدها لتمكين الإخوان المسلمين، بالإضافة لتحريض الفلسطينيين على “إسرائيل”.
كما أدركت كل من تركيا وقطر إنه في عهد ثورة المعلومات والعولمة والرأسمالية ليس من السهل التأثير على الوعي بين الشعوب العربية والإسلامية، بل بات من الضروري الجمع بين الأموال العربية، وتاريخ التراث العربي الإسلامي.
وعن الجمود في عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين كتبت، استمرار حالة الجمود بين الإسرائيليين والفلسطينيين يلعب لصالح هاتين الدولتين التخريبتين (حسب وصف الكانب الإسرائيلي)، ويشجعهن على دفع الفلسطينيين لعنف بدلاً من المفاوضات.
مدار نيوز