رام الله الإخباري
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن رفض الغطرسة الإسرائيلية لا يعني معاداة السامية.
جاء ذلك في كلمة افتتاحية لفعاليات المؤتمر الثاني لرابطة "برلمانيون لأجل القدس"، في إسطنبول، الذي يستمر يومين ويشارك فيه نحو 600 برلماني من 74 دولة.
وأعرب أردوغان، عن شكره الجزيل باسم تركيا وشعبها إلى "الأبطال الذين يناضلون من أجل القدس وكرامة الإنسانية، ويدافعون عن عزة الأمة المحمدية أمام المحتلين".
وأضاف: "نحب هذه المدينة المقدسة التي عرج منها رسول الله (محمد صلى الله عليه وسلم)، كما نحب إسطنبول والقاهرة وبغداد ومكة والمدينة، ولهذا نقول أن القدس خط أحمر لنا".
وتابع: "تحتل مكة نصف قلوبنا والمدينة المنورة النصف الآخر؛ أما القدس فتحيط بهما جميعًا".
وشدد أردوغان، أن القدس ليست فقط قضية عدد محدود من المسلمين في فلسطين؛ وإنما قضية عالمية مشتركة.
وتمنى أن "تكلل جهود الإخوة الفلسطينيين بالنتائج المرجوة؛ فعليهم أولًا وضع حد للخلافات بينهم".
ولفت الرئيس التركي، إلى أن إسرائيل حاولت بدون جدوى محو آثار الوجود الإسلامي في القدس، على مدار الأعوام الخمسين الماضية.
وأضاف أن استهداف أطفال غزة بالقنابل جريمة ضد الإنسانية؛ تمامًا مثل جريمة الهولوكوست (المحرقة النازية بحق اليهود).
وتابع أن بعض الدول الأوربية إلى جانب الإدارة الأمريكية لا ترفع صوتها حيال سياسات الاحتلال الإسرائيلي، خجلا أمام ممارسات ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية (1939- 1945).
وقال أردوغان، "من وجهة نظرنا، فإنه أيا كان الفاعل، فإن ما حدث في كلا الحالتين هو مذبحة ووحشية وظلم، وكما أننا لا نفرق بين المظلومين فإننا أيضا لا نفرق بين الظالمين".
وأشار إلى أن "أهم سبب لمواصلة إسرائيل أنشطتها الاحتلالية بلا هوادة، هو الدعم الذي تستمده من بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي".
واستطرد "لهذا نقول إن العالم أكبر من 5، إذ لا يمكن أن تكون هناك عدالة في عالم محصور بين شفتي دولة واحدة من الأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن، لذا تحتاج الأمم المتحدة للإصلاح".
وتابع "لو ظننتم (إسرائيل ومؤيدوها) أن بإمكانكم تدمير المكانة الروحية للقدس بنقل عدة سفارات وقنصليات إليها فإنكم تخدعون أنفسكم".
ووصف أردوغان، ما تقوم به إسرائيل من من اغتصاب لأراضي المسلمين ومنازلهم ومحالهم التجارية وأماكن عبادتهم بـ "الإبادة الثقافية".
وأضاف "لدى مقارنة خريطة فلسطين لعام 1967، وخريطتها لعام 2018، يتضح للعيان أن ما يحدث هو إبادة ثقافية".
واعتبر أردوغان، أن من أسباب ما تقوم به إسرائيل في القدس على وجه التحديد هو التشرذم الذي يعاني منه العالم الإسلامي.
وقال "هدفنا هو تأسيس سلام واستقرار دائم في فلسطين، والسبيل لذلك هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس على حدود 1967".
وأكد أن تركيا ستستمر في دعم القضية الفلسطينية، وخاصة مع الإمكانات التي يوفرها لها توليها الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأعرب أردوغان، عن أمله في أن تمثل المناقشات التي ستتم خلال المؤتمر، وسيلة لإنقاذ القدس.
وأضاف: "مع تزايد الصراع في الشرق الأوسط تزداد مبيعات الأسلحة لدى الدول الغربية، وكلما انشغل المسلمون ببعضهم يتعمق الاحتلال في فلسطين والاضطهاد في أراكان والجوع في الصومال".
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي تبنّى، الأسبوع الماضي، تعريفًا لمعاداة السامية يستثني منها مناهضة الصهيونية وإسرائيل، في قرار شكل خيبة أمل للأخيرة، وفق إعلام عبري.
الاناضول