رام الله الإخباري
قال رون بن يشاي، الخبير العسكري الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "عملية درع الشمال ضد أنفاق حزب الله قد تشكل مرحلة ضمن طريق طويلة للتعامل مع التهديد الأكبر أمام إسرائيل
وسيكون أمام الحزب المزيد من الوقت لاتخاذ قرار بشأن الرد من عدمه على كشف أنفاقه، لأن اختراقها للحدود الإسرائيلية قد تدفع لعملية دبلوماسية، وربما عسكرية، أمام الخطر الأكبر وهو الصواريخ الدقيقة".
وأضاف في مقال تحليلي أن "هناك أربعة أسباب قد تحول دون قيام حزب الله بالرد على إسرائيل، أولها أن التقدير السائد فيها أن الوضع قد لا يصل لمستوى التصعيد في الشمال، على اعتبار أن الجيش بصدد كشف وتدمير الأنفاق، ما يحرم الحكومة اللبنانية وحزب الله من الادعاء بأن إسرائيل لا تعمل من داخل الأراضي اللبنانية".
وأشار إلى أن "السبب الثاني يكمن في أن الحزب يجد نفسه وسط مفاجأة، لأن حفر الأنفاق داخل إسرائيل تم بهدوء
وفي عمق جعله يفكر أنها لن تستطيع تشخيص الجهد التحت-أرضي الذي يقوم به، ولذلك سيستغرق الأمر منه عدة أيام لإجراء تقدير موقف، ومن ثم اتخاذ قرار بشأن العمل أم لا".
وذكر أن "السبب الثالث لعدم توقع الحرب أن كشف الأنفاق داخل الحدود الإسرائيلية يحرج كثيرا الحكومة اللبنانية وحزب الله، وشركاءهما الإيرانيين في الساحة الدولية، فالحزب لن يبدو مسارعا للرد على العملية الإسرائيلية؛ لأنها قد تجر الوضع لعملية دولية برئاسة الولايات المتحدة وفرنسا من خلال إدانة لبنان، وربما فرض عقوبات عليه".
وختم بالقول إن "السبب الرابع، ولعله الأهم، أن الحزب إن حاول التشويش على عملية درع الشمال الإسرائيلية من خلال إطلاق عيارات نارية أو قذائف باتجاه إسرائيل، فإن الأخيرة قد تذهب لتوسيع رقعة عمليتها لكل الأراضي اللبنانية؛ من أجل المس بالقدرات الإيرانية لإقامة مصانع لإنتاج الصواريخ الدقيقة، والحزب والإيرانيون يخشون من هذا الوضع".
عاموس هارئيل، الخبير العسكري في هآرتس، قال إن "السؤال المقلق الآن في إسرائيل هو كيفية رد إيران على عمليتها في الشمال، وهل تبحث عن طرق لجباية ثمن من إسرائيل ربما في حدود أخرى
لأن مشروع الأنفاق للحزب ثمين وغالي وسري وذو أهمية قصوى، ويعدّ حرجا جدا للحزب وإيران على حد سواء، وربما استفاد الجانبان من قدرات حماس وخبراتها في هذا المجال خلال العقد الأخير في غزة".
وأضاف في تقرير له أن "السؤال الذي لا يقل أهمية عن الرد العسكري للحزب من عدمه، يتعلق بالمسار السياسي، فقد تحدث نتنياهو في خطابه الأخير أن إسرائيل أمامها جملة تحديات أمنية، بل وطلب من الجمهور الإسرائيلي إبداء قدر أكبر من التضحية، وها هي عملية درع الشمال تكشف عن واحد من تلك التحديات التي قصدها نتنياهو، ما يتطلب عملا مكثفا ملاصقا له".
وختم بالقول إن "الأنفاق ليست هي التهديد الأكثر حرجا وخطورة التي توجد على الأجندة اليومية لإسرائيل، فهي تحذر من تبعات المشروع الإيراني لإقامة مصانع أسلحة متطورة لدى حزب الله في لبنان
بعد أن حدث تطوران هامان من قبل روسيا صاحبة القرار في سوريا: أولهما إغلاق الأجواء الجوية أمام سلاح الطيران الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى الطلب من إيران تقليص إرسال المزيد من شحنات الأسلحة لحزب الله".
عربي 21