قالت وكالة رويترز إن سعود القحطاني -الذي يوصف بالساعد الأيمن لولي العهد السعودي- أشرف بنفسه على عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول خلال اتصال عبر سكايب، كما أشرف سابقا على احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بالإضافة إلى اعتقال الأمراء السعوديين في فندق ريتز كارلتون.
ونقلا عن مصادر استخباراتية، أفادت رويترز بأن القحطاني اتصل بالفريق السعودي الذي كان داخل القنصلية، ووجّه شتائم وإهانات لخاشقجي، لكن الأخير رد عليها، قبل أن يأمر القحطاني فريقه بالتخلص من الصحفي السعودي وجلب رأسه، قائلا "أحضروا لي رأس الكلب".
وكشفت الوكالة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمتلك تسجيلا لهذه المحادثة التي جرت عبر سكايب، وأنه يرفض تسليمه للجانب الأميركي.وأشارت رويترز إلى أن القحطاني أجرى الاتصال عن طريق هاتف ضابط الاستخبارات السعودي ماهر مطرب الذي كان ضمن الفريق داخل القنصلية.
مكالمات هاتفية
لكن رويترز -نقلا عن مصادرها- لم تؤكد إذا كان القحطاني شاهد جميع الإجراءات التي جرت مع خاشقجي في العملية.وأقيل القحطاني من منصب مستشار بالديوان الملكي السعودي برتبة وزير بالتزامن مع اعتراف الرياض الرسمي بمقتل خاشقجي ليل الجمعة الماضي.
وقال ثلاثة أصدقاء للصحفي السعودي إنه تلقى بعد شهور من انتقاله للعاصمة الأميركية واشنطن مكالمات عدة من القحطاني تدعوه إلى العودة للسعودية.وسعى القحطاني لأن يطمئن خاشقجي بأنه سيحظى بمعاملة جيدة، وعرض عليه منصبا رفيعا.
وخلال المكالمات التي دارت بين الطرفين، نقل أصدقاء خاشقجي عنه أن المستشار بالديوان الملكي كان حينها "محترما ومهذبا"، لكن الصحفي السعودي لم يثق في كلامه، وقال أحد أصدقاء خاشقجي لرويترز "أخبرني جمال أنه يعتقد بأنه سيرمى به في السجن في حال عودته إلى السعودية".
ضرب الحريري
وفي حادث آخر، أفادت الوكالة بأن القحطاني -الذي غرد سابقا بأنه لا يتصرف من تلقاء نفسه، بل امتثالا لأوامر سيديه الملك وولي عهده- أشرف على احتجاز رئيس الوزراء اللبناني في السعودية.
وبحسب رويترز، استقبل القحطاني رئيس الوزراء اللبناني في غرفة، وأمر فريقه بضربه، ووجّه إليه شتائم، قبل أن يجبره على تقديم الاستقالة من الرياض، في بيان ألقاه الحريري.
ووفق أحد المصادر، فقد قال القحطاني للحريري "ليس لديك أي خيار إلا الاستقالة وقراءة البيان". في حين أكد مصدر آخر أن تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو الذي مكّن من إطلاق سراح رئيس الوزراء اللبناني المحتجز حينها بالرياض.
وفي ما يتعلق باعتقال الأمراء ورجال الأعمال السعوديين في فندق ريتز كارلتون بالرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قالت الوكالة -نقلا عن مصادرها- إن القحطاني -الذي يوصف بأنه قائد الذباب الإلكتروني- هو من أشرف على التحقيق معهم.