قال الأكاديمي والمتخصص في الشأن الإسرائيلي الدكتور محمد علي، إن إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للجانب الروسي بإصرار بلاده على مواصلة غاراتها الجوية في سوريا، لا يدخل في نطاق التحدي، وإنما يأتي في سياق محاولة التنسيق المشترك.
وأشار علي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء 10 أكتوبر/ تشرين الأول، إلى أن إسرائيل تدرك جيدا أن هناك خطورة شديدة على طائراتها الحربية جراء وجود منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة "إس 300" بيد السوريين، ولكن ما يجري هو محاولة لتحييد الجانب الروسي في الخلاف، ويأتي بالتوازي مع ضغوط إسرائيلية على الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: "رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الروس أنه سيواصل غاراته ضد إيران وحلفائها ممن يهددون إسرائيل، وهو هنا يقصد حزب الله اللبناني، ولذلك فهو يقول بوضوح إن خلافه ليس مع روسيا، وبالتأكيد يؤكد للروس أن خطأ إسقاط الطائرة الروسية لن يتكرر، خاصة أن روسيا توجه لإسرائيل إصبع الاتهام المباشر".
وأوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي أن هناك مؤشرات تدل على أن إسرائيل تضغط بقوة على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل منحها أي منظومات تسليحية وقائية تضمن سلامة وأمان الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال غاراتها في سوريا، خوفا من القدرات المتطورة والخطيرة للمنظومة الدفاعية الجوية "إس 300" التي يملكها الجيش السوري.
وتابع: "أغلب الظن أن أمريكا سوف تستجيب، وأعطت نتنياهو مؤشرات على هذه الاستجابة، وإلا ما كان الرجل ليقف في مؤتمر صحفي ويعلن مواصلة الغارات، التي نستطيع التأكيد أنها توقفت تماما ضد سوريا، منذ حادث سقوط الطائرة الروسية "إيل 20"، التي تخفت خلفها الطائرات الحربية الإسرائيلية وتسبب في توجيه الدفاعات الجوية السورية إليها".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أنه أبلغ نائب رئيس الوزراء الروسي، ماكسيم أكيموف، خلال اجتماع في بلاده، أمس الثلاثاء، بأن إسرائيل ستواصل ضرب الأهداف المعادية في سوريا وبحسب وكالة "فرانس برس"، تأتي تصريحات نتنياهو رغم قرار موسكو تسليح دمشق بمنظومة صواريخ "إس-300" المتطورة للدفاع الجوي.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي إنّه أبلغ أكيموف بأن إسرائيل ستواصل تصدّيها لما وصفه بـ"محاولات إيران الرامية لترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطوّرة إلى حزب الله اللبناني"، مضيفا أنه رغم تسليم موسكو منظومة إس-300 للجيش السوري، فإن إسرائيل، انطلاقا من مبدأ الدفاع عن النفس، ملتزمة مواصلة "نشاطها المشروع في سوريا ضد إيران، وأتباعها الذين يعلنون نيتهم بتدمير إسرائيل".
ويعد هذا أول لقاء يتم الإعلان عنه بين نتنياهو ومسؤول روسي بارز، منذ سقوط طائرة عسكرية روسية أثناء تصدي الدفاع الجوي السوري لغارة جوية إسرائيلية على اللاذقية شمال غربي سوريا، 17 سبتمبر/ أيلول، في حادث زاد من التوترات بين إسرائيل وروسيا.
وقتل 15 روسيا في الحادث الذي ألقت موسكو مسؤوليته على إسرائيل، متهمة طياريها باستغلال الطائرة الروسية كغطاء. وردا على حادث الطائرة أعلنت موسكو عن تدابير جديدة لحماية جيشها في سوريا، من بينها تزويد دمشق بنظام "إس-300".