هنية :يجب إنهاء حصار غزة ولن نقبل بأنصاف الحلول

هنية والحصار الاسرائيلي على غزة

رام الله الإخباري

قال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مسيرات العودة، ستستمر حتى تحقيق أهدافها، وعلى رأسها إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة. 

وأضاف خلال كلمة ألقاها في افتتاحية مؤتمر علمي بمدينة غزة، بعنوان "حماس في عامها الثلاثين..الواقع والمأمول"، (تنظمه حماس):" مسيرات العودة وكسر الحصار مثلت حبل النجاة للقضية الفلسطينية، وستبقى مستمرة حتى تحقق أهدافها، وخاصة إنهاء الحصار عن غزة، ولن نرضى بأنصاف الحلول ولا أرباع الحلول". 

وانطلقت مسيرات العودة، نهاية مارس/آذار الماضي، حيث يتجمهر الآلاف من المتظاهرين المدنيين قرب السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. 

وتقمع إسرائيل هذه المظاهرات بقسوة، وهو ما أسفر عن استشهاد العشرات وجرح الآلاف. وشدد هنية على ضرورة "رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة للعام 12 على التوالي". وقال:" نحن سنتخذ القرار الذي يحقق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وينهي الحصار، وأي تحركات لإنهائه يجب أن تكون بدون ثمن سياسي". 

ولفت هنية إلى أن الربط بين مساري "المصالحة والتهدئة متعثّر بسبب الشروط التي تفرضها حركة فتح وقيادة السلطة وعلى رأسها قضية تمكين الحكومة بغزة". وأضاف قائلاً:" بما أن ملف المصالحة متعثّر، سنسير ملف انهاء الحصار ضمن ضوابط وقاعدة صلبة وضمن الإطار الوطني". 

ودعا هنية، إلى بناء "وحدة وطنية حقيقية قائمة على احترام مبدأ الشراكة واحترام الاتفاقيات الموقّعة وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني". وعارضت حركة فتح، مؤخرا، التوصل لاتفاق تهدئة بين الفصائل الفلسطينية بغزة، وإسرائيل، قبل التوصل لاتفاق المصالحة. 

وأجرت فصائل فلسطينية، منتصف أغسطس/ آب الماضي، مشاورات مع الجانب المصري في القاهرة بشأن مقترح للمصالحة بين "حماس" و"فتح"، ووقف إطلاق النار مع إسرائيل، وتنفيذ مشاريع إنسانية في غزة. 

وفي 12 أكتوبر/ تشرين أول 2017، وقعت "حماس" و"فتح" في القاهرة اتفاقًا للمصالحة يقضي بتمكين حكومة الوفاق من إدارة شؤون غزة كما الضفة الغربية، لكن تطبيقه تعثر وسط خلافات بين الحركتين بشأن بعض الملفات.‎ 

مخاطر تحدق بالقضية 

وقال هنية في خطابه، إن "محاولات محاصرة القضية الفلسطينية وانتزاعها من دوائرها وتحييد الأمة، شكّل خطراً كبيراً عليها ودفع العدو بالاستفراد بها وتنفيذ المخططات الهادفة لتصفيتها". 

وتابع خلال كلمته:" حماس اليوم تعيد الاعتبار للقضية ليس في ساحة الفعل والميدان والممارسة، إنما في ساحة الفكر أيضاً؛ فالحركة ليست ذات شأن فلسطيني فقط إنما عربي وإسلامي وإنساني". وحذّر هنية من "المخطط الأمريكي للسلام (صفقة القرن) التي تتعرض لها القضية الفلسطينية". وقال إن تلك الصفقة تستهدف "رموز القضية من القدس والمسجد الأقصى واللاجئين وحق العودة". 

و"صفقة القرن" تسمية متداولة إعلامياً لمساعي واشنطن لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بإرغام الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لصالح تل أبيب، وتتضارب الأنباء عن بنودها، التي يجرى الحديث عن اقتراب موعد الإعلان عنها. 

ورغم عدم إعلان واشنطن حتى الآن لخطتها، لكن تسريبات متواترة، (إسرائيلية وأمريكية وفلسطينية) أكدت أنها تتضمن انتقاصا خطيرا للحقوق الفلسطينية، وبخاصة فيما يتعلق بمدينة القدس، وملف اللاجئين، والاستيطان. وبحسب العديد من المصادر، فإن الخطة تقوم على منح الفلسطينيين حكما ذاتيا في الضفة الغربية، مع الاعتراف بشرعية الاستيطان الإسرائيلي فيها. 

كما تسعى الخطة لإنهاء حق العودة للفلسطينيين، وشطب قضية اللاجئين. وتدعو الخطة أيضا إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فقط، ومنح الفلسطينيين عاصمة في ضاحية "أبو ديس"، القريبة من المدينة. 

كما حذّر هنية من خطورة الوضع في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً:" الإقليم يتم تفكيكه وإعادة ترتيبه". وبيّن أن تلك التحالفات يتم إعادة بنائها "لدمج الكيان الصهيوني (إسرائيل) في إطارها، كي تكون هي الدولة المقرر في موضوع التحالفات". 

وأكد رئيس حماس، أن حركته ستستمر في "بناء منظومة القوة التي تحمي وتطوّر مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، في إشارة إلى القوة العسكرية التي تمتلكها كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة بقطاع غزة. وتابع:" نحن نتحرك في عالم لا يحترم إلا القويّ فالضعيف يُداس، ونحن نواجه عدو تتوافر لديه وسائل القوة المتعددة". 

 

 

الاناضول