قالت الجامعة العربية، اليوم السبت، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القاضي بوقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا "لا يخف رغبتها في إسقاط قضايا القدس واللاجئين من طاولة التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأمس أعلنت واشنطن قرارها وقف تقديم المزيد من المساهمات لـ"لأونروا"، مشيرةً أنها حذرت سابقًا من أنها "لن تتحمل القسم الكبير من هذا العبء بمفردها"، بعد مساهمتها الأخيرة، بأكثر من 60 مليون دولار، في يناير/كانون الثاني الماضي.
وحمّل أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، في بيان، "واشنطن المسؤولية عما سيلحقه هذا القرار من أضرار كبيرة بنحو 5 ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون على ما تقدمه الوكالة".
وأوضح أن "التبعات السلبية للقرار لن تقتصر على اللاجئين أنفسهم، وإنما ستمتد إلى الدول العربية المضيفة لهم، خاصة الأردن ولبنان مع استضافتهم لأعداد كبيرة (لم يحددها) من اللاجئين السوريين".
ووصف "أبوالغيط" القرار الأمريكي بأنه "يعقد من المشكلات في الشرق الأوسط ولا يساهم في استقرار المنطقة بأي حال".
وأفاد البيان أن "الأهداف وراء القرار الأمريكي واضحة، والإدارة الأمريكية لم تخف رغبتها في إسقاط قضايا القدس واللاجئين من طاولة التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في إبريل/نيسان عام 2014، بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والتنصل من حل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية.
وأضاف أن "هذا التوجه يمثل انصياعًا كاملًا ومؤسفًا لرؤية الاحتلال الإسرائيلي في فرض حل نهائي على الفلسطينيين لا تتوفر فيه أدنى مقومات العدالة".
وكشف البيان أن أبو الغيط "يعتزم خلال الفترة القادمة إجراء اتصالات مكثفة مع المفوض العام لوكالة الأونروا بيير كرينبول، لبحث سبل مواجهة الأزمة، خاصة مع بدء موسم الدراسة وانتظام نحو 300 ألف طفل فلسطيني من أبناء اللاجئين في مدارس الأونروا".
وأضاف أن "مجلس الجامعة سيعقد اجتماعه الدوري بعد أيام قليلة على المستوى الوزاري بمقر الأمانة العامة بالقاهرة".
ولفت إلى أن "أزمة الأونروا ستكون على رأس الموضوعات التي ستجري مناقشتها وسيلقي المفوض العام للوكالة بيانا بشأن أزمة الأونروا".
وتعاني الوكالة الأممية من أكبر أزمة مالية في تاريخها، بعد قرار أمريكي، قبل أشهر، بتقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018، إلى نحو 65 مليون دولار، مقارنة بـ365 مليونًا في 2017.