قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده تسعى لمنع الهجوم المحتمل على محافظة "إدلب" والذي سيشكّل حال تنفيذه كارثة بالنسبة إلى هذه المحافظة وسوريا كلها.
جاء ذلك في تصريح للصحفيين قبيل مشاركته في اجتماع غير رسمي لوزارء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يُعقد يومي 30 و31 أغسطس/ آب الجاري في العاصمة النمساوية فيينا.
وأضاف جاويش أوغلو: "هناك قلق بشأن هجوم محتمل على إدلب، ونحن نبذل جهودًا لوقف هذا الهجوم، وقد زرنا موسكو مع وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات كما تعلمون".
وبيّن أن وزير الخارجية الإيراني زار تركيا أيضًا، وهناك قمة ثلاثية في إيران على غرار قمة سوتشي بروسيا.وأردف: "نحن نتحدث كذلك مع بقية الأطراف المعنية، لأن مثل هذا الهجوم سيشكل كارثة بالنسبة إلى سوريا وإدلب".
وتابع: "يقطن إدلب حاليًا 3.5 ملايين مدني، وهناك مجموعة من المتطرفين، ونحن نعرفهم منذ البداية، وقد جرى إرسالهم على وجه الخصوص من حلب والمناطق الأخرى".
وشدّد على ضرورة التعاون من أجل تحييد هؤلاء وفصلهم عن الفصائل الأخرى (المعارضة المعتدلة)، وإن هذه الطريقة هي الأكثر فعالية وصحية، وعكس ذلك سيحدث مشاكل خطيرة على الصعيد الإنساني والأمني وبالنسبة إلى مستقبل سوريا والحل السياسي.
وحول الموقف الأمريكي من شراء تركيا أنظمة صواريخ "إس-400" الروسية، قال جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة تمارس مؤخرًا الضغوط على جميع حلفائها وفي جميع القضايا.
ولفت إلى أن طريقة تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع حلفائها وأصدقائها، أصبحت تزعج الجميع، وينبغي التحرك على مبدأ "إربح - إربح" في التجارة.
واستدرك: "نحن اشترينا صواريخ إس-400 وانتهى الأمر. ولا يكون هناك نقاش حول هذا الأمر بعد الآن لدينا حاجة ماسة واشترينا، وأبدينا عند الشراء المراعاة اللازمة من أجل عدم تشكيل هذه الصواريخ خطرًا على الناتو وحلفائنا".
وأضاف: "لو باعنا الحلفاء، لكنا اشتريناها منهم (الصواريخ)، ولكنهم سحبوا حتى البطاريات (الدفاع الجوي) كما تعلمون من حدودنا في الموعد المحدد، وبالتالي فإن تركيا مجبرة على حماية مجالها الجوي، ومهمتنا الأساسية هي حماية أنفسنا وشعبنا وأراضينا".
وفيما يخص العلاقات التركية الأوروبية، أشار جاويش أوغلو إلى أن تركيا جزء من أوروبا وترغب في تطبيع العلاقات مع الجميع، وهذا لا يتعلق ببعض التطورات الراهنة مع الولايات المتحدة".
وأوضح أن هناك بعض التطورات التي تؤثر على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليست لديه مشاكلة مع تركيا فحسب وإنما هو يعيش مشاكل مع كل دولة عضو في الاتحاد الأوروبي.