جثة تحضر الاجتماعات في بريطانيا منذ 180 عاماً

جثة تحضر اجتماعات منذ 180 عاماً

رام الله الإخباري

منذ 180 عاماُ تحضر جثة جيرمي بنثام، والذي يعتبر أحد الفلاسفة الإنجليز، ويصنف كمؤسس للعديد من النظريات الأخلاقية، ويتجه كثيرون لتلقيبه بالأب الروحي للنظرية النفعية المعاصرة، اجتماعات الجمعية الأخلاقية وذلك وفق ما نقلته قناة العربية..

و جاء ذلك  بناء على وصية ثانية تعود لسنة 1830 طلب بنثام بأن تمنح جثته عقب وفاته للطبيب توماس ساوثوود سميث من أجل تحنيطها لجعلها أيقونة ومصدر إلهام.

وأوضحت القناة، أن جيرمي بنثام امتهن المحاماة ليدون التاريخ اسمه ضمن قائمة أشهر المحامين في تاريخ البشرية، فضلاً عن أنه قدّم مقترحات جريئة لإدخال عدد من الإصلاحات على المجتمع الإنجليزي في سعي منه لدعم الطابع الإنساني حيث اقترح الأخير إجهاض العبودية وإلغاء عقوبة الإعدام والتعذيب وفصل الدين عن السياسة وسن قوانين جديدة تضمن حرية التعبير عن الرأي وتساوي بين الرجل والمرأة كما ناضل بنثام خلال مسيرته دفاعا عن فكرة حقوق الحيوان.

ودعا هذا الفيلسوف إلى وضع جثته المحنطة على كرسي متحرك، ونقلها لحضور اجتماعات الجمعيات الأخلاقية، فعلى حسب نظرياته النفعية آمن جيرمي بنثام بفكرة تحفيز جثته المحنطة للحاضرين.

وتوفي جيرمي سنة 1832  عن عمر يناهز 84 سنة، وعقب وفاته بثلاثة أيام خضعت جثته لعملية تشريح علنية، أجراها الطبيب الإنجليزي المخضرم توماس ساوثوود سميث.

وحسب وصيته، قاد الطبيب سميث عملية تحنيط الجثة حيث عمد إلى انتزاع جميع أعضاء الجسد تاركاً العظام والرأس فقط، ولتعويض ما تم استئصاله أقدم الطبيب الإنجليزي على ملء الجثة بالقش والضمادات قبل أن يكسوها بالثياب.

وفي الأثناء ومن أجل تحنيط الرأس اتجه توماس ساوثوود سميث إلى اعتماد طريقة تحنيط قديمة تعود أصولها لقبائل الماوري بنيوزيلندا، من خلال هذه الطريقة عمد الطبيب سميث إلى استخدام حمض الكبريت وإفراغ الرأس من السوائل.

لكن بدل حفظه بشكل أبدي تسببت عملية سميث في تخريب رأس جثة جيرمي بنثام، وجعلها قبيحة المنظر ولهذا السبب أقدم الطبيب لاحقاً على تعويض رأس الجثة برأس ثانٍ مصنوع من الشمع يحمل ملامح بنثام.

دنيا الوطن