أكدت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، أن خلافاً أُثير بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المصغرة، بسبب محاولة الأول تقديم التنازلات؛ لإقناع الجانب الفلسطيني ببدء التفاوض بشأن (صفقة القرن).
وذكرت الصحفية، أن نتنياهو يحاول تقديم تنازلات في المستوطنات غير القانونية في شمال وشرق القدس، ليقبلها الطرف الفلسطيني، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية المصغرة، في وقت جرت مناقشات كثيرة في هذا الإطار خلال العام الماضي، دون جدوى.
بدوره، أكد نداف هعتسني، المحلل السياسي للصحيفة، أن ثمة خلافات جوهرية داخل الحكومة الإسرائيلية حول إخلاء المستوطنات غير الشرعية أو غير القانونية في محيط مدينة القدس، ونتنياهو طلب من حكومته تقديم تقارير ربع سنوية حول الأمر نفسه، وتدخلت الإدارة الأمريكية في ذلك، بحسب ما جاء على موقع (رأي اليوم) الأردني.
رأى الكاتب الإسرائيلي أن (صفقة القرن) هي خطة تعزى لنتنياهو أكثر من دونالد ترامب نفسه، وتدور حول إقامة دولة فلسطينية ناقصة، عاصمتها جزء من مدينة القدس - لم يسم اسم المدينة المقترحةـ مع التنازل عن بعض المناطق في المدينة نفسها، لكن مع سيطرة إسرائيلية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وغور الأردن.
وأوضح الكاتب نفسه، أن نتنياهو يقول نعم لصفقة القرن، لإدراكه أن الفلسطينيين سيرفضون خطة ترامب للسلام، وهو مدعوم برأي اليمين في إسرائيل، فضلاً عن أنه يؤمن بوجود صديق حقيقي في البيت الأبيض، ممثل في ترامب، ويستغل بدوره رفض الفلسطينيين لصفقة القرن لتنفيذ ما يرنو إليه.
وفي السياق ذاته، كتبت القناة السابعة الإسرائيلية، مساء الجمعة، أن طاقم المفاوضات الأمريكي للسلام، بقيادة جاريد كوشنر، لم يتحدث مع الحكومة الإسرائيلية حول تقديم تنازلات لإنجاح وتمرير (صفقة القرن)، وأن الأمر يتعلق بكون الجانب الفلسطيني يرفض الحديث مع نظيره الأمريكي، لرفضه، في الأساس، خيار السلام الذي قدمه الرئيس دونالد ترامب.
ونقلت القناة على موقعها الإلكتروني عن لسان مصدر أمريكي بارز، أن الطرف الإسرائيلي يرغب الحديث عن سلام اقتصادي أعمق وأفضل من السلام السياسي، وأن ما يعرقل إتمام (صفقة القرن) هو رفض الفلسطينيين مجرد الجلوس مع الأمريكيين، رغم أن جولة صهر الرئيس، جاريد كوشنر، المكوكية في منطقة الشرق الأوسط، ناقشت الأمر نفسه مع الدول العربية، في مصر والسعودية والأردن وقطر وإسرائيل.
من جانبها، أكدت صحيفة (يسرائيل هيوم) أن صفقة القرن تحتاج إلى بعض التعديلات والإضافات، خاصة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي لقطاع غزة، وليس من الناحية السياسية فحسب، كما أن هناك بعض الدول العربية، رفضت خيار السلام الأمريكي، خاصة وأن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، قد أوضح خلال زيارته للولايات المتحدة، أنه لا يمكن إتمام الصفقة بدون موافقة الطرف الفلسطيني، وسيكون بمثابة "كارثة".