رام الله الإخباري
اتخذ الاتحاد الألماني لكرة القدم قرارات أولية للتعامل مع السقوط المفاجئ أمام المكسيك (1-0) في مباراة يوم أمس الأحد ضمن منافسات المجموعة السادسة لمنافسات مونديال كرة القدم روسيا 201، معلنا يوم الاثنين (18 يونيو/ حزيران) أن أبواب المعسكر الألماني ستبقى مقفلة في وجه المشجعين والصحفيين. حصة التدريبات ستقام دون جمهور، والمؤتمر الصحفي المبرمج سلفا تمّ إلغاؤه: لا بد من مراجعة الحسابات.
بالطبع الأمور لم تحسم بعد وأمام المنتخب الألماني فرصتين للتعويض، ومع ذلك سيكون من الغباء تجاهل أن بطاقة التأهل إلى الدور اللاحق باتت في خطر، وأن الفوز في المباراة القادمة أمام السويد السبت القادم من البديهيات، تماما مثل مباراة كوريا الجنوبية في ختام منافسات المجموعة السادسة من الدور الأول للبطولة.
لوف الذي دخل العرس الكروي بهدف الدفاع عن اللقب العالمي، بات الآن يركز على اجتياز الدور الأول أكثر من شيء آخر، حتى أنه وبعد هذا الدرس يقول إن هدفه الأول هو "الإنجاز الأصعب على الإطلاق والتاريخ أثبت ذلك"، وذلك لأن "المنتخبات تتطور وتتغير. لاعبون ينهون مسيرتهم وعليك ضم لاعبين مما يزيد من صعوبة الإنجاز"، يقول لوف.
"الصراع من أجل البقاء" إلى جانب الصدمة من المستوى "السيء" للماكينات، حسب توصيف لوف نفسه، فرضت حسابات جديدة على المانشافات. ولم يكن أكبر المنجمين ليتوقع أن ألمانيا التي قدمت أداء مثاليا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال روسيا (الفوز في عشر مباريات بمجموع 48 هدفا مقابل أربعة أهداف في مرماها)، أن تصبح ثالث منتخب حامل للقب يفشل في الفوز بمباراته الأولى في مواهيد المونديال الثلاث الأخيرة، بعد ايطاليا التي تعادلت مع الباراغواي (جنوب افريقيا 2010)، وإسبانيا التي خسرت أمام هولندا (1-5) في البرازيل 2014.
في المقابل، كشف مدرب المكسيك خوان كارلوس أوسوريو أن خطته لموقعة ألمانيا كانت جاهزة منذ ستة أشهر. وقد اعتمدت بالأساس على الضغط بإيقاع سريع عبر الأجنحة خاصة في الشوط الأول، أما أثناء الشوط الثاني فتراجعت المكسيك إلى الدفاع مع العمل على تعطيل وبنجاح عمل الماكينات. ولم ينفع بعدها رد لوف بإعتماد خمسة مهاجمين. "لم نكن قادرين على فرض أسلوب لعبنا المعتاد، ولم نكن فعالين في هجومنا وتمريراتنا"، يقول لوف.
ويعد لوف بـ"التصحيح"، لكن كيف سيكون هذا التصحيح بالطبع لم يفصح عنه.
العنوان العريض الذي خلص إليه المتتبع لهذه المباراة هو أن جيل مونديال البرازيل بين أبطال العالم لم يكن أحد منهم في المستوى المطلوب بما في ذلك توني كروس نجم ريال مدريد والذي من المفترض أن يكون مصدر توازن الفريق.
كيميش ليس لام
معلوم أن من يريد إثارة غضب لاعب بايرن ميونيخ يوشوا كيميش من الصحفيين، يطرح عليه سؤال ما إذا كان يسعى إلى تقليد فيليب لام في طريقة لعبه، وبالطبع دائما ما يرد الأخير بالنفي. وبحق مباراة المكسيك أثبتت أن ذلك حقيقة، فكيميش لا زال أمامه الكثير لبلوغ مستوى لام اللاعب المتكامل.
كيميش بحماسته الكبيرة تناسى في الكثير من الأحيان دوره كظهير أيمن، ليركز على الهجوم في دور الجناح، ما نجم عنه فراغات خطيرة في رباعية الدفاع، كان على الثنائي بواتينغ-هوملس سدها وبسرعة. المشكلة أن قلب دفاع الماكينات، والحديث هنا عن جيروم بواتينغ نفسه لم يكن في المستوى المطلوب، وبدرجة أقل زميله في بايرن ماتس هوملز.
إلكاي غوندوغان الحل المفتاح؟
إلى جانب هشاشة الدفاع، كان خط الوسط المشكل الأكبر. التمريرات الخاطئة والضعف في تغيير طريقة اللعب كانت السمة الطاغية على الماكينات. وكان وارد جدا أن تنتهي المباراة بأكثر من هدف للمكسيك.وتحسن الأداء بإنزال لاعب دورتموند ماركو رويس، لينتقل المدرب من خطة 4-2-3-1 إلى 4-1-4-1
سامي خضيرة كان من أول من قام لوف باستبداله وعن حق، ومن المحتمل جدا بعد أدائه الهزيل أن يدخل سباستياتن روده بدلا عنه في المباراة القادمة أمام السويد في حال احتفظ لوف بخطة4-2-3-1. لكن أيضا هناك احتمالية ادخال إلكاي غوندوغان إلى جانب توني كروس على أن يأخذ رويس موقع الجناح الأيسر وتوماس مولر الأيمن، كسيناريو محتمل لمواجهة اللعب الدفاعي للسويد وكوريا الجنوبية.
ألمانيا مرشحة لنيل اللقب؟
ولن يجادل اثنان أن انتكاسة الأحد لن تمنع ألمانيا بالفو باللقب، لكن مع تحفظ. وبالنسبة لأشد المتفائلين بين المشجعين، فإن تاريخ المونديال يزخر بالعديد من الأمثلة التي تعزز هذه النظرية، أولها حين خسرت ألمانيا أمام الجزائر بهدفين مقابل هدف في أول مباراة لها في نهائيات مونديال 1982، ومع ذلك بلغت نهائي البطولة.
الشيء ذاته بالنسبة لـ"الماتادور" حامل لقب بطولة جنوب إفريقيا 2010. المنتخب الإسباني انهزم أمام سويسرا في مستهل مشواره الإفريقي، ورغم ذلك توج بطلا للعالم.
دويتشيه فيليه