رام الله الإخباري
نقلت مجلة "شبيغل" الألمانية الجمعة (الثامن من حزيران/ يونيو 2018) عن مسؤولين أمنيين قولهم إن الادعاء الألماني أصدر أمر اعتقال دولي بحق مدير المخابرات الجوية السورية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكر الموقع أن جميل حسن هو أحد المستشارين المقربين للرئيس السوري بشار الأسد وكان في خدمة والده حافظ الأسد أيضاً. وتفيد المعلومات المتوفرة لدى الادعاء العام الألماني بأن العاملين في جهاز المخابرات الجوية على الأقل في الفترة ما بين ربيع 2011 وصيف 2013 قد عذبوا مئات الأشخاص بالضرب والاغتصاب، وبالتعذيب حتى الموت. وكان جميل حسن على علم ببشاعة أعمال موظفيه ونالت رضاه.
وقالت المجلة الألمانية إن الادعاء يتهم حسن البالغ من العمر 64 عاماً بالإشراف على بعض من أفظع الجرائم التي ارتكبتها أجهزة المخابرات السورية والتي تشمل تعذيب واغتصاب وقتل "مئات الأشخاص على الأقل بين عامي 2011 و2013".
وأحجمت متحدثة باسم مكتب الادعاء العام الألماني عن التعليق على تقرير المجلة، لكن محامياً سورياً في مجال حقوق الإنسان يقيم في ألمانيا ويعمل لصالح المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان قال إن السلطات أبلغت المركز بأمر الاعتقال.
وساعد المحامي أنور البني المركز على رفع دعاوى جنائية ضد حسن وقواته نيابة عن سوريين في ألمانيا. وقال البني "هذا انتصار للعدالة، انتصار للعدالة الألمانية أولاً، ولكن هذا أيضاً انتصار للشعب السوري الذي سيستعيد ثقته في العدالة. نتمنى إن مذكرة التوقيف القادمة ستكون للأسد".
وهذا هو أول أمر اعتقال يصدر في أي دولة ضد أحد كبار مساعدي الأسد بالجيش أو المخابرات منذ اندلاع المظاهرات المناهضة لحكمه والحرب الأهلية في سوريا ربيع 2011. وقالت "شبيغل" إن اتهامات أخرى موجهة لحسن تشمل "إعدام معتقلين سياسيين دون محاكمة".
وألمانيا والنرويج والسويد هي الدول الأوروبية الوحيدة التي تطبق الولاية القضائية العالمية في جرائم الحرب، مما يعني أن بإمكان هذه الدول إجراء محاكمات في جرائم ارتكبت في الخارج.
وفشلت مراراً محاولات ملاحقة أعضاء في حكومة الأسد قضائياً لأن سوريا ليست من الدول الموقعة على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. كما استخدمت روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد محاولات لمنح المحكمة تفويضاً لإقامة محكمة خاصة بسوريا.
لكن جرائم استخدام الأسلحة الكيمياوية والبراميل المتفجرة ليست ضمن التهم التي توجهها إلى ألمانيا إلى جميل حسن، فالتهم الموجه إليه تشمل التعذيب الممنهج والتعسف وتنفيذ الإعدامات بحق معتقلين سياسيين لدى جهازه الأمني. وهي تهم يمكن لألمانيا ملاحقتها قضائياً وفق مبادئ الشرع الدولية.
ويعتبر اللواء جميل حسن من أقوى شخصيات النظام السوري وأكثرهم نفوذاً. وحسب معلومات مجلة "شبيغل" الألمانية، فإن اللواء جميل حسن كان منذ بداية الاحتجاجات مؤيداً لسياسة القبضة الحديدية وقمع الانتفاضة بشكل بشع وذلك بصفته عضواً في المركز الوطني للأزمات.
كما يشتهر جهازه، جهاز المخابرات الجوية، بأنه الأبشع بين كل أجهزة المخابرات التابعة للنظام السوري. ومن أبرز مهمات جهازه يتمثل بقمع واضطهاد المعارضة.
يُشار إلى أن القضية التي تحركها جنائياً كل من الادعاء العام والمكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة لديها أدلة ثبوتية كثيرة مصدرها أحد مصوري جهاز المخابرات الجوية والذي عرفته السلطات باسم مستعار "سيزار" والذي هرب إلى ألمانيا في عام 2013 حاملاً معه آلاف الصور التي ألتقطها لأشلاء المعارضين الذين قتلوا في سجون جهاز جميل حسن ووضعها تحت تصرف المحققين الألمان.
دويتشيه فيليه