معبر الجلمة يحطم آمال تجار جنين بالانتعاش خلال شهر رمضان

اسواق جنين ومعبر الجلمة

رام الله الإخباري

تعد الأسواق التجارية في محافظة جنين مركز جذب للمتسوقين القادمين من الداخل المحتل، خاصةً في مواسم رمضان والأعياد، إضافة إلى أيام السبت.وتنتشر في المحافظة عديد من الأسواق الشعبية، إلا أن عدد المحال التجارية المتوفر لا يستقيم مع عدد سكان المحافظة؛ بقدر ما تعتمد على فلسطيني الداخل المحتل في ترويج بضائعها.

ويبلغ عدد سكان المحافظة الواقعة شمال الضفة الغربية المحتلة (320 ألف نسمة منهم 48 ألف في المدينة) حسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء.ومن هذه الأسواق: السوق الشعبي، وسوق الحلال، وسوق الجملة، سوق السيباط، سوق شارع الناصرة، سوق شارع أبو بكر، سوق شارع بورسعيد، سوق شارع فيصل، سوق شارع الهلال، سوق شارع فاطمة خاتون، وسوق الحسبة القديمة.

استبشار

ومع حلول الشهر المبارك، استبشر تجار جنين خيرًا بموسم تسوق رمضاني هادئ تسير فيه الترتيبات كما السنوات السابقة، إلا أن الاحتلال يرمي للتنغيص على حياة المواطنين والتجار.

ويقول التاجر أمجد أبو الرُب إن نظراءه في المحافظة اعتادوا على أن تُمدد سلطات الاحتلال العمل في معبر "الجلمة" منذ بداية رمضان حتى نهاية العيد، وذلك حتى منتصف الليل ولكنها لم تفعل هذه المرة.

ويعتبر معبر "الجلمة" ممر فلسطيني الداخل لجنين، ومرَّ عبره نحو مليون مركبة للمحافظة خلال عام 2017، ما يشكل رافدًا أساسيًا لاقتصادها، وفق تقرير إحصائي للغرفة التجارية في جنين.

ويوضح أبو الرُب أن عدم فتح ذلك المعبر كالمعتاد في ساعات ما بعد المساء حرم أصحاب المطاعم والمتنزهات على وجه الخصوص من زبائنهم المفضلين؛ ممن يأتون للإفطار بجنين وبمطاعمها التي تبعد مئات الأمتار عن المعبر.وتُغلق سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حاجز "الجلمة" العسكري يوميا في ساعات المساء.

سيف ذو حدين

ويرى التاجر محمد السعدي أن التسوق الليلي برمضان أساسي، وتعتمد عليه المحافظة، سيما في النصف الثاني من رمضان حتى ليلة العيد.ويعتبر السعدي أثناء حديثه  أن عدم تطبيق القرار الصادر عن سلطات الاحتلال أثّر سلبًا على حركة الأسواق، لافتًا إلى أنه إجراء عقابي دون مبرر.ووفق الإحصاءات للغرفة التجارية فإن فلسطيني الداخل المحتل ينفقون ما بين 1.5 مليار شيكل سنويًا في أسواق جنين.

وتحمل هذه الأرقام سيفًا ذو حدين في نظر التاجر السعدي؛ فهي تشير إلى مستوى السيولة الذي يضخه فلسطينيي الداخل؛ لكنها في المقابل تنبه إلى ارتباط اقتصاد بحركة معبر "الجلمة"؛ ما يعني انهيار اقتصاد المحافظة بمجرد إغلاقه.

هذه التهديدات، دفعت الغرفة التجارية في المحافظة إلى الاستنكار بشديد اللهجة لهذا الإجراء، واتهمت سلطات الاحتلال بتعمد إلحاق ضرر مباشر بالحركة الاقتصادية للمحافظة في شهر رمضان من خلال عدم فتح معبر الجلمة كالمعتاد.

قطع الأرزاق

ويوضح رئيس غرفة تجارة وصناعة جنين عمار أبوبكر أن سلطات الاحتلال ادعت ما تسميه "بوادر حسن نية" في شهر رمضان ومع اقتراب عيد الفطر من خلال تمديد العمل بمعبر الجلمة حتى منتصف الليل، ولكنه فعلياً يُغلق مبكرًا.

ويشير أبو بكر  إلى أن إغلاق المعبر يأتي في سياق سياسة الاحتلال التصعيدية والذي يعني مزيدًا من التضييق على المواطنين، والتجار، والعمال، في تنقلهم إلى أراضي 48.

ويلفت إلى أن هذا الأمر يعني قطع أرزاق آلاف الأسر، وحرمان أبناء شعبنا من الدخول الى جنين بهدف التسوق والتواصل الاجتماعي.ويعتبر رئيس الغرفة التجارية هذه الممارسات جزءا من سياسة عقاب جماعي تستهدف أرزاق الناس دون مبرر حتى لو حملت تبريرات أخرى.

 

وكالة صفا