تواصل إسرائيل استعداداتها اليوم لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس تنفيذا للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة مزعومة لإسرائيل وقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس، وسط استعدادات أمنية مكثفة في القدس، الضفة الغربية وعلى طول الحدود مع قطاع غزة بعد دعوات فلسطينية للتصعيد.
وأشارت وسائل الاعلام الإسرائيلية إلى أن نحو 2000 عنصر في قوى الاحتلال الإسرائيلي سيشاركون في تأمين مراسم افتتاح السفارة الأمريكية في القدس بحضور وفد أمريكي رفيع المستوى ترأسه إيفانكا ابنة ترامب وزوجها كوشنر.
كما ويستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريوهات مختلفة على طول الحدود مع قطاع غزة وسط خشية من تسلل الآلاف من أهالي غزة السياج الفاصل. وكان قد حذر الجيش الإسرائيلي يوم أمس من محاولة حركة حماس تنفيذ عمليات خطف جنود إسرائيليين خلال الاحتجاجات التي ستبدأ في ساعات صباح اليوم في غزة.
وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية صباح اليوم إن "التقديرات الأمنية في إسرائيل تشير الى تخوفات من احتشاد مئات آلاف الغزيين عند السياج الأمني الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة ومحاولة اختراق السياج الأمني الفاصل"، فيما أشارت صحيفة هآرتس الى أن "حماس معنيّة بعمليات اختراق جماعي واسع للسياج الأمني، والقيام بعمليات تخريب للجدار الأمني وإحراق مواقع ومواد هندسية وأجهزة أمنية في الجانب الإسرائيلي".
وجدد الطيران الإسرائيلي رمي منشورات من الهواء لسكان غزة يحذرهم فيها من المشاركة في الاحتجاجات التي دعت إليها حماس اليوم ضمن "مسيرات العودة الكبرى".
300 شخصية أمريكية في حفل افتتاح السفارة
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها الى أن وفدا أمريكيا من 300 شخصية على رأسهم نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان، وجاريد كوشنر المستشار الخاص لترمب، وزوجته إيفانكا ترامب، بالإضافة إلى وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، والعشرات من أعضاء الكونغرس الأميركي، وصلوا إسرائيل للمشاركة في افتتاح السفارة.
ونشرت صحيفة هآرتس قائمة بأسماء سفراء الدول المشاركة في افتتاح السفارة، قائلة إن "30 سفيراً من أصل 86 سفيرا أجنبيا وُجهت لهم الدعوة للمشاركة في المراسم، أعلنوا قبولهم الدعوة، ومن بينهم سفراء رومانيا والمجر والنمسا والتشيك، الذين كانت حكوماتهم وراء إحباط المبادرة الفرنسية، يوم الجمعة، لإطلاق بيان رسمي باسم الاتحاد الأوروبي، ضد الخطوة الأميركية".
والدول المشاركة وفق الصحيفة هي ألبانيا، أنغولا، والنمسا، والكاميرون، وساحل العاج، والتشيك، وجمهورية والدومينيكان، والسلفادور، وإثيوبيا، وجيورجيا، وغواتيمالا، وهندوراس، والمجر، وكينيا، ومقدونيا، وميانمار، ونيجيريا، وبنما، والبيرو، والفلبين، ورومانيا، وروندا، وصربيا، وجنوب السودان، وتايلاند، وأوكرانيا، وبرغواي، وزامبيا، وتنزانيا.
ترامب يتخلى عن الإجماع الدولي ويعلن القدس عاصمة لإسرائيل
وتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قراره نقل العاصمة من تل أبيب عن الإجماع الدولي الذي استمر على مدى عقود بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق على وضع القدس كجزء من اتفاق سلام على حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
ورفضت السلطة الفلسطينية التواصل مع فريق ترامب منذ إعلان قرار نقل السفارة ومن بينهم صهره جاريد كوشنر الذي يفترض أن يقود المساعي الجديدة للسلام.
ووصف رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط نقل السفارة بأنه خطوة أخرى نحو "فصل عنصري شامل". وقال في بيان إن "الإدارة الأميركية اختارت الانحياز الى مطالب إسرائيل الحصرية حول مدينة كانت لقرون مقدسة لدى كل الأديان"، مضيفا أن "نقل السفارة الاميركية اليوم يغذي نزاعا دينيا بدلا من السلام".
وإضافة الى احتجاجات الفلسطينيين يتوقع أن تشهد عدد من العواصم العربية تظاهرات بعد أن قالت حكوماتها إن وضع القدس يجب أن يتقرر في إطار اتفاق نهائي للسلام.
ويتزامن موعد افتتاح السفارة في 14 أيار/مايو مع الذكرى السبعين لإقامة دولة إسرائيل وذكرى النكبة بالنسبة الى الفلسطينيين. واستشهد 54 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ انطلقت احتجاجات واسعة على حدود قطاع غزة في 30 آذار/مارس فيما لم يصب أي إسرائيلي.