رام الله الإخباري
من المقرر أن تُنظّم الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، يومي غد وبعد غد، (الإثنين والثلاثاء 14 و15 مايو/ أيار الجاري)، مسيرات حاشدة في عدة نقاط تقع قرب السياج الحدودي مع الاراضي المحتلة
ولا يستبعد مراقبون أن يحاول المتظاهرون، خلال هذه المسيرات، التي تتزامن مع افتتاح الولايات المتحدة لسفارتها في مدينة القدس، وكذلك مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، اختراق السياج الفاصل، والعبور إلى الجانب الآخر من الحدود. وفي حال حدوث هذا السيناريو، يخشى المراقبون اندلاع مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي، قد تسفر عن وقوع الكثير من الشهداء والجرحى.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد حذرت الأسبوع الماضي، الفلسطينيين من الاقتراب من السياج الحدودي، واعتبرت المسيرات جزءا من "حالة حرب ولا ينطبق عليها قانون حقوق الإنسان". وتلقّى الجيش الإسرائيلي تعليمات صريحة بإطلاق النار على أي فلسطيني يحاول اختراق السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، حسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
وفي تصريحات سابقة، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الفلسطينيين في قطاع غزة بأن اقترابهم من الحدود مع إسرائيل "سيعرض حياتهم للخطر". وبدأت "مسيرات العودة"، في 30 مارس/ آذار الماضي، على شكل تظاهرات سلمية في 5 مواقع على طول الحدود، لكن الجيش الإسرائيلي استخدم القوة المفرطة ضدها، ما أسفر عن استشهاد نحو 50 فلسطينيا وجرح الآلاف.
ومن المتوقع أن تنقل الولايات المتحدة الأمريكية، غدا الإثنين، سفارتها من مدينة تل أبيب إلى القدس، في خطوة أثارت غضب الفلسطينيين. ويصادف بعد غد الثلاثاء، الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، وتأسيس دولة إسرائيل، وهو ما أسفر عن تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين عام 1948.
وكان لافتا، مغادر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، صباح اليوم الأحد، القطاع، متوجها إلى العاصمة المصرية القاهرة، على نحو مفاجئ. وقالت مصادر فلسطينية مقربة من الحركة، إن هنية لبى دعوة من جهاز المخابرات العامة المصرية، لزيارة القاهرة، بهدف التباحث حول المسيرات، وتداعياتها.
وسبق لهنية أن قال الجمعة الماضي، في خطاب قرب الحدود، إن الفلسطينيين سيحوّلون الذكرى السبعين للنكبة، إلى "نكبة تحل بإسرائيل ومشروعها الصهيوني". وقال هنية إن الفلسطينيين في يومي الاثنين والثلاثاء، سيقفون "وقفة رجل واحد ليقولوا للرئيس الأمريكي وإسرائيل إن القدس عربية إسلامية لن يغير هويتها أحد".
وأضاف هنية:" نحن على موعد مع الزحف الكبير في يوم 14 مايو الجاري، سيزحف شعبنا في مخيمات لبنان على حدود فلسطين الشمالية، كما يزحف أهلنا في الأردن إلى منطقة الكرامة التي تشرف على فلسطين".
وفي حديث سابق لوكالة الأناضول، قال داود شهاب، أحد منسقي الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، (قيادي في حركة الجهاد الإسلامي) إن الهدف من هذه المسيرة "هو العودة واقتلاع الحدود والأسلاك الشائكة التي وضعها الاحتلال ليفصل بين غزة والأرض المحتلة عام 1948".
وقال إن "الشعب الفلسطيني متسلح بالقوانين والتشريعات الدولية التي تعطيه الحق في العودة لأرضه ووطنه". وبيّن شهاب أن ذروة فعاليات مسيرة العودة ستكون يومي (14-15) مايو/ أيار المقبل، لكنّها لن تكون نهاية المسيرة إنما انطلاقة لمحطة جديدة. وأكّد أن المسيرة لن تتخلى عن طابعها السلمي والشعبي، لافتا إلى أنها "تستند لكل التشريعات والقوانين الدولية الداعمة للحق الفلسطيني".
ورجّح محللون سياسيون، مواصلة الجيش الإسرائيلي استخدام القوة المفرطة، تجاه المتظاهرين السلميين المتوقع خروجهم، نحو الحدود الشرقية لقطاع غزة، يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.
وأجمع المحللون، في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول، على أن إسرائيل ستبدأ في اتخاذ إجراءات وقائية في منطقة الحدود كـ"تعزيز البنى التحتية للسياج الفاصل وتقويته ورفعه، ووضع أكوام من التراب، ونشر قوات أكبر لحصر أي عملية اختراق جماعي مرجحة".
بدوره، توقّع وديع أبو نصار، مدير المركز الدولي للاستشارات بمدينة الناصرة شمالي إسرائيل، أن تلجأ إسرائيل لعدة إجراءات وقائية، لردع مسيرة العودة في ذروة فعالياتها، يومي الإثنين والثلاثاء القادمين. وقال نصار لوكالة الأناضول التركية في وقت سابق:" قد يستعمل الجيش عدة وسائل رادعة للمتظاهرين، مثل إطلاق النيران، واستخدام وسائل مختلفة لتفريقهم".
من جانبه، توقع خلدون البرغوثي، الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أن يستخدم الجيش الإسرائيلي "القوة المفرطة تجاه المتظاهرين في حال حدوث اختراق جماعي للسياج المحيط بغزة". وقد تؤدي تلك القوة، وفق البرغوثي، الذي تحدث لوكالة الأناضول، إلى ارتكاب "مجازر جديدة، كون السياج خط أحمر بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، يُمنع تجاوزه".
وقال: "إسرائيل تعتبر المتظاهرين الذين يتجمهرون في الجانب الفلسطيني خطرا على الجنود، ما بالنا إذا تم عبور السياج فهنا ستعتبرهم تهديدا مباشرا لحياة الجنود وربما المستوطنين داخل المستوطنات المحاذية للقطاع".
الاناضول