رام الله الإخباري
كورشة سيارات عملاقة بدت المنطقة الحدودية لقطاع غزة، استعدادًا لما عرف بـ"جمعة الكوشوك" التي دعا إليها بعض رواد التواصل الاجتماعي. إذ تظهر الصور التي تداولها نشطاء -لم يتسنى التأكد من صحتها- آلاف الإطارات المطاطية، بالإضافة إلى المرايا العازلة تحضيرًا للجمعة المقبلة.
وعلى الفور نشبت معركة كلامية وانقسام جديد بين الفلسطينيين في الفضاء الأزرق بين "حزب الكوشوك" و"حزب الأوزون".إذ يقول أنصار الفكرة إنها تهدف للتشويش على القناصة الإسرائيلية المتمركزة على الجانب الآخر للسياج الفاصل، فيما رأى آخرون أن "لا جدوى من حرق الإطارات" داعين إلى حماية "البيئة وطبقة الأوزون".
وانطلقت حملة "الكوشوك"، خلال الأيام الماضية، وشملت كافة محافظة القطاع لجمع ما أكمن من إطارات السيارات والمرايا لتكون سلاحهم ضد القناصة.
أحمد أبو ارتيمة، الناشط في مسيرة "العودة الكبرى" كتب عبر صفحته في فيسبوك "فكرة جمعة الكوشوك والمرايا العازلة التي يتداولها فريق من الشباب لا علاقة لها بمبادئ مسيرة العودة وهي تفترض أن هناك مواجهات مع جنود الاحتلال وهو الأمر الذي يتعارض مع الاعتصام السلمي على بعد سبعمائة متر فضلا عن أنها تلوث البيئة.
وأضاف "نحن لا ندعو إلى مواجهات بل إلى حياة طبيعية في الميادين. دعونا نفكر في زراعة ألف شجرة بدل إحراق ألف إطار".
وعلقت الصحافية وسام ياسين على الانقسام الحاصل على مواقع التواصل الاجتماعي :" بس ضايل علينا انقسام فصائلي جديد: حزب الكوشوك وحزب أصدقاء البيئة ..".
فيما ذهب محمد الحجار إلى الدعوة لجمع الإطارات وتلوينه وزراعته بالأشجار المعمرة وإن كان لا بد من حرق، وفق الحجار، "نحرق بعضًا من القيادات".
وكتب :"بإمكاننا جمع #الكوشوك، وبدلاً مِن حرقه وتلويث البيئة -المُلوثة سلفاً- وإصابة الشباب المتجمهرين على الحدود بالإختناق والسرطانات، نقوم مثلاً بتوصيل فكرة سامية مِن خلال الكوشوك؛ تلوينه وزراعته بعدة أنواع مِن الأشجار المُعمِرة، أو تزيّين مخيمات مسيرات العودة على الحدود بهذا الكوشوك!! "
وتابع:" وإن كان ولا بُد مِن شيءٍ نحرقه، فلنحرق الجهل والتعصّب والحزبية والأفكار الرجعية، نحرق مثلاً بعضاً مِن القيادات...."أما علاء أبو شاويش فتساءل عن جدوى حرق الإطارات، قائلًا:"طيب انسوا الاوزون يولع بكاز وتمسكوش في الكلمة، ممكن المدافعين عن فكرة حرق العجال والكاوشوك يعطونا فايدة واحدة للموضوع حتفيدنا وتخدم قضيتنا؟!!".
فيما تساءل البعض ساخرين حول اتجاه الريح يوم الجمعة المقبل، لمعرقة مصير الدخان الصادر عن الحرق، وكتب مؤمن فرج الله: " صديقنا Laith Al-Alami الراصد الجوي شو بالنسبة لاتجاه الريح يوم الجمعة عليهم ولا علينا".
وتطوع بالإجابة نادر عبد النبي، الذي كتبه عبر صفحته :" الريح بتيجي من الغرب باتجاه الشرق! يعني التلوث والسواد على الجنود اللي بيحاولوا يقنصوا الشباب السلميين الثائرين للحرية ".
"إسرائيل" أيضًا انخرطت في القضية، ودعا منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في مناطق السلطة، يوآف بولي مردخاي، منظمة الصحة العالمية بالتدخل الفوري لوقف مخططات متظاهرين مسيرة العودة لحرق آلاف الإطارات المطاطية بالقرب من السياج الفاصل.وقال مردخاي: "هذا حدث بيئي خطير سيضر بصحة السكان ويتسبب في تلوث لم يسبق له مثيل وناشد التدخل لوقف هذا الأمر".
شمس نيوز