رام الله الإخباري
فُقِدَت "أميرة هاربة" تقول إنها نجلة حاكم دبي بعد نشر مقطع مصور "أخير" صادم على موقع يوتيوب، وفق ما نشرت صحيفة The Sun البريطانية.ونُشر المقطع محامي الأميرة لطيفة محمد آل مكتوم (32 عاماً)، بعدما أُبلغ عن فقدانها قبالة ساحل ولاية غوا في الهند.
وفي المقطع المصور، تقول الأميرة إنها نجلة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات ورئيس الحكومة.وتدَّعي لطيفة أنها ليست لديها الحرية لتعيش حياتها الخاصة في دبي، وكانت محتجزة سراً في سجنٍ لثلاث سنوات بعد محاولة هروب سابقة فاشلة.
وتزعم لطيفة أن أطباءً خدَّروها في المشفى لوقف تمرُّدها.وتقول إنها واحدة من أبناء الشيخ محمد الثلاثين، الذي تزوَّج ست مرات، وتدَّعي أنها غادرت تلك الدولة العربية ذات التقاليد الصارمة بمساعدة جاسوس فرنسي سابق.
يُعتقد أن لطيفة تختبئ على متن يخت قبالة ساحل جنوب الهند، ومن المتوقع أن تسعى للحصول على لجوء سياسي في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أجرت اتصالات بمحامٍ.ونشرت لطيفة ادّعاءاتها في مقطع مصور من مخبئها، يوم الجمعة 9 مارس/آذار الجاري.
ماذا قالت في آخر رسالة؟
لكن جماعة "محتجزون في دبي"، المعنية بالحقوق وتساعد الأجانب الذين يواجهون مشكلات قضائية في الإمارة، التي تواصلت مع لطيفة، تقول إنها منذ ذلك الحين بعثت رسالة استغاثة أعقبها اتصال هاتفي بدت أثناءه "مذعورة وخائفة" حسب صحيفة The Sun.
وتقول الجماعة إنها هاتفت قائلة: "أرجوكم ساعدوني. هناك رجالٌ بالخارج. أسمع أعيرة نارية وأنا مختبئة مع صديقة".وأضافت لطيفة في رسالة عبر تطبيق واتساب: "أرجوكم ساعدوني. لا أعرف ماذا يحدث بالخارج".وتدَّعي لطيفة أنه لم يُسمح لها بمغادرة دبي منذ 2000، وكذلك لا يُسمح لها بقيادة السيارة وتخضع تحركاتها للمراقبة على مدار الساعة.وتقول إن عليها الالتزام بحظر تجوال مفروض على تحركتها، وليس لديها الحرية التي يتمتع بها آخرون، في البلد الذي يعد أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم.
عاشق سباق الخيول يعيش حياة سرية
ووالدها الشيخ البالغ من العمر 68 عاماً تجمعه علاقة مقربة بملكة بريطانيا، لشغفهما المشترك بسباقات الخيول، والتقيا العالم الماضي، 2017، خلال مهرجان رويال أسكوت للخيول بقرية أسكوت بمقاطعة بيركشاير البريطانية.لكن بينما يُعرف بن راشد جيداً على مضمار سباق الخيول، فإن حياته العائلية في دبي سرية للغاية.
وتقول لطيفة إنها ابنة إحدى زوجات الشيخ الأقل شهرة.وتقول إن لديها شقيقتين، وهي واحدة من 3 من نجلات الشيخ، أُطلق عليهن اسم لطيفة.وليس لدى لطفية سيرة ذاتية، ومنذ ادعاء فرارها من البلد أغقلت حساباتها الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقبيل مغادرتها، سجلت مقطع فيديو مؤثراً، تشرح فيه بتفاصيل صادمة أسبابَ رغبتها في الفرار.وتتحدث لطيفة في الفيديو بنبرة هادئة، بينما تشرح أسبابها للهروب من البلد.وتقول في الفيديو: "ليس لديَّ الحرية التي يتمتع بها الناس. حرية الاختيار هي شيء نفتقر إليه".
وقالت إنه لا يُسمح لها بالاحتفاظ بجواز سفرها، وإذا خرجت من دبي يُكلَّف سائقٌ بنقلها: "أنا مقيدة للغاية، وليس بإمكاني حتى الذهاب إلى إمارة أخرى دون إذن. لم أغادر دبي منذ عام 2000".
وقبل المضي قدماً في مسعاها للحصول على حريتها تواصلت لطيفة مع جماعة "محتجزون في دبي"، ومن جانبها استخدمت الجماعة اتصالاتٍ مكثفة، لمحاولة التأكد من هويتها وادعاءاتها.
فشلت عندما كان عمرها 16 عاماً ولم تتمكن من الهروب
وتقول الجماعة إنها تحدثت إلى مساعدين مقربين من لطيفة، الذين أكدوا أنها نجلة حاكم دبي، وعضو بالعائلة الملكية.وعلاوة على ذلك، فإن بحوزتهم أيضاً نسخة من جواز سفر يفيد بأن حاملته عضوةٌ بالعائلة الملكية بدبي.
وقالت لطيفة إنه بعد فشل محاولة هروبها عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وبعد المعاملة المترتبة على تلك المحاولة التي تلقتها، أصبحت تشك في الأناس، وقد تفضل إمضاء كل وقتها مع الحيوانات.
وفي محاولة لتأكيد هويتها، تسرد لطيفة مكان المدرسة التي ذهبت إليها، وهواياتها، وتتوسل من التقوها أثناء أنشطة امتطاء الخيل والقفز بالمظلة، لتأكيد هويتها عندما يشاهدون الفيديو.
وتقول: "أتطلع لحياةٍ أفضل، بداية فصل جديد في حياتي. ليس هناك سبب للبقاء في دبي ولا سبب للعودة إلى هناك".ويبدو أن الفيديو سُجِّل في غرفة بفندق، حيث كانت لطيفة تجلس أسفل نافذة ذات ستائر قشدية اللون.
ورغم بقائها هادئة طوال الفيديو، كان صوتها يختلج بالمشاعر.وتنهي لطيفة الفيديو بصورة صادمة قائلة: "إذا لم أنج، آمل أن يجلب ذلك على الأقل نوعاً من التغيير".
تواصلت جماعة "محتجزون في دبي" مع شرطة بريطانيا، يوم الإثنين، 5 مارس/آذار للإبلاغ عن فقدان لطيفة.وقال ديفيد هيغ العضو بالجماعة -التي ناشدت محامين ومحققين لتقديم مساعدتهم- إنهم أجروا تحقيقات مكثفة، للتأكد من أن المرأة حقيقية، وليست خدعة.
بدأ طلب المساعدة قبل أسبوعين، عندما تلقت جماعة "محتجزون في دبي بريداً إلكترونياً من لطيفة".وقالت رادها ستيرلينغ، مؤسِّسة جماعة "محتجزون في دبي"، إنها تشعر الآن بقلق بالغ حيال سلامة الأميرة.وأضافت: "نشعر بقلق بالغ حيال سلامة الأشخاص المفقودين. لقد غُمرنا بالفعل بالاتصالات ورسائل البريد الإلكتروني والدلائل التي ستساعدنا نحن والسلطات".
وتابعت: "نناشد أي شخص للإدلاء بأي معلومات قد تكون مفيدة بالتواصل معنا... كما نود أن نناشد أي شخص يمكنه المساعدة في البحث. المحامون أو منظمات حقوق الإنسان أو الأصدقاء أو العائلة أو حتى عامة الناس".
وأردفت: "طلب الأشخاص المفقودين مساعدتنا وأمرونا بمساعدتهم، في حال اعتقالهم أو اختفائهم، وهذا ما نفعله الآن".وقالت: "نتواصل مع السلطات، والمحامين الحقوقيين ومنظمات حقوق الإنسان البارزين".
والشيخ محمد، الذي قيل إنه والدها، والذي اشتهر في بريطانيا بأنه من أفضل مالكي خيول السباقات، يرجع إليه الفضل في تحويل دبي إلى واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في العالم، حسب صحيفة The Sun البريطانية.
وقد خلف شقيقه في 2006، ليصبح حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات.ويتمثل شغف حاكم دبي الأكبر في سباقات الخيل، وهو مالك إسطبلات جودلفين، التي أنتجت بعض أبرز الخيول الأصيلة في الرياضة.وحوّل آل مكتوم، الذي تقدر ثروته الشخصية بـ(نحو 21 مليار دولار)، خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، دبي إلى واحدة من أكثر مدن العالم حداثة.وكان آل مكتوم وراء مشروع جزر النخيل، وفندق برج العرب، وناطحة السحاب "برج خليفة"، التي تهمين على الأفق في المدينة.
وساعد كذلك الإمارات في إطلاق خطوط طيران خاصة به، ويرعى فريقي أرسنال وباريس سان جيرمان. وتزوَّج للمرة الأولى في 1979، وبعد ذلك تزوج ابنة ملك الأردن.وأُطلق موقع خاص بالمعلومات عن المرأة المفقودة.
وقال ديفيد هيغ: "أثرت قصة الأميرة المفقودة في الكثيرين. تلقينا عروضاً للمساعدة من أماكن بعيدة، مثل بيرو من الأشخاص الذين تابعوها على حسابها على إنستغرام، الذي حُذِف الآن، وصولاً إلى هنا في الديار، حيث يتابع العديد من مشجعي نادي ليدز يونايتد الإنكليزي قصتها".
هاف بوست عربي