كشف ضابط إسرائيلي كبير الخميس أن المناورات الجارية حاليا مع الجيش الإسرائيلي والتي تحاكي تعرض الكيان الإسرائيلي لهجوم صاروخي شامل ستستمر لأسابيع، وذلك خلافا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا بأنها ستكون لمدة أسبوعين فقط.
وبدأ الجيشان الإسرائيلي والأمريكي يوم الأحد الماضي مناورات عسكرية ضخمة تحاكي هجومًا شاملًا على "إسرائيل" من أكثر من جبهة من بينها الحدود الشمالية مع لبنان والحدود الجنوبية مع قطاع غزة.
ووصف جيش الاحتلال الإسرائيلي المناورات التي أطلق عليها اسم "جينفر كوبرا"، بـ"الضخمة"، إذ يشارك فيها 2500 جندي أميركي، بالإضافة إلى 2000 جندي من منظومة الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ووحدات أخرى.
وقال ضابط الدفاع الجوي الإسرائيلي اللواء تسفي حايموفيتش اليوم الخميس-بحسب ما نقل موقع "المصدر" الإسرائيلي "إن المناورة هي مرحلة أخرى في تحسين استعداد الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو للقتال والمواجهة عند التعرض لإطلاق نيران غير مباشر".
ولفت إلى أن المناورة تؤكد على التعاون المتين والاستراتيجي بين الجيش الإسرائيلي والأمريكي.وبين اللواء حايموفيتش أنه ستجري في الأسابيع المقبلة محاكاة لسيناريوهات مثيرة للتحدي ومعقدة تلائم الواقع العملياتي، على حد قوله.
وذكر أنه بحسب ما يجري في المناورات فإنه "عند إصدار الأوامر، ستُنثر القوات الأمريكية في البلاد وستحارب إلى جانب القوات الإسرائيلية سعيا لحماية إسرائيل من إطلاق النيران غير المباشرة (الصواريخ والقذائف)".
وخلال الساعات الماضية، رست حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة "أوس آيو جيما" في ميناء حيفا شمال فلسطين المحتلة عام 1948 حيث تقل 30 مقاتلة ومروحية، ونحو 2500 من مشاة البحرية الأميركية للمشاركة في المناورات.
وتحاكي المناورات المشتركة وصول قوات أميركية إلى "إسرائيل"، على إثر تعرضها لهجوم صاروخي على جبهات مختلفة، واختبار استخدام منظومات صاروخية مختلفة وسفن حربية ومقاتلات ومروحيات وطائرات بدون طيار.
وتأتي المناورات الإسرائيلية الأميركية في ظل تصاعد تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن احتمال اندلاع مواجهات مسلحة وسقوط القذائف والصواريخ من إيران ولبنان وقطاع غزة.
وتشارك في التدريبات قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومقر السلاح الجوي الإسرائيلي، وقواعد عسكرية لسلاح الجو الإسرائيلي، ومديرية عسكرية أقيمت بشكل خاص لإدارة المناورة.
وفي الجزء الأول من المناورات الجارية تُنشر بطاريات "باتريوت" أمريكية مضادة للصواريخ في مواقع من المفترض أن تنصب فيها في الوقت الحقيقي حال اندلاع حرب.
وفي الجزء الثاني من المناورة، تُجرى محاكاة لمواجهة سيناريوهات مختلفة للتنسيق بين منظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية.
ونشرت القوات الأمريكية منذ أسبوعين أنظمة دفاع مضادة للصواريخ في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة عام 1948 توطئة لبدء المناورات العسكرية التي تجري كل عامين.
ولفتت وسائل الإعلام العبرية إلى أن التدريب المكثف "سيكون بمثابة منصة للتعليم المشترك من ناحية أمنية وممارسة العمل المشترك إزاء أي حدث أو حاجة أمنية ممكنة في المستقبل".وأوضحت أن "التدريبات ستشمل هبوط قوات جوية داخل خطوط العدو عن طريق طائرات هيلوكبتر وطائرات مسيرة على متن السفينة".
وبين الإعلام العبري أنه "سيتم التدريب المشترك على القتال في مناطق مبنية، والحروب الصغيرة والسيطرة، كما سيتم التدريب على إنقاذ مصابين لكلا الوحدات القتالية من داخل خطوط العدو وعلى القتال البري في الليل والنهار داخل منشأة تحاكي المناطق الحضرية".
وأشار إلى أنه "بالتوازي مع التمرين البري، فان النشاط العسكري ستتم مساندته من قبل سلاح الجو الإسرائيلي- وحدة الهبوط المظلي، حيث ستتمثل مهمتها الأساسية بدعم المهمات البرية للمارينز عن طريق إطلاق النار، وهجمات جوية، وحرب الكترونية والاستطلاع الجوي".
وجرت مناورات "جنيفر كوبرا" للمرة الأولى عام 2001 لكن المناورة هذا العام تعد أكبر مناورة مشتركة لـ"إسرائيل" مع قيادة القوات الأمريكية في أوروبا هذا العام.
مناورة ثانية الثلاثاء
وبالتوازي مع هذه المناورات، ستجري قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية يوم الثلاثاء المقبل مناورة لاختبار جهوزية الكيان للتعرض لقصف صاروخ مكثف يستهدف المناطق الحيوية.
وسيتخلل المناورة انطلاق صافرات الإنذار في جميع أنحاء "إسرائيل" بتاريخ 13 مارس 2018.وستكون هذه المناورة من ساعات صباح 13 مارس حتى المساء، حيث ستدوي الصافرات، كما سيتخلل المناورة أيضا نشر تعليمات وتوجيهات للإسرائيليين عبر القنوات التلفزيونية ورسائل ال"اس أم أس" والإنترنت وغيرها من وسائل التحذير والإنذار، بما في ذلك تدريب الإسرائيليين على الاحتماء السريع عند سماع الصافرات.